Oct 02, 2021 7:34 AM
صحف

وفد فرنسي الى السعودية دعما للبنان وبوريل: أخفقنا

سيتعين على الحكومة ان تواجه بأقصى سرعة الاختبار الذي يسلط الأضواء على مدى قدرتها الجادة في بدء التخفيف من وطأة الأزمات الضاغطة على اللبنانيين في وقت حطم معه لبنان أكثر الأرقام القياسية عالميا في مستويات انهياره وتراجعاته الدراماتيكية. واذا كانت الحركة الديبلوماسية التي سجلت عقب نيل الحكومة الثقة النيابية بدءا من زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لباريس مرورا بزيارة رئيس الوزراء الأردني لبيروت وصولا إلى استئناف المشاورات الفرنسية مع الرياض حول لبنان من خلال الاتصال الذي أجراه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل يومين قد رسمت ملامح الاطار الخارجي الحاضن لانطلاق الحكومة ،فان المعطيات المتوافرة عن هذه الحركة لا توحي بان طريق الحكومة ستكون معبدة بالرياحين ، وهو ما لمح إليه واقعيا الرئيس ميقاتي امس من طرابلس.

وبحسب المعطيات المتوافرة، أشارت "نداء الوطن" إنّ القيادة السعودية “لن تحيد عن موقفها المبدئي بعدم تقديم أي دعم مباشر أو غير مباشر لأي حكومة لبنانية ساقطة تحت تأثير “حزب الله” ترضخ لأجندة سياساته الداخلية والخارجية”، سيما وأنّ مسلسل الأحداث الأخيرة التي طغت على الساحة الداخلية أظهرت حكومة ميقاتي بهذه الصورة، سواءً في مقاربتها ملف استقدام “حزب الله” النفط الإيراني وإدخاله غصباً عن الدولة إلى الأراضي اللبنانية من دون أي رد فعل حكومي خارج نطاق إبداء العجز و”الأسف” لانتهاك السيادة، أو في عجزها عن إطلاق موقف يدين تهديد “حزب الله” العلني للمحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار. وبانتظار الجواب السعودي على مسألة استقباله من عدمه في الرياض، يعمل الرئيس ميقاتي على ملء الوقت الضائع بتفعيل قنوات اتصالاته الرديفة لتأمين أوسع شبكة أمان إقليمية ودولية لحكومته.

وفي ما يثير القلق بشأن استمرار إغلاق الأبواب السعودية أمام المسؤولين اللبنانيين أشارت "اللواء"، لعدم الإشارة إلى الملف اللبناني في الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهذا مؤشر سلبي، برأي مصادر سياسية معارضة، يعكس عدم رغبة الرياض بفتح الخطوط مع لبنان، وتالياً تعبير عن عدم ارتياح للحكومة الجديدة، لا بل أكثر من ذلك، يعكس عدم رغبة للتعامل معها، ما يؤشر كذلك إلى أن لا زيارة للرئيس ميقاتي في وقت قريب إلى المملكة العربية السعودية. وهذا بحد ذاته  مؤشر مقلق لا يدعو للارتياح، ولا يحمل على التفاؤل بتوفير دعم مالي خليجي للحكومة التي تواجه جملة تحديات على قدر كبير من الأهمية، من بينها ملف النازحين الذي يرخي بثقله على الوضع الداخلي، في وقت لفتت على هذا الصعيد، دعوة البطريرك بشارة الراعي، اللاجئين السوريين للعودة إلى بلدهم، وهو موقف يحظى بدعم قوي من الكنيسة المارونية، ومن المكونات المسيحية واللبنانية على حد سواء.

وتشير مصادر نيابية في تكتل «لبنان القوي»، إلى أن ما قاله البطريرك الراعي في شأن النازحين، يتوافق تماماً مع موقف «التيار الوطني الحر»، وقوى سياسية أخرى، سيما وأن لبنان لم يعد قادراً ولا بأي شكل من الأشكال، على تحمل تداعيات النزوح السوري التي فاقت كل قدراته، ما يفرض على المجتمع الدولي أن يساهم مساهمة فاعلة في إعادة النازحين إلى بلدهم، وتأمين الدعم الذي يحتاجونه، هناك وليس في لبنان.

وقد أكدت مصادر روحية مسيحية، أن من أولى واجبات الحكومة، أن تعمل على وقف الانتهاك الإيراني المتمادي للسيادة اللبنانية، المتمثل بإدخال صهاريج النفط عبر المعابر غير الشرعية، وهو ما سبق ورفضه البطريرك الراعي من قصر بعبدا،  وهو موقف يعبر عن رأي السواد الأعظم من اللبنانيين، بخصوص الاستباحة الإيرانية لكرامة اللبنانيين»، مشددة على أن «اللبنانيين لا يقبلون استمرار هذا الوضع في تهميش دور الدولة ومؤسساتها، لحساب أجندات خارجية تريد القضاء على ما تبقى من دولة ومؤسسات في لبنان»، محذرة في الموازاة من «المخطط الجهنمي الذي يعمل المتضررون من كشف الحقيقة في انفجار المرفأ، على تنفيذه، من خلال الحملة على المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، سعياً للإطاحة به، بعدما تمكن من رسم صورة تشبيهية متكاملة للحقيقة في هذا الملف الذي سيبقى شغل اللبنانيين الشاغل حتى كشف كل الضالعين والمتورطين والمنفذين».

ماكرون وبن سلمان: وفي هذا السياق أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين أن مصدرا فرنسيا رفيعا كشف أن الاتصال الهاتفي بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لم يسفر عن تغيير في الموقف السعودي المتصلب ازاء لبنان الذي تعتبره المملكة العربية السعودية تحت نفوذ “حزب الله”. وأفاد المصدر نفسه ان الرئيس الفرنسي نصح القيادة السعودية بالعودة إلى الاهتمام ودعم لبنان ودعم حكومة الرئيس نجيب ميقاتي والعمل مع فرنسا لمساعدة لبنان لحض الحكومة على الاصلاحات ودعمها في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وأشار المصدر إلى ان ولي العهد السعودي أعرب عن نيته الاستمرار في التعاون والعمل مع فرنسا في هذا الإطار، وهو ما رأى فيه المصدر الفرنسي املا واحتمالا لان تطور السعودية موقفها من لبنان رغم تصلبها الحالي. ووصف المسؤول الفرنسي الرفيع الحديث بين ماكرون وولي العهد السعودي بانه كان تبادلا معمقا للآراء حول الدعم للبنان وان وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان سيعمق النقاش حول لبنان مع المسؤولين السعوديين خلال زيارته المرتقبة إلى السعودية.

في المقابل تشي المعطيات الديبلوماسية المتواترة بحسب "نداء الوطن" بأنّ اتصال الرئيس الفرنسي ماكرون بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لم يصل إلى خلاصة حاسمة بانتظار مزيد من التواصل بين الجانبين لبلورة صورة الجواب السعودي على المساعي الفرنسية بشأن لبنانوتترقب مصادر حكومية أن "يقوم وفد فرنسي رفيع برئاسة وزير الخارجية جان إيف لو دريان بزيارة قريبة إلى السعودية لاستكمال النقاش حول سبل تأمين الدعم للبنان، وسط مؤشرات أولية تفيد بأنّ الموقف السعودي لا يزال على حاله".

بوريل والنظام: أما الموقف اللافت حيال لبنان فنقلته موفدة "النهار" إلى مؤتمر السياسات العالمية المنعقد منذ أمس في أبو ظبي عن الممثل الاعلى للمفوضية الاوروبية جوزب بوريل الذي حدد الموقف الاوروبي من لبنان اذ قال على هامش مداخلته في المؤتمر “إن الاستراتيجية الأوروبية تفتقر إلى الاستراتيجية”. وأشار ردًا على سؤال إلى “ان في حالة لبنان طلبنا من المسؤولين اللبنانيين ان يتحملوا مسؤولياتهم وأخفقنا في الضغط في هذا الاتجاه، كما أخفق لبنان رغم الضغوط”. وقال “هناك فشل تام للنظام السياسي ولكن لا يمكن اوروبا ان تغير الانظمة. وفي حالة لبنان ان لم تبادر السلطات إلى التصرف فلن يكون ممكنًا تحقيق تقدم على هذا الصعيد”. وقال بوريل ان النخب السياسية اللبنانية هي الوحيدة القادرة على جلب الحلول.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o