Aug 21, 2021 8:28 AM
صحف

مروحة اتصالات محلية ودولية طوقت تداعيات تعثّر التشكيل.. بعبدا: هناك جهات تعمل على منع التأليف

جددت مصادر مقربة من دوائر الرئاسة الأولى التأكيد أنّ المعركة التي يخوضها رئيس الجمهورية ميشال عون هي في مواجهة جهات تعمل على “منع تأليف الحكومة”، معتبرةً أنّ هناك “من يفرمل الولادة الحكومية كلما علم أن الأمور أنجزت”، ومصوّبةً بشكل أساس على “فرقاء أدخلوا مطالب جديدة هدفها تعقيد الأمور وإعادتها إلى مربع إعادة توزيع وتركيب الحقائب والأسماء”.

وكشفت المصادر أنه بعد صدور البيان الرئاسي تأكيداً على “العلاقة الممتازة” بين الرئيسين عون والمكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي وعلى “رغبة الأول في التعاون مع الثاني وعدم دفعه إلى الاعتذار”، أعقب ذلك اتصال من رئيس الجمهورية بالرئيس المكلف “شكره فيه على موقفه الجوابي واتفقا على لقاء سريع حصل بعيداً من الاعلام”، مشيرةً إلى أنّ الاجتماع “كان ثنائياً ولم يحضره سوى الرئيسين عون وميقاتي ولم يحصل في مكتب رئيس الجمهورية إنما في الجناح الرئاسي الخاص، في دلالة على خصوصية اللقاء وجديته ومتانة العلاقة بين الرئيسين، فكانت جلسة مثمرة تم في خلالها الاتفاق على تشاور مباشر وغير مباشر لتدوير الزوايا حول الأسماء التي ما زالت محل نقاش”.

وخلصت المصادر إلى إبداء ثقتها بأنّ “الأمور تتجه إلى الإيجابية”، معولةً في هذا السياق على “نجاح حركة الموفدين وتبادل لوائح الاسماء والملاحظات عليها، في سبيل تسريع التأليف وإحباط كل من يعمل على تعطيل ولادة الحكومة”.

وأشارت  مصادر مواكبة لحركة الاتصالات عبر "الجمهورية" ان الساعات الـ72 المقبلة حاسمة بالفعل على صعيد التأليف، وبالتالي إن سارت الأمور بالشكل الذي تفاهَم عليه عون وميقاتي في لقائهما الاخير، يمكن أن نشهد حكومة قبل مطلع الاسبوع. الا اذا عادت الشياطين وتدخلت واحبطت كل الايجابيات. وكشفت المصادر عن حضور فرنسي واوروبي متجدد على خط تسريع التأليف، خصوصاً بعد التطورات الأخيرة سواء إعلان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عن إبرار سفينة المازوت من ايران، او إطلاق الصواريخ الإسرائيلية في اتجاه سوريا عبورا من الاجواء اللبنانية وتحديدا من فوق العاصمة بيروت، مصادر موثوقة لـ"الجمهورية" أعلنت أن واشنطن ارسلت رسائل مباشرة الى كبار السياسيين وعلى وجه الخصوص في اتجاه عون وميقاتي تشدد على الإسراع في تأليف الحكومة.

وأشارت إلى أن هاتين المسألتين تدفعان بالرئيس ميقاتي إلى عدم الاستقرار في رأيه.توازيا، علمت "اللواء" من مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة أن  العراقيل المحيطة بالتأليف تتصل بأكثر من سبب وهي رفض الأسماء التي تعرض على رئيس الحكومة المكلف وابدائه ملاحظات تتصل بنوعية الاسماء فتارة يعتبرها حزبية وتارة يرفضها حكما. ولفتت إلى أن المشكلة الأخرى تتصل بالمطالب التي يحملها افرقاء إلى الرئيس المكلف ما يؤدي إلى إعادة النظر في الحقائب في حال حصل تعديل في حقيبة ما . وهنا كشفت أن تيار المردة عاد وطالب بوزارة تليق بتمثيله.

لكن مصادر مطلعة على موقف بعبدا اكدت لـ "اللواء"  استمرار التواصل سواء مباشرة أو عبر موفدين، مشيرة إلى أن اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف  اتسم بالود وإنهما أكدا أن المصلحة تقتضي تأليف الحكومة. ولم تخف المصادر وجود بعض النقاط العالقة والتي يعمل على تذليلها لافتة إلى أن الرئيسين اتفقا على التواصل وبالتالي أي اجتماع بينهما متوقع في اي وقت.

وكشفت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان مروحة اتصالات محلية ودولية واسعة طوقت  تداعيات، تعثر مسار التشكيل، واعادت تواصل رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي،بعد ان كاد يتوقف نهائيا، بفعل سلسلة من الشروط التعجيزية التي لا تتوقف حتى بعد التفاهم على تثبيتها.

واشارت المصادر الى ان الجانب الفرنسي تحرك بفاعلية، لمنع وصول عملية تشكيل الحكومة الجديدة الى الافق المسدود نهائيا،الى حدود استحالة التفاهم بين عون وميقاتي،وتجنب اي ردود فعل سلبية ،لن تبقى محصورة باعتذار ميقاتي،اذا حصلت،بل ستدفع البلد الى متاهات غير معروفة،وسترتد حتما على رئيس الجمهورية ميشال عون وامكانية استمراره بمنصبه حتى انتهاء ولايته.

وقالت المصادر ان الجانب الفرنسي،أصبح على قناعة تامة،بأن عون ووريثه السياسي، يتوليان،عملية ابتزاز رئيس الحكومة المكلف، لفرض مطالب وشروط تفوق حجم تمثيلهما، لابقاء قرار ومصيرالحكومة بتصرفهما، وتحت هيمنتهما المعهودة، ما يؤدي حتما الى رفض الرئيس المكلف الموافقة،كما هي حال قوى اخرى،ترفض الموافقة على هذه المطالب،وكذلك المشاركة بالحكومة. 

واضافت المصادر  ان قوى محلية تحركت كذلك بالاتجاه نفسه، وبذلت جهودها،لمنع انهيار عملية تشكيل الحكومة،وأدى ذلك الى صدور البيانين عن رئاسة الجمهورية والرئيس المكلف، لاظهار تجاوبهما مع المساعي المبذولة،وحصل اللقاء بين عون وميقاتي بعدها مباشرة،لاعطاء انطباع ايجابي والتأكيد على استمرار عملية تشكيل الحكومة الجديدة. ولكن برغم اشاعة الأجواء الايجابية واستمرار التواصل بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف،لم تنسحب هذه الأجواء تسريعا لمسار تشكيل الحكومة، بل استمرت الاتصالات بوتيرة بطيئة،لا تتناسب مع ضغوطات الازمة ومشاكلها على المواطنين، ما يعطي انطباعا باستمرار التعثر على حاله. لانه لو حصل تقدم ايجابي باتجاه حلحلة العقد وتجاوز المطالب والشروط التعجيزية، لتسارعت التحركات والاتصالات الجارية ولما بقيت اسيرة المراوحة،كما هي حاليا.

وابدت المصادر خشيتها، اذا لم تترجم الاتصالات والضغوط، الى اخراج عملية تشكيل الحكومة من حلقة التعطيل، لتسريع ولادة الحكومة العتيدة خلال الأيام المقبلة، الى فشل عملية تشكيل الحكومة نهائيا .

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o