Oct 01, 2021 9:44 PM
صحف

السعودية تغلق أبوابها بوجه حكومة ميقاتي .. فهل يتوجه لبنان إلى الكويت وقطر؟

قالت مصادر دبلوماسية عربية لـ"عربي بوست"، إن اتصالاً رُتّب يوم الإثنين 27 سبتمبر/أيلول 2021، بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لمناقشة الملف اللبناني عقب تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي مطلع الشهر الحالي.

وبحسب المصدر فإن الاتصال بين الجانبين ناقش سبل مساعدة لبنان للخروج من أزمته ودعم الحكومة الجديدة، في ظل تعهدها بالقيام بإصلاحات.

إذ شدّد ماكرون لولي العهد السعودي على تطلّع باريس لقيام الرياض بإجراءات تنقذ لبنان، عقب الأزمة الاقتصادية التي يمر بها منذ سنتين، والتي أثرت على جزء كبير من اللبنانيين.

السعودية ترفض صراحة دعم حكومة ميقاتي

لكن -وفق المصدر- الموقف السعودي لم يكن إيجابياً، وأكد بن سلمان لماكرون على عدم الرضا السعودي عن آلية تشكيل الحكومة، وعن السياسات اللبنانية المستمرة التي بقيت على حالها.

ووفقاً للمصدر، فإن بن سلمان أوضح للرئيس الفرنسي خلال اتصالهما أن مشكلة السعودية مع لبنان ليست في الأشخاص ولا في الحكومة، بل في السياسات اللبنانية المتّبعة، ولا سيما السياسة الخارجية والأداء المستمر وتغطية ممارسات حزب الله في المنطقة العربية.

وفي اتصالهما شدّد بن سلمان لماكرون على أن المشكلة السعودية الأوضح مع لبنان هي حزب الله، وقدرته على فرض سياسته الخارجية على الحكومة الرسمية.

لذا، لا يمكن لأي مسؤول سعودي أن يوافق على مسايرة الفرنسيين وتقديم الدعم للبنان، فيما حزب الله يستمر في مواجهة السعودية في اليمن والعراق وسوريا.

وأوضح بن سلمان للرئيس الفرنسي أن المملكة غير مستعدة في الوقت الحالي لاستقبال ميقاتي واللقاء معه، وإعطائه شرعية للحكومة، في ظل الأداء المستمر والنهج المتبع، وأن أقصى ما يمكن أن تقدمه هو لقاء مع وزير الخارجية فيصل بن فرحان، وليس مع الملك سلمان أو ولي العهد السعودي.

ضمانات فرنسية للحكومة اللبنانية الجديدة.. هل تكفي لطمأنة السعودية؟

وخلال الاتصال بينهما، أوضح المصدر لعربي بوست أن ماكرون أكد لولي العهد السعودي استعداد بلاده تقديم سلسلة ضمانات متعلقة بأداء الحكومة القادمة، والتي تعتبر مهمتها الحالية وقف التدهور الحاصل في الاقتصاد المحلي، والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، وإجراء انتخابات برلمانية بإشراف دولي، تسمح بإجراء تغيير على المجموعة الممسكة بالسلطة منذ عقود.

ووفقاً للمصدر فإن ماكرون حثّ بن سلمان على ضرورة الاستفادة من المناخات الإيجابية للحوار بين السعودية وإيران، والعمل على نقل هذه المناخات لتنعكس على لبنان، في ظل أنه بحاجة للدول العربية للوقوف إلى جانبه في هذه المرحلة الصعبة.

بحسب المصدر، فإن وفداً فرنسياً سيضم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ورئيس المخابرات الخارجية برنار إيمييه، سيتوجهون لزيارة المملكة العربية السعودية للقاء مسؤولين سعوديين ومناقشة الملف اللبناني بشكل أوسع.

يأتي هذا قبيل الزيارة المرتقبة لماكرون، التي ينوي إجراءها قبيل نهاية العام لدول الخليج، وعلى رأسها السعودية، لحشد دعم للبنان من دول مجلس التعاون الخليجي.

لبنان قد يتوجه إلى الكويت وقطر بعد إغلاق السعودية أبوابها

ومنذ تشكيل حكومة ميقاتي قبل نحو ثلاثة أسابيع، لم يصدر أي بيان سعودي أو تعليق حولها، حيث أنّ موقفها من لبنان لا يتوقف على القيام بإصلاحات فقط، بل وقف تأثير "حزب الله" السلبي على علاقات البلدين التاريخية.

ومنذ تكليفه، لم يوفّر نجيب ميقاتي، فرصة أو خطابا، إلا وذكر الدول العربية بهدف الحصول على دعمها وتأييدها لحكومته. وعقب زيارته فرنسا، ارتفعت حدّة الأحاديث عن زيارة مرتقبة لميقاتي إلى الخليج وتحديدا للكويت وقطر.

وحتّى اليوم، لم يُصدر المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة، أيّ تعليق على هذه الأنباء، ولم يحدد أيّ موعد لزيارة خارجية جديدة لميقاتي.

ويقول محللون للأناضول إن زيارة ميقاتي إلى الكويت وقطر ومصر واردة. مؤكدين على أن "هذه الزيارات ستعني تأييدا سياسيا، أما التأييد المالي فسيتأخر بانتظار الاتفاق مع صندوق النّقد الدولي".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o