May 18, 2018 7:42 AM
صحف

انتحاريا "الفنادق": كلّفنا لاستهداف الشيعة

اعترف الموقوف الفرنسي فايز بوشران لدى السلطات الأمنية بأنه حضر إلى لبنان في حزيران من العام 2014، لتنفيذ عملية انتحارية «للدفاع عن المسلمين»، من دون أن يذكر له المدعو «أبو الشهيد» الهدف المنوي ضربه، وذلك بعد اختياره من بين 250 انتحارياً التحقوا بأحد المعسكرات في الرقة في سورية التابع لتنظيم «داعش» الإرهابي.وأكد بوشران، خلال استجوابه الأول أمام المحكمة العسكرية منذ توقيفه قبل 4 سنوات أنه عدل عن القيام بالعملية الانتحارية، بعدما اكتشف على محرك «غوغل» أن ما سيقوم به هو أمر «ليس جيداً». أما كيف ترسخت في ذهنه فكرة «الجهاد» فقال بوشران: «في الرقة كنا نحضر أشرطة مصورة فاقتنعت».
وأفاد بوشران خلال الجلسة التي تابعها قنصل فرنسا لدى لبنان، وبحضور مترجمة من السفارة، بأنه «حضر من سورية إلى لبنان عبر تركيا، برفقة صديقه «أبو ياسين» وافترقا في مطار بيروت ولم يعد يراه، ومكث بداية في أحد الفنادق في منطقة الحمراء، وكان يتواصل مع «أبو الشهيد» بواسطة البريد الإلكتروني، وأعلمه بأن شخصاً سيحضر إليه ويبلغه بتفاصيل العملية المنوي تنفيذها».
وأضاف بوشران أن أشخاصاً «كانوا سيتولون مهمة إحضار الأحزمة الناسفة والمتفجرات بعد تحديد ساعة الصفر»، نافياً علمه بالهدف مسبقاً «لأن المسؤول كان حريصاً على عدم إخباره في حال ألقي القبض عليه، وجلّ ما قاله له «إن العملية ستتم من أجل الدفاع عن المسلمين لأنهم بحال قمع». وبعد وقت قصير من حضوره، انتقل بوشران إلى فندق آخر في الحمراء (نابوليون)، وعندما استاء من طول الانتظار، اتصل بـ «أبو الشهيد» بعد نفاد المال لديه فأرسل له مع شخص مبلغ 760 دولاراً تسلمه في سد البوشرية ومنها انتقل بوشران مباشرة إلى المطار لحجز تذكرة سفر إلى فرنسا للعودة، لكن المكتب كان مقفلاً فعاد أدراجه إلى الفندق حيث ألقي القبض عليه في اليوم التالي.
وأكد بوشران أنه «لم يتدرب على استعمال حزام ناسف، إنما الشخص الذي كان سيسلمه الحزام هو الذي كان سيدربه على استعماله».
أما الموقوف الآخر السعودي عبد الرحمن ناصر الشنيفي الذي قضى مواطنه علي التويني بعد تفجير نفسه بحزام ناسف، أثناء مداهمة دورية من الأمن العام فندق «دي روي» في الروشة، حيث كانا ينزلان، فأكد أنه قصد سورية للقيام «بعمل ما» على اعتبار أن «الجهاد قائم». وخضع بدوره في الرقة لدورات عسكرية ورفيقه علي التقاه هناك، وتم اختيارهما لعمل أمني في لبنان كونهما سعوديان ولا يثيران الشكوك.
وقال إن «الأمير أبو رامي هو الذي اختارنا للعملية». وبعد خضوعهما لدورة تدريب لمدة 25 يوماً حضرا إلى لبنان عن طريق تركيا، كلٌ في طائرة والتقيا في إحدى الشقق في الحمراء، كان منذر الحسن الذي قضى في تموز العام 2014 بمداهمة للقوى الأمنية في طرابلس، قد استأجرها بألفي دولار، وفي هذه الشقة شاهد الشنيفي حزامين ناسفين عمل علي على نقلهما إلى فندق دي روي مع أغراضهما. أما الهدف المنوي ضربه، فقال الشنيفي: «حزب الله» لقتاله إلى جانب الجيش السوري».
وروى الشنيفي كيف «أن الحسن اصطحبهما إلى «مطعم الساحة» في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث أبلغهما وهما في المطعم أنه المكان المستهدف، ولدى مشاهدة الشنيفي أطفالاً ونساءً في المطعم أبلغ الحسن عدوله عن تنفيذ العملية». وفي فندق «دي روي» مكث السعوديان 12 يوماً، وبقي الشنيفي مصراً على الرفض، وكانت علاقتهما محصورة بمنذر الحسن الذي كان يزورهما، واتصل الأخير بهما في 25 حزيران وأبلغهما أن أمرهما كُشف وطلب منهما التصرف، إلا أنه بعد ساعتين من ذلك داهم الأمن العام الفندق، حيث عمد التويني إلى تفجير نفسه بحزام ناسف كان على أرض الغرفة، وقتل فيما أصيب هو بحروق جرت معالجته منها أثناء توقيفه». وأكد أنه «لم يكن على علاقة ببوشران إنما كانا يعلمان بأن ثمة أشخاصاً سيقومون بعمليات انتحارية».
وأفاد بـ «أن منذر الحسن هو الذي أحضر الحزامين الناسفين، وأن المتهم الشنيفي لم يتدرب على استعمالهما، فالحزام كالجاكيت ويتم تفجيره بواسطة صاعق».
وأرجأ رئيس المحكمة استجواب بقية المتهمين إلى 6 حزيران المقبل.

"الحياة"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o