Oct 05, 2021 4:31 PM
خاص

إقفال ملفات الشرق الاوسط وفتح جبهات آسيا الوسطى والقوقاز...اين ايران؟

المركزية – تتجه الأنظار نحو آسيا الوسطى والقوقاز، خاصة بعد الانسحاب الاميركي من أفغانستان. وتشهد العلاقة بين ايران واذربيجان توترا عاليا وسط تخوفات من حصول مواجهات بينهما،  بعد دخول الاتراك على خط التوتر الى جانب باكو، ما ترك استغرابا لدى سلطات طهران. فيما تتهم ايران إسرائيل بأنها اصبحت على حدودها في القوقاز في اذربيجان وبأنها خلف تحريك الجبهة الحدودية بعدما تبين ان مجموعات الاذاري الموجودين على حدود اذربيجان بدأوا يتحركون داخل ايران.  

كل ذلك يحصل فيما، تقع كل من الصين وروسيا وايران في عين العاصفة الدولية، ويحظى وضع آسيا الوسطى والاستقرار فيها باهتمام الولايات المتحدة وغيرها من الدول وتشكل الصين الموضوع الاساس في السياسة الاميركية. كما يستأثر المحيطان الهادئ والهندي بالاهتمام بعدما تم الاتفاق على إقفال ملفات الشرق الاوسط سلميا وبالحوار وتحقيق الاستقرار بحيث ان بؤرة التوترات في المرحلة المقبلة ستكون آسيا الوسطى بعد خروج الولايات المتحدة من أفغانستان. فكيف ستتطور الاحداث ولصالح من؟  

الدكتور توفيق الهندي أكد لـ"المركزية" "ان آسيا الوسطى لا تشكل الوضع الاخطر، حتى في ظل وضعية افغانستان والخروج غير الطبيعي للولايات المتحدة من هناك وما خلفته. واذا كان البعض يفكر ان هذه ستخلق مشكلة للصين وروسيا وايران، فهو مخطئ واكبر برهان هو ان هذه الدول الثلاث هي التي تحاول، رغم التناقضات والمشاكل التي تعاني منها، لملمة الاوضاع وحلّ الخلافات"، لافتاً الى "ان الصين تواجه مشكلة الايغور وهم الصينيون الاسلاميون والحركات الاسلامية التي تخاف من ان تتغذى من خلال افغانستان، لكن طالبان في المقابل، تقول أيضاً بأنها ترغب في الحصول على مساعدة اقتصادية من الصين. أما الروس فهم غير مرتاحين لطالبان، بسبب تأثيرها على الدول المحيطة بأفغانستان والتي كانت منضوية تحت الاتحاد السوفياتي سابقا. كما ان ايران أيضا لديها الشيعة وتحاول ايضا ترتيب الوضع مع طالبان، ولا ننسى ان في مراحل معينة كان هناك نوع من التعاون بينهما. وبالتالي فإن كل هذه المسائل والتناقضات لا تؤدي الى مكان بعيد، إنما الاخطر بالنسبة لافغانستان هو عودة الاطراف الجهادية السنية ولا سيما القاعدة، علما أن هناك اطرافا داخل طالبان من القاعدة، وهناك تناقض قائم حتى الساعة، بالنسبة لموقف طالبان من داعش، ولا اعرف الى متى سيبقى قائما والى اي حد". 

أضاف الهندي: "هذا من جهة، اما من جهة اخرى، فهناك التوتر بين ايران وأذربيجان، والتي تشكل بنظر  الايرانيين مشكلة جزئية ومحاولة لتطويق ايران من كل الجهات، اولا من جهة اذربيجان، وثانيا من خلال قطع علاقاتها مع اوروبا عبر ارمينيا، ومن ثم تطويقها من خلال العراق والخليج... هذه امور ليست في غاية الاهمية بل تدخل في اطار الحرب الناعمة على ايران، اما ما يجعل الشخص يرتاب فهو الاتفاق النووي والمفاوضات القائمة حوله في فيينا، واعتقد ان في غضون ثلاثة اشهر سيتم ابرام اتفاق، لكنه لن يكون مطابقا لاتفاق عام 2015 لأن ايران تقول انها تريد ضمانات من الولايات المتحدة بأن لا تعود وتقوم بما قام به الرئيس السابق دونالد ترامب وتخرج من الاتفاق وتضع عقوبات. النظام السياسي الاميركي لا يسمح للولايات المتحدة بإعطاء ضمانات، والضمانة التي برأيي ستطلبها ايران هي انها لن تعود الى تنفيذ الاتفاق كما كان في 2015 وما خصبته قد خصبته وستتوقف عند هذا الحد. إنما في حال تراجعت الولايات المتحدة، فإن ايران ستتابع التخصيب، علما ان ايران تقدمت جدا في إنتاج اليورانيوم".  

واشار الهندي الى "ان الولايات المتحدة واوروبا ستقبلان بهذه الشروط، كما ان الصين، بشكل او بآخر، داعمة لهما من خلف الستار، وهذا الاتفاق سيؤدي اذا حصل، وسيحصل، الى نيل ايران نحو مئة مليار دولار، محجوزة في القطاع المصرفي العالمي، ومن ثم سيُسمح لايران بأن تتاجر بالنفط والغاز وبالتالي سيكون هناك سيل من مئات ملايين الدولارات بشكل مستمر، وبالتالي ستُحسن ايران وضعها الاقتصادي المتعثر من ناحية، وستعطي من ناحية ثانية الاموال الكافية لتفعيل فيلق القدس ومحور المقاومة". 

وتابع: "اما بالنسبة لنا في لبنان، فإن المكون الرئيسي لفيلق القدس ومحور المقاومة هو "حزب الله" وبالتالي سوف يُفعل هذا الدور ليس فقط في لبنان، إنما في المنطقة ككل. الاميركيون والاوروبيون يقومون بما يعتقدون انها مصلحتهم وانا برأيي يلحسون المبرد وانهم في نهاية المطاف عندما ستحصل هذه الامور في المنطقة لن يكون كما يظن الرئيس الاميركي جو بايدن، الذي يعتقد أنه سيواجه الصين في آسيا والمحيطين الهادئ والهندي. الامور لن تحصل كذلك، لأن الصين أصبحت هنا ولم تعد هناك، وهذه المنطقة، منطقة الشرق الاوسط هي الاخطر في العالم وليس آسيا، وبايدن يذهب للمواجهة حيث هناك مواجهة". 

وختم: "هنا قد يتدحرج الامر الى حرب في المنطقة. لأنهم لم يحسبوا حساب ان ايران ستأكل الطعم وتستخدم الصنارة، لأن ايران ستزدهر التجارة لديها وتوتال وبوينغ... وهذه ايضا عناصر ضغط بيد ايران. الاوضاع في المنطقة خطيرة جدا لا سيما ان هناك اطرافا عديدة ستتضرر وكل مصلحة ومصالح الغرب ستتضرر. تحاول الولايات المتحدة ان تقول بأنها ستخرج من الشرق الاوسط، ولكن الشرق الاوسط يقول لها بأن لا يمكنها الخروج". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o