Sep 09, 2021 4:35 PM
خاص

الاحرار يدعو للقاء نحو جبهة سيادية... هل الأرضية اللبنانية جاهزة؟
سماحه: توحيد الصف يستحق شرف المحاولة وجرأة المبادرة

المركزية – نظرا للاوضاع المأسوية التي وصلت اليها البلاد "بسبب التبعية للمحور الايراني، دعا حزب "الوطنيين الاحرار" الى مؤتمر يعقد نهاية الجاري هدفه توحيد جهود جميع القوى والاحزاب ضمن جبهة سيادية موحدة لإنقاذ الوطن، ومناقشة خريطة طريق تبدأ بنبذ الخلافات القائمة وايجاد قواسم مشتركة بهدف اعادة اللحمة بين اللبنانيين، وبث روح وطنية صادقة لإعادة بناء الثقة بين مختلف مكونات المجتمع لاسترداد الوكالة من السلطة التي دمرت كل اسس الدولة، والاعتراض على وجود السلاح غير الشرعي، إضافة الى تأليف لوبي للتحضير لمؤتمر دولي من اجل تكريس حياد لبنان عن كل الصراعات الاقليمية والدولية، وايجاد آلية لتطبيق اللامركزية الادارية الموسعة". فهل الأرضية اللبنانية جاهزة لإنشاء جبهة سيادية موحدة؟ 

منسق لقاء "اللبنانيون الاحرار" سلمان سماحه أكد لـ"المركزية" ان "هناك توقاً لدى جميع اللبنانيين الاحرار، اكان الاحزاب او المجموعات او الشخصيات المؤمنة بلبنان سيد محايد يتمتع بنظام سياسي يحافظ على التعددية ويؤمّن الحرية والكرامة والعدالة والاستقرار لكل اللبنانيين من دون تفرقة، لرؤية الجميع موحّدين لأنهم لمسوا لمس اليد نتيجة تجربتهم السابقة ان اللبناني لا يمكنه ان يطلب مساعدة من أحد قبل ان يقوم هو بواجباته والتي يجب ان ترتكز في هذه المرحلة على توحيد الموقف والجهد. وبالتالي، فإن قدرة اللبناني او عدم قدرته على تنفيذ هذا الامر يعود الى استعداداته وارادته وقناعته بالتخلي عن كل الانانيات والمصالح الشخصية لمصلحة هذا الهدف الكبير".

وثمّن سماحه دعوة "الاحرار" معتبراً أنها "انطلاقة ومبادرة اخذها على عاتقه حزب الوطنيين الاحرار مشكوراً، لم نعرف بعد من هم المدعوون لهذا اللقاء ولا الاطار الذي سيتم تأسيسه بعد اللقاء للمتابعة، لكنها جلسة لقاء اولي كي نتباحث ونرى استعدادات كل منا للانخراط في عمل جماعي من هذا النوع، لأن هناك فعليا حاجة، والحاجة الاكبر هي الا تكون العملية مقتصرة فقط على قوى مسيحية، بل منفتحة على كل القوى، وهنا يكمن التحدي الكبير، ان نجد عند الجماعات الاخرى من السنّة والشيعة والدروز والعلمانيين قوى ومجموعات وشخصيات نتشارك واياها نفس الهواجس والتشخيص والاهداف  لنتعاون سوية في تحقيقها".

وأشار سماحه الى وجوب التحلي بالنضج الكافي للتعلم من كل تجاربنا السابقة التي منها ما نجح جزئيا او كليا ومنها ما فشل، وعدم تكرار الأخطاء لإنجاح هذه الخطوة او اية خطوة أخرى تحمل الأهداف نفسها، لأن المراهنة على التدخل الدولي دون أن نكون استعدنا عناصر القوة التي تسمح لنا باستعادة المبادرة، سوف تضعنا في موقع المتلقي والراضخ لما سوف يفرض عليهم".

أضاف: "المطلوب قبل أي شي آخر ان نرتد الى الداخل، ونرى كيف سنحصن أنفسنا لمواجهة المخاطر والتسويات، خاصة في ظل الحديث عن تسوية او اتفاق فرنسي ايراني "بقبة باط" اميركية لتمرير هذه المرحلة، وعلينا ان نرى كيفية الاستفادة منها اذا كانت لمصلحتنا او مواجهتها وتعطيلها في حال العكس وفرض الواقع الذي نريده"، لافتاً الى ان هناك حالة عجز واستسلام وعدم ثقة اكان بأنفسنا او ببعضنا البعض، واتكالية كبيرة جدا على التسوية الخارجية. فالجميع كان بانتظار الاتفاق الاميركي الايراني، واليوم  التسوية الفرنسية الايرانية، ولا ارادة لبنانية داخلية جدية للمواجهة وايجاد الحلول المستدامة للازمات البنيوية او الادارية...

وتابع: "يجب ان ننتهي من التسويات المرحلية التي تؤسس لأزمات مستقبلية، وان نتصارح ونتحاور لتشخيص أزمة النظام هذه والصراع على السلطة والهوية والانتماء والسيادة.. وان نجلس على طاولة معاً لايجاد حلول والا سنبقى ساحة مفتوحة وأدوات لكل الصراعات في المنطقة والتي ندفع ثمنها من دمنا ومن هجرة وتهجير وجوع وفقر"، مؤكدا ان "الاجيال التي دفعت أثماناً غالية نتيجة هذه الصراعات اصبح لديها حس عال من المسؤولية لكنه يحتاج الى اطار يجمعها ويقويها. وهذه الدعوة كخطوة اولى جيدة، تبقى كيفية ترجمتها عمليا في ما بعد على ارض الواقع، والا نعيد الاخطاء السابقة".

واعتبر سماحه انه لا يمكننا أن نتعاطى مع حزب الله كما تعاطينا مع البندقية الفلسطينية او الاحتلال السوري. الموضوع اكثر تعقيداً، فهؤلاء لبنانيون يحملون الهوية اللبنانية ولكنهم يتبنون عقيدة ومشروع يتخطى الإطار اللبناني ومناقض لجوهر وجود لبنان، فكيف سنواجه هذا الموضوع؟ بالحرب؟ بالسلاح مقابل السلاح؟ بالتدخل الدولي عبر الفصل السابع؟ بقوات دولية تقاتل حزب الله وتجرده من سلاحه؟ هناك حلول مرحلية تؤسس لحروب مستقبلية وحقد بين الجماعات اللبنانية وتعيد ادخالنا في دوامة حرب اهلية لا تنتهي".

وختم :"نحتاج الى استعادة وحدتنا الداخلية وهي عنصر قوتنا الوحيدة لكي نستطيع أن نفرض على حزب الله طاولة حوار جدية وعميقة  للتحدث بصراحة ووضوح حول مشروعه السياسي وسلاحه الاقليمي وارتباطاته الخارجية، فالسيد حسن اعترف بأنه ليس هنالك اجماع لبناني حول دوره وسلاحه، فكيف علينا أن نتحمل تبعات أفعاله وخياراته. وقد نصل لقناعات انه لا يمكننا التعايش معا ونحتاج الى الانفصال مثلاً. الوضع معقد واكبر منا مجتمعين فكيف متفرقين مختلفين. القضية تستأهل شرف المحاولة وجرأة المبادرة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o