Oct 02, 2021 12:31 PM
خاص

موسكو تعدّ للتسويةالسورية: تنظيف الشمال والجنوب من التشدد

المركزية- تتسارع الاتصالات السياسية بين اللاعبين على "الساحة" السورية، لرسم تفاهمات جديدة ستحكم الميدان في فترة اولية، ثم التسوية المنتظرة للنزاع، في الاشهر المقبلة. في هذه الخانة، تصب زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى روسيا منذ اسابيع، واللقاء الذي جمع الخميس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره التركي رجب طيب اردوغان. الرئيسان عقدا اجتماعاً في مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود، امتدّ نحو 3 ساعات، في لقاء أول منذ 18 شهراً، وتطرقا خلاله الى القضايا الإقليمية بما فيها التطورات في سوريا وإقليم قرة باخ الأذربيجاني وليبيا وأفغانستان بالتفصيل، وغيرها من المجالات.

وأعرب الرجلان عن ارتياحهما للقائهما. وقد صرح بوتين بعد انتهائه "شكرا لزيارتك. كان ذلك مفيدا جدا، سوف نبقى على اتصال". من جهته، وصف إردوغان اللقاء بالـ "مثمر" من دون كشف مزيد من التفاصيل.

لكن في رحلة العودة الى تركيا، أعلن الرئيس التركي أنه ونظيره الروسي يعتبران أن الوقت حان لتطبيق "حل نهائي ومستدام" للنزاع في سوريا، وخاصة في محافظة إدلب وحددنا خارطة طريق سيعتمد عليها وزراؤنا للدفاع والخارجية". وأعرب الرئيس التركي عن التزام أنقرة الثابت بكافة الاتفاقات المبرمة مع روسيا بشأن سوريا، مشددا على أنه "لا عودة عن ذلك". وأشار أردوغان إلى أنه ذكّر بوتين بوجود مكتب لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية (التي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا) في موسكو، مبديا استعداد تركيا لتعزيز التضامن مع روسيا في مجال مكافحة الإرهاب. وقال، في إشارة إلى "حزب العمال الكردستاتي" و"وحدات حماية الشعب": "يجب تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع روسيا بشأن إنهاء وجود تنظيم "بي كا كا/ي ب ك" الإرهابي بسوريا".

وتشير مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" الى ان الوضع في شمال سوريا، حيث أدت غارات روسية، الأحد، إلى مقتل 11 عنصرا من فصيل سوري موال لأنقرة، بحسب ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، كان الطبق الاساس بين الزعيمين. فبعد ان  تم إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية روسية - تركية في إدلب الخارجة عن سيطرة دمشق وتضم مقاتلين موالين لتركيا، تسعى موسكو الى احياء هذا التفاهم وتعزيزه، بعد ان تزعزعت ركائزه بقوة في الاسابيع القليلة الماضية، ويكاد ينهار، بعد ان كثف النظام السوري والروس، عملياتهم العسكرية في المنطقة، ضد فصائل مدعومة تركيا.

ووفق المصادر، يسعى الروس بتنسيق كامل مع الاميركيين، الى "تنظيف" الشمال السوري من المتشددين، وذلك بالوسائل العسكرية و"السياسية" (لقاء بوتين – اردوغان)، الا انهم سيعملون في المقابل، على اخراج التشدد الايراني ايضا من باقي المناطق السورية، ولا سيما في الجنوب السوري. فتمدد نفوذ الجمهورية الاسلامية نحو هذه النقاط خصوصا، ونحو "المتوسط" عموما، اي باتجاه سوريا ولبنان، لتثبيت ارجلها وعناصرها وفصائلها على مقربة من الكيان العبري بما يتهدد امنه، أمرٌ "ممنوع" اميركيا وروسيا، ويعتبر خطا احمر في حسابات القوتين الدوليتين يتفقان عليه رغم تبايناتهما الاخرى التي لا تنتهي.. هذه هي خريطة طريق موسكو للحل السوري، دائما بحسب المصادر.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o