Oct 19, 2021 4:41 PM
تحليل سياسي

المغتربون يقترعون لـ128 نائبا والانتخابات في 27 اذار باعتراض التيار: صوم وبرد
باسيل: سنطعن وبري : ما حدا يهددني... مرتضى: سنحضر جلسة مجلس الوزراء
بيطار يستأنف عمله وميقاتي ينجز الملفات...البنزين الى 300 الف ليرة خلال اسابيع

المركزية- لم يفرز المشهد السياسي المتآكل أي جديد يوحي بقرب بلوغ التسوية المنشودة التي لم يُعثر عليها بعد، لاعادة اطلاق العمل الحكومي العالق في شباك شروط "الثنائي الشيعي"، خلافا لقانون الانتخاب الذي بلغت تعديلاته نقطة الاقرار مع تكريس حق المغتربين بالاقتراع لـ128 نائبا وتقديم موعد الانتخابات الى 27 اذار، بتحفظ التيار الوطني الحر الذي شهر ورقة الطعن مهددا، على غرار ما فعل حليفه السيد حسن نصرالله امس بتهديد اللبنانيين جميعا بمئة الف عنصر لديه، إن حاول احدهم الخروج عن طاعته.

وفيما بقيت سواتر الحملات والاتهامات المتبادلة مرتفعة بين محوري الممانعة و"السيادي" في ظل موجة ردود عنيفة على مواقف نصرالله، استأنف المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ طارق بيطار عمله بشكل طبيعي بعد تبلغه قرار الغرفة الأولى في محكمة التمييز رفض طلب الرد المقدم بحقه من قبل النائب علي حسن خليل. فيما لم يلتئم بعد مجلس القضاء الأعلى للبحث في مدى ضرورة استدعاء المحقق العدلي الى اي اجتماع.

جلسة هادئة: في الاثناء وخلافا للتوقعات، مرت جلسة مجلس النواب التشريعية اليوم بهدوء نسبي لم تخرقه سوى بعض المناوشات بين رئيس المجلس نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الا ان مسألة تنحية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار لم تحضر خلال المداولات، ولا انعكست حملة حزب الله على القوات اللبنانية على النقاشات.

الانتخابات في آذار: في الاونيسكو، بدأ اعداد العدة للانتخابات النيابية المقبلة. فقد أقرّ مجلس النواب الذي جدد اليوم لهيئة مكتبه مبقيا القديم على قدمه، إجراء الانتخابات في 27 آذار، رغم اعتراض "لبنان القوي" وعدّل النص وأبقى على اقتراع المغتربين لـ ١٢٨ نائباً وفق الدوائر الـ ١٥، كما تم إقرار مبلغ ٧٥٠ مليون ليرة لبنانية سقفاً ثابتاً للمرشح الواحد و٥٠ ألف ليرة عن كل ناخب كمبلغ متحرك و٧٥٠ مليون ليرة كسقف الإنفاق للائحة الواحدة، وعلّق المادة المتعلقة بالبطاقة الممغنطة في قانون الانتخاب، في وقت تم اسقاط صفة العجلة عن اقتراح قانون الكوتا النسائية... وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال الجلسة "سنقوم بكل جهدنا للعمل على اجراء الانتخابات ضمن المهل التي قررها مجلس النواب وتأمين الأمور اللوجستية، وبإذن الله ستكون شفافة وسليمة".

بري – باسيل: من جانبه، اعترض باسيل على تحديد موعد الانتخابات في آذار بسبب الطقس وأيضاً بسبب صوم المسيحيين. وردًا عليه، قال بري: "صوتنا وخلصنا ومنكمل بالجلسة". وبعد ان لوح باسيل بالطعن في "تغيير موعد الانتخابات"،  اجاب بري "ما حدا يهددني كل شي بسمح فيه إلا التهديد". وعندما طالب باسيل بري بإعادة التصويت بالمناداة على إلغاء اقتراع المغتربين لـ 6 نواب حصل هرج ومرج، وأعيد التصويت سريعاً بالمناداة، وصدّق القانون، وقال برّي "خلص خلصنا كأن أول مرة منعمل جلسة"، فصفّق نواب "القوات" على وقع اعتراض باسيل على أن التصويت بالمناداة لم يكن واضحاً وشفافاً. كما سجّل توتر بين بري وباسيل حول موضوع "الميغاسنتر"، فدخل ميقاتي على الخط وكلّف وزير الداخلية بدراسة إمكانية تطبيقه.

فضل الله : في المقابل، قال النائب حسن فضل الله خلال الجلسة "نحن مع إبقاء النص القانوني كما هو وكحزب الله لا نستطيع الترشح في الخارج لكننا مع طرح انتخاب ٦ نواب للاغتراب ولماذا انقلب على هذا الطرح من كان معه"؟

الكوتا النسائيةوفيما تم اسقاط صفة العجلة عن اقتراح قانون الكوتا النسائية،  قال بري "كأن هناك من لا يريد لهذا البلد أن يتخلص من مشاكله، لقد تقدمنا في كتلة التنمية والتحرير منذ ثلاث سنوات بإقتراح قانون على أساس النسبية ولبنان دائرة إنتخابية واحدة، مع مجلس الشيوخ مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وصولا الى الدولة المدنية، وكان بالامكان الإنتقال بلبنان الى مرحلة جديدة، ومن جملة ما يتضمنه إقتراح القانون الكوتا النسائية بنسبه 20 سيدة وهذا ما هو معروض اليوم في الاقتراح الحالي". وكان ميقاتي قال: إقرار الكوتا النسائية يعقّد الأمور بالنسبة لقانون الانتخاب لذلك أقترح أن تقتصر الكوتا بالترشح أي عبر اللوائح.

باسيل: واعتبر باسيل بعد انتهاء الجلسة العامة أن "تحديد 27 اذار كموعد للانتخابات النيابية تلاعب في ظل احوال الطقس من جهة والصوم من جهة أخرى ولم نحصل على جواب حول موجب تعريض العملية الانتخابية لهكذا خطر". وقال  "من المعيب وصف المنتشرين بأنهم يعرفون عن لبنان "الصفيحة والكبة" فلا يجوز التعاطي معهم على أساس أنهم "زينة". وهذا التلاعب السياسي في موضوع اقتراع المغتربين لن نسكت عنه وسنطعن فيه خصوصا مع وجود مبدأ دستوري واضح".

عدوان: من جانبة قال النائب جورج عدوان بعد انتهاء الجلسة العامة في مجلس النواب: "حققنا لغير المقيمين خطوة مهمة فبدل أن نحصر خيارهم بعدد مقاعد قلنا لهم إنهم قادرون على المشاركة في الانتخابات لاختيار مناطقهم والأشخاص الذين يعرفونهم وهذا أمر عملي ومحق ويسمح لهم بالمساهمة فعليا بما يحصل في لبنان".

ميقاتي يترقب ويعمل: على صعيد آخر، وفيما العمل الحكومي لا يزال معلّقا، بفيتو من الثنائي الشيعي المطالب بازاحة البيطار، نقلت اوساط سياسية عن الرئيس نجيب ميقاتي، ان في انتظار عودة الهدوء الى النفوس لانعقاد جلسة مجلس الوزراء ينكب على معالجة الملفات الاساسية: المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، معالجة ملف الكهرباء واجراء الانتخابات النيابية. واوضح ان لجنة التفاوض شارفت على انجاز خطة الانقاذ وتوحيد الارقام بين وزارة المال والمصرف المركزي ولجنة المال النيابية لبدء المفاوضات قريبا مع الصندوق. اما في الكهرباء فقد وضعت فرنسا خططا عدة للمعالجة يمكن تنفيذ احداها، في وقت يتم استجرار الطاقة من الاردن ونقلها الى محطة كساره بعد اصلاح خط النقل في سوريا والاتفاق على حصتها كما سيتم الاهتمام بوصول الغاز المصري لمعملي ديرعمار والزهراني لتخفيض فاتورة الكهرباء.

في الاثناء، يترقب رئيس الحكومة ما يحمله الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين الذي يزور بيروت ويجول على المسؤولين حيث يلتقي في اطار زيارته كبار المسؤولين ويحط في وزارة الخارجية في الرابعة عصرا بحسب جدول مواعيده .

سنحضر اذا دعا!: في السياق، أكد وزير الثقافة محمد مرتضى أنه لم يهدد وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي بأنه سيتنزه على الكورنيش مع وزير المالية السابق علي حسن خليل وبأنه يتحدى ان يوقفه احد. ولفت مرتضى إلى أنه إذا دعا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الى جلسة سيحضرها، معتبرا أنه يجب على وزير العدل والمؤسسة القضائية ايجاد الحل بمسألة الارتياب من المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار. وقال "نحن لم نهدد ولم نعلّق جلسات مجلس الوزراء ولم نفرض بند تغيير البيطار بل عرضنا ملاحظات على ادائه لكل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء".

استأنف عمله: وغداة مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قواتيا وقضائيا، وفيما وقع رئيس الجمهورية مرسوم تعيين عضوين في المجلس الدستوري، ومرسوم تعيين المدير العام لوزارة العدل، افيد ان القاضي طارق بيطار حضر اليوم الى مكتبه في قصر العدل واستأنف عمله كمحقق عدلي في جريمة انفجار المرفأ بشكل طبيعي بعد تبلغه قرار الغرفة الأولى في محكمة التمييز رفض طلب الرد المقدم بحقه من قبل النائب علي حسن خليل. وافيد ايضا ان مجلس القضاء الأعلى لم يجتمع بعد للبحث ودرس مدى ضرورة استدعاء المحقق العدلي الى اي اجتماع ولم يحدد أي موعد بعد.

تضامنا مع القاضي: وسط هذه الاجواء، نفذت " جبهة المعارضة اللبنانية" وناشطين من الحراك المدني وقفة رمزية أمام قصر العدل في بيروت " تضامنا مع الجسم القضائي الذي يقوم بواجبه الوطني، ودعما للمحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت في مواجهة التهديدات التي يتعرض لها". وتلا زياد عبد الصمد بيانا باسم المعتصمين، أكد فيه أن" لا وجود لدولة سيدة وحرة من دون قضاء وعدالة وسلطة شرعية". ودعا "المدعى عليهم بملف المرفأ للمثول أمام المحقق العدلي، لأن البريء يمثل أمام القضاء ويدافع عن نفسه بدل أن يلجأ الى التهديد"، رافضا "كل الصيغ التي تطرح من قبل السلطة للالتفاف على القاضي بيطار وعزله".

الاحرار عند القوات: في الغضون، رأى رئيس حزب الوطنيين الاحرار كميل شمعون من معراب ان "من الممكن أن يكون لدى حزب الله 100 ألف مقاتل إلا أن هؤلاء يقفون في مواجهة ما يزيد عن مليوني لبناني"، مؤكدا وقوفَ الاحرار الى جانب القوات اللبنانية. موقف شمعون جاء بعد زيارته رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. وأكد أن "لغة السلاح مرفوضة فنحن منذ ان قررنا المضي بالسلم وإعادة إعمار هذه البلاد نجد أن هناك مجموعات كثيرة تحاول خربطة الأمور وعلى مراحل عديدة، فهذه ليست المرة الأولى لا بل ليست الحادثة الأولى". وإذ تمنى على "من يقومون بهذا الشر العودة إلى لبنانيتهم وإلى مبادئ التعايش التي نتفق جميعا حولها"، رأى أن "التعايش لا يمكن أن يتم سوى بشرط أن نعود جميعا إلى كنف الدولة على ألا يكون هناك سلاح غير سلاح الجيش اللبناني، فقد تبرهن وبالوقائع أن السلاح غير الشرعي يدار إلى الداخل أكثر ما هو إلى الخارج ولهذا السبب نتمنى على الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وعلى كل أمثاله الإمتناع عن القيام بهذه التصرفات التي تمس بالسلم الأهلي بدرجة أولى وفي الوقت نفسه أن يرحموا الشعب الذي لم يعد قادرا على التحمل".

ارتفاع الاسعار: في مقلب الهمّ المعيشي، الاسعار في ارتفاع مستمر. عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس توقع أن "نشهد خلال الأسابيع المقبلة ارتفاعات متواصلة في أسعار المحروقات من بنزين ومازوت وغاز، وذلك بسبب ارتفاع سعر برميل النفط عالمياً الذي لامس 85 دولاراً"، عازياً ارتفاعه إلى "عودة الاقتصاد العالمي إلى مركزه الطبيعي بعد أزمة "كورونا"، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الغاز عالمياً". وقال: من جهة أخرى، يتأثر سعر المحروقات بسعر صرف الدولار محلياً الذي تجاوز العشرين ألف ليرة، و هذا يؤدي الى ارتفاع سعر  صفيحة البنزين الى 300 ألف ليرة خلال الأسايع الثلاثة المقبلة". كما توقع البراكس "ارتفاعاً إضافياً في سعر برميل النفط لأن منظمة "أوبيك" لم تزد إنتاجها البالغ 486000 برميل يومياً مع الطلب المتزايد على النفط".

صندوق النقد: ليس بعيدا، عرض رئيس الجمهورية مع ممثل المجموعة العربية والمدير التنفيذي في صندوق النقد الدولي محمود محيي الدين، العلاقة مع الصندوق بعد تشكيل الحكومة الجديدة تحضيرا للتفاوض في خطة النهوض الاقتصادي". وزار محيي الدين ايضا وزير الاقتصاد امين سلام. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o