Sep 21, 2021 5:27 PM
خاص

حزب الله ألغى الحدود لصالح سوريا المفيدة...العودة إلى الحاضنة العربية غير ميسّرة

المركزية – بين شعور "الحزن" الذي عبّر عنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لانتهاك ناقلات النفط الإيرانية سيادة لبنان وعبورها إلى داخل اراضيه عبر الحدود الشمالية السورية، وصمت رئيس الجمهورية ميشال عون،   في مقابل اشادة جبران باسيل بخطوة حزب الله لاستقدام المحروقات من ايران، وأخيرا وليس آخرا كلام رئيس مجلس النواب الذي اعتبر فيه ان القرار 1701 لا يشمل مسألة حصرية السلاح، مرّ الحدث الأسود في تاريخ الجمهورية اللبنانية مرور الكرام. والسؤال الذي يطرح: هل يؤمل  بعد من عودة لبنان إلى الحضن العربي؟

ثمة ثوابت خليجية لا يمكن تجاهلها لعودة العلاقات الى طبيعتها بين دول الخليج ولبنان أبرزها الاعلان عن عودة لبنان الى الحضن العربي قولا وفعلا، وخروجه من المحور الايراني، والإعلان رسميا عن رفض سيطرة حزب الله على كل قرارات السلطة وانتهاك السيادة. لكن ما حصل على الحدود اللبنانية السورية يكفي لرسم خارطة عزل لبنان عن حاضنته العربية ناهيك عن تموضعه في مواجهة القرارات الأممية. فهل تكون العودة إلى الحضن العربي من خلال الالتزام بهذه الثوابت والاعلان عن اعتماد سياسة النأي بالنفس والالتزام باعلان بعبدا؟

النائب السابق فارس سعيد قالها عبر المركزية وبالمباشر: "ما حصل على الحدود اللبنانية – السورية عو عملية لإلغاء الحدود، وهي ليست صدفة، إنما قرار سياسي مدروس من قبل حزب الله لإلغاء الحدود بين البلدين وجعل لبنان جزءاً من سوريا المفيدة التي تحكمها إيران. واللافت أننا لم نسمع أية ردود فعل لا من قبل رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور ولا من نواب الأمة أو الحكومة التي اكتفى رئيسها بالتعبير عن حزنه لما حصل. حتى السياسيين السياديين لم نسمع منهم إلا كلاما عن التهريب وكأنها مجرد عملية تهريب عادية تحصل على الحدود الإسبانية – الفرنسية. حتى النواب الذين انتقدوا ما حصل في جلسة الثقة أمس لم يلامسوا خطورة ما حصل".

الموضوع الذي مر مرور الكرام صنفه سعيد ب"بالغ الخطورة". أضاف: "في المقابل رأينا اليوم كيف اجتمع أركان الدولة بهدف تقديم شكوى للأمم المتحدة ضد إسرائيل حول عملية التنقيب على الحدود البحرية الجنوبية وعلى الشركة المولجة من قبلها. والسؤال الذي يطرح هل إن حدود لبنان مرسومة فقط مع إسرائيل؟ ولماذا لا يجتمع أركان الدولة إلا عندما يكون هناك حادث أو حدث على الحدود الجنوبية، في حين تغض الدولة النظر عن أي انتهاك للسيادة اللبنانية على الحدود اللبنانية السورية؟".

قد تكون المصلحة الإيرانية فوق كل اعتبار بدليل أن حكومة ميقاتي نالت الثقة "على ضوء مولدات كهربائية إيرانية وبأوامر إيرانية ونفط إيراني". ويضيف سعيد: "في الأمس صدر بيان عن لقاء سيدة الجبل وطالبنا بمحاكمة الرؤساء الثلاثة بتهمة الخيانة العظمى ولم تجرؤ على نشره وسائل الإعلام باستثناء صحيفتين لأنهم لا يريدون إزعاج الدولة اللبنانية المرتهنة لإيران".

وفي مسألة عودة لبنان إلى حضن العالم العربي والخليج اعتبر أنها أبعد ما تكون في الظروف الحاضرة "فدولة إيران التي تحكم في لبنان عبر حزب الله تحرك المسيرات لقصف مواقع مدنية أو نفطية داخل المملكة العربية السعودية وتعتدي على سيادة واستقلال دول الخليج وتنفذ عمليات إرهابية في الكويت فكيف يمكن أن ندق أبواب الخليج والمملكة العربية السعودية لطلب المساعدة؟ أكثر من ذلك هل إن العلاقة مع الخليج هي من أجل المال وحسب أم أنها علاقة انتماء وهوية مشتركة؟".

من يعيد رسم خارطة طريق لبنان إلى الحاضنة العربية؟ السؤال اليوم سابق لأوانه "طالما أن لبنان الرسمي بدءا من رئيس الجمهورية والحكومة والنواب والمؤسسات التابعة لهم خاضعة للإرادة الإيرانية. فحزب الله ألغى إنجاز اعتراف بشار الأسد بلبنان كدولة مستقلة ووضعه ضمن سوريا المفيدة ويتصرف كأنه المالك الوحيد للجمهورية... وعليه إما أن ترفع المرجعيات الروحية والقوى السيادية المؤتمنة على سيادة لبنان واستقلاله الصوت وتلامس المشكلة في عمقها ومضمونها وإما سلام على كل الإنجازات التي دفعنا ثمنها شهداء كثرا".  يختم سعيد.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o