Oct 04, 2021 1:16 PM
خاص

لو دريان في المملكة تحضيرا لماكرون...تسوية انقاذية لا صفقة مع ايران

المركزية- عشية زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى المملكة العربية السعودية، وفي اعقاب اتصاله بولي العهد محمد بن سلمان حيث استعرضا هاتفياً عدداً من قضايا ومستجدات الأحداث في المنطقة، والاتفاق على أهمية الحفاظ على السلام، استقبل بن سلمان اليوم وزير الخارجيّة الفرنسيّة ​جان إيف لودريان​، "وجرى استعراض العلاقات الثنائيّة بين البلدين وسُبل تعزيزها، كما تمّ بحث المستجدّات الإقليميّة والدوليّة والجهود المبذولة تجاهها" .وذكرت "وكالة الأنباء السعوديّة - واس" أنّ " وزير الخارجيّة السعوديّة الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، ووزير الدولة مساعد بن محمد العيبان حضر الاستقبال .فيما حضر من الجانب الفرنسي، القائم بالأعمال بالإنابة لسفارة ​فرنسا​ لدى ​السعودية​ فيليب ريجيس، وعدد من المسؤولين في ​وزارة الخارجية الفرنسية​".

عودة التواصل الفرنسي مع السعودية في موازاة استمرار التواصل مع ايران في ملفي استئناف المفاوضات النووية يؤكد، بحسب ما تعتبر مصادر دبلوماسية غربية، سعي فرنسا الجدي للعودة بفاعلية الى الساحة الشرق اوسطية كقوة دولية قادرة على لعب ادوار تهدوية في زمن غليان البركان الاقليمي وما فك اسر حكومة لبنان سوى اول الغيث، خصوصا في ظل الاجتماعات السعودية- الايرانية التي تعقد في عُمان وتجاوز عددها الثمانية،وقد خرجت الى العلن بعدما بقيت سرية لفترة طويلة واعلنت ايران اليوم " انها تحاول استئناف العلاقات مع السعودية من خلال اتفاق بين البلدين". الاتصال الفرنسي مع المملكة ترى فيه المصادر بحسب ما تقول لـ"المركزية"،  بابا لاعادة التواصل السعودي- اللبناني شبه المقطوع بمتاريس ممارسات العهد و"تطنيشه" عن اعتداءات حليفه حزب الله بمختلف اوجهها على السعودية، وهيمنته على القرار في لبنان لمصلحة طهران. وتشير الى ان الاتصال الرئاسي الفرنسي والزيارة الوزارية للسعودية كسرا الجليد الذي تحكم بالعلاقة بين الطرفين، بعدما اوضحت فرنسا ماهية التسوية مع ايران في شأن لبنان بأنها انقاذية لمنع انهياره وتشكيل حكومة لتأمين الحاجات والمتطلبات المعيشية للشعب الذي لم يعد قادرا على الاستمرار في ظل الاوضاع المعيشية البالغة الصعوبة التي يقبع في ظلها وليس لإنقاذ العهد او الطبقة السياسية التي لا تنفك باريس توجه اليها اللوم والتحذير من مغبة مضيّها في سياساتها التي اودت بلبنان الى الانهيار والسقوط.

وتشرح المصادر ان باريس اكدت للسعوديين، ان التسوية المشار اليها ليست سياسية كما يعتقد البعض.  فالتواصل مع ايران هدفه اولا السعي الى استئناف المفاوضات النووية في فيينا نسبة للحاجة القصوى اليها وانعكاسات نتائجها على منطقة الشرق الاوسط برمتها، وثانيا انقاذ شعب لبنان من تداعيات ممارسات حكامه الكارثية وتشكيل حكومة تفرمل الانهيار المتمادي، وتاليا لا صفقة على حساب المملكة او لبنان. بيد ان بن سلمان الذي يحترم ويقدّر السعي الفرنسي لارساء السلام في المنطقة ينتظر الافعال لا الاقوال من اللبنانيين، خصوصا ان شيئا من الوعود التي قطعها مسؤولوه لم ينفذ وتحديدا في قضية تهريب المخدرات الى المملكة. 

والى ان تترجم نتائج الحركة الفرنسية في الاتجاه السعودي على ارض الواقع اللبناني، تؤكد المصادر ان التسوية الفرنسية -الايرانية التي انتجت حكومة "معا للانقاذ" هي مثابة حبة مسكن وعملية ربط نزاع لتمرير المرحلة بالحد الادنى من الخسائر ومنع الانهيار والفوضى، بتأمين الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي والهدوء في الجنوب واجراء الانتخابات في اجواء ديموقراطية مريحة، في انتظار ابرام التسوية الكبرى انطلاقا من الاتفاق النووي الى السعودي- الايراني من خلال حسم المواضيع الخلافية بينهما الممتدة من اليمن ودور الحوثيين في استهداف المملكة الى لبنان ودور حزب الله لجهة التزام سياسة النأي بالنفس وتجنب ادخال البلد الشقيق في لعبة المحاور،بعدما حمله الحزب الى محور الممانعة والمقاومة بقيادة ايران واخرجه من محيطه العربي واخرج العرب منه .

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o