Sep 02, 2021 4:47 PM
خاص

زيارة الوفد الأميركي إلى بيروت: إعادة تأكيد الثوابت؟

المركزية – أنهى وفد لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور كريس مورفي زيارته إلى بيروت التي استمرت يومين، التقى خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعددا من المسؤولين السياسيين وقائد الجيش العماد جوزف عون، وذلك في إطار جولة إقليمية، كتب ميرفي عبر "تويتر" أنها تستهدف "العمل على إيجاد حل للأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان وبناء جسور مع الحكومة الائتلافية الجديدة في إسرائيل". 

وقبل مغادرته، عقد الوفد مؤتمراً صحافياً في مطار بيروت الدولي، توقّع خلاله ميرفي "تأليف حكومة ربما لدى عودته إلى بلده"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة أكبر داعم للجيش اللبناني"، مشيرا إلى أن "الوفد سينقل إلى واشنطن توصيات لدعم تدريب الجيش عند الحدود ودعمه بالمعاشات الشهرية". 

كذلك، جاء على لسان أحد أعضائه السيناتور ريتشارد بلومنثال أن "لبنان في حالة سقوط حر... شاهدنا هذا الفيلم من قبل، وهو قصة مرعبة، لكن الأمر الطيب أن هذا يمكن، بل ينبغي، تفاديه". والأهمّ تطرّق الوفد إلى قضية استجرار النفط من إيران، حيث أعلن بلومنثال أن التعقيد يكمن في التوريد عبر سوريا، وأن الأميركيين يبحثون عن سبل لمعالجة الأمر، رغم قانون قيصر، معتبراً أن "حزب الله" سرطان متفش يجب استئصاله". وشدد على أنه "لا ينبغي على لبنان الاعتماد على إيران لحل أزماته، خصوصا عبر باخرة الفيول"، مؤكداً أن "الإدارة الأميركية تعمل بنشاط لحل أزمة المحروقات". فماذا خلف هذه الزيارة والتصريحات؟ 

مدير "معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية" الدكتور سامي نادر قال لـ"المركزية"، "أن الوفد الأميركي أعاد توضيح موقف بلاده من الصراع مع إيران من خلال زيارته، وما يعني لبنان. أي أنّه ذكّر بوضيعة "حزب الله" والنظرة الأميركية إليه، وأكّد أن أي دخول لنفط إيراني إلى لبنان يعدّ خرقاً للعقوبات الأميركية. بالتالي، بدّد الوفد كلّ الأفكار حول إمكان التعويل على الرفع الجزئي للعقوبات أو تغيير السياسة الأميركية تجاه إيران والحزب". 

ورأى أن "من الممكن لباخرة النفط الإيراني أن تكون بمثابة جسّ نبض، بمعنى أن واشنطن تبنّت مشروع صندوق النقد لاستجرار الكهرباء والغاز من مصر والأردن عبر سوريا، مع إبداء 

استعدادها للرفع الجزئي لعقوبات قانون قيصر عن النظام السوري في حال مرّر الغاز والكهرباء، وجاء الإيرانيون ليقولوا بما أن العقوبات رفعت جزئياً عن حلفائنا السوريين فلمَ لا ترفعها عن طهران أيضاً ونمدّ لبنان بالنفط؟ هذا الرهان على إمكان المعاملة بالمثل وغضّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن النظر أو تغيير مقاربتها للملف اللبناني، اعقبته الزيارة، وتوقيتها بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، لإعادة التذكير بثوابت السياسية الأميركية القائمة على تصنيف "حزب الله" منظمة إرهابية ومعارضة سياسته في لبنان... وأن هناك بديلا عن استجرار الباخرة الإيرانية وهو مشروع صندوق النقد. خطوة باخرة النفط امتحان للإدارة الأميركية عن مدى التزامها بالقرارات السابقة الموضوعة خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والتي لم يخرج منها بعد بايدن، صحيح أن الأخير أعرب عن رغبته بالعودة إلى الاتفاق النووي، وإرساء حلّ ديبلوماسي لكن قال في المقابل إن النية موجودة، إلا أن خيارات أخرى عديدة متاحة بالتوازي. ولم تعد الإدارة الأميركية في مرحلة عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، يضاف إليها توقف المسار في فيينا وتصلّب الموقف الإيراني وعدم استعجال إيران الذهاب إلى مفاوضات، حيث تحتاج الحكومة إلى شهر ونصف أو شهرين كي تستقرّ وتنطلق، بالتالي الطرف الإيراني يحاول أيضاً كسب الوقت"، متوقعاً أن "تشهد المرحلة المقبلة المزيد من التصعيد ولن أتفاجأ في حال فرضت عقوبات جديدة". 

وعن سبب عدم اجتماع الوفد بالمجتمع المدني، أوضح نادر أن "زيارته جاءت في إطار السياسة الإقليمية وليس في إطار داخلي وتشكيل حكومة، ولها علاقة بالصراع مع إيران وخطوة "حزب الله" المرتبطة مباشرةً بالعقوبات أكثر من أزمة السيولة والنفط...". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o