الحكومة تتعثر...تباين حول الاسماء و"الطاقة" ولا لقاء جديدا
"المركزي" متمسك بقرار رفع الدعم والمحروقات تنفد من الشركات
التيار يطالب باعلان اسماء "المخزنين" والتليل تشيّع ضحاياها
المركزية- في لبنان الذي تحوّلت طرقه واوتوستراداته الى مرآب ضخم للسيارات اللاهث اصحابها خلف صفيحة بنزين قبل ان يخرج سعرها عن قدرتهم الشرائية، وحيث كل شيء في حال نزاع تمهيدا لاعلان لحظة الوفاة، ليس من رئيس او مسؤول يستعجل الانقاذ او يبحث عما يخفف عن الشعب المقهور المذلول. فنصفهم منشغل في نسج بيانات الاتهامات المتبادلة حول من يتحمل مسؤولية ما اوصلوا البلاد اليه، والنصف الاخر يحاول اقتناص الفرص لتحصيل اكبر قطعة من قالب الجبنة الحكومي او ضمان مستقبله السياسي اومقعده الرئاسي.
مخزون المحروقات في الشركات نفد، المواد الغذائية في المحال التجارية تتلف بفعل انقطاع الكهرباء ومازوت المولدات، الناس تقبع في بيوتها على العتمة، تشحذ رغيف الخبز امام الافران المهددة في اي لحظة بالتوقف عن الانتاج اذا ما اوقف الجيش الذي يمضي في ضبط مخازن المحروقات على انواعها مدّها بما تيسر من مضبوطات يقسّمها بين المخابز والمستشفيات...ونحو الاسوأ درّ.
تلبّد من جديد: في المبدأ، لا لقاء مرتقبا اليوم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، ويبدو ان الاجواء الايجابية التي عمل على ضخها امس، سيما من قبل فريق القصر الجمهوري، تبددت او تلبّدت، بفعل الخلاف على وزارة الطاقة حسب ما تردد، والتباينات ايضا على اسماء الوزراء المرشحين لتولي الحقائب السيادية والخدماتية الاساسية، وقد بات من المستبعد ان تولد الحكومة هذا الاسبوع.
اوساط سياسية معارضة اكدت لـ"المركزية" ان الحكومة العتيدة ولئن وُلدت، فهي لن تحدث صدمة لدى الرأي العام المحلي ولا الخارجي اولا بسبب تأخر صدور مراسيمها اكثر من عام وثانيا لان تشكيلها يتم وفق المحاصصة ومن خارج معايير المبادرة الفرنسية التي طالبت بحكومة اختصاصيين غير حزبيين وبابعاد السياسيين عن الحكومة، اي لا محاصصة، في حين ان ما يجري اليوم هو محاصصة سياسية كاملة بين قوى السلطة. فاي انقاذ ستقوم به حكومة مماثلة ومن يثق بشفافيتها ونزاهة كفها؟ واشارت الى ان البحث في مجمل اجتماعات الرئيسين ميقاتي وعون لم يتطرق الى الثلث المعطل.
أزمة المحروقات تشتد: في المقابل، الاوضاع المعيشية من سيئ الى اسوأ، وازمة البنزين عادت لتشتد وبقوة على الارض، بفعل شح المحروقات وقد بلغ مخزونها لدى المحطات الحد الادنى على ما يبدو بالتزامن مع تعثر التوصل الى اي اتفاق حول اعتمادات جديدة بين المستوردين ومصرف لبنان.
تمسك برفع الدعم: في الاثناء، عقد المجلس المركزي لمصرف لبنان اجتماعاً لاتخاذ قرار بشأن رفع الدعم. واكد مصدر من المجلس لـ"المركزية": ان الاجتماع خرج بتمسّك تام بقرار رفع الدعم من دون تراجع... على أمل تشكيل حكومة ووضع خطة إنقاذية.
التسعير: وبينما تحول الاوتوستراد الساحلي اليوم الى مرآب كبير للسيارات بفعل توافد الناس الى المحطات لملء خزانات سياراتهم بوقود سيصبح قريبا وبعد رفع الدعم عملة نادرة، قال ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا: مخزون الشركات من البنزين نفد ولا اتفاق حتى اليوم بين حاكم مصرف لبنان ووزارة الطاقة والمسؤولين، أما المواطن فيُذلّ. اما عضو عضو نقابة اصحاب المحطات جورج البراكس فاشار الى ان " تسعيرة ال12000 مطروحة اليوم كما وسيناريوهات اخرى". في المقابل، نفى المكتب الإعلامي لوزارة المالية الخبر حول موضوع التسعيرة الجديدة على سعر١٢٠٠٠ ليرة التي وضعتها وزارة المالية لاستيراد المحروقات ولا علاقة بتاتاً لوزارة المالية بوضع التسعيرة التي تصدر من قبل وزارة الطاقة بالاتفاق مع مصرف لبنان.
فياض: الى ذلك، أوضح رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض أنّ الشركات حذرت سابقاً من أن مخزون البنزين الذي كان متوفرا لا يكفي إلا لأربعة أيام وهذا المخزون نفد، مؤكدا ألا إمكانية لدى الشركات بالاستيراد وسط غياب التوافق بين مصرف لبنان والمسؤولين على تحديد السعر.وشدد فياض على وجوب أن تكون هناك مرحلة وسطية بين الدعم ورفع الدعم داعيا المسؤولين الى الاسراع باتخاذ القرارات اللازمة ومن بينها اقرار البطاقة التمويلية، وأضاف: سمعنا من العديد من المسؤولين أن هناك نيةً في تعجيل إقرار البطاقة التمويلية في فترة لا تتعدى العشرة أيام ولكن العبرة في التنفيذ. وإذ لفت فياض الى أن المحطات ستبقى مقفلة ما لم تتوفر مادة البنزين فيما البعض الآخر أقفل لأسباب أمنية، تمنى أن يصار الى معالجة الأمور ولو موقتاً، محذرا من أنّ باخرتي المازوت اللتين سيتم إفراغهما لن تكفيان الا لأسبوع نتيجة الحاجة الكبيرة للمازوت في ظل الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي.
سوبرماركت: في الموازاة، أوضح رئيس نقابة أصحاب السوبرماركت نبيل فهد أنه يتم اللجوء الى السوق السوداء لتأمين المازوت للسوبرماركت، حرصاً على سلامة الغذاء في البرادات. ولفت في حديث اذاعي الى أن عدداً من السوبرماركت يلجأ الى الإقفال باكراً توفيراً لمادة المازوت، أو تصغير عدد من الأقسام، بسبب غياب الطلب على عدد من المواد.
التيار والمداهمات: وفي وقت يواصل عناصر الاجهزة الامنية مداهمة المحطات والمستودعات المحتكرة للمحروقات، ضابطا كميات بآلاف الليترات المخزّنة، صدر عن التيار الوطني الحر البيان الآتي:يقدّر التيار الوطني الحر الجهود التي تبذلها راهنا القوى العسكرية والأمنية في مصادرة المخزونات الكبيرة من المحروقات التي يخزنها المحتكرون بغية بيعها في السوق السوداء أو تهريبها. ويرى التيار بُدّاً أن تعلن هذه القوى عن هوية التجار المرتكبين وكمية المصادَرات ووجهة توزيعها تفادياً للشائعات، تحقيقاً للشفافية القصوى التي تحصّن العمل، وصوناً للجهد الذي تبذله، وقطعا للألسنة التي تبغي التشويش على هذا المجهود، مع الإشارة الى ان من غير الجائز توزيعها مجاناً وعشوائياً على المواطنين، انما مصادرتها بحسب الأصول القانونية والادارية وتوزيعها على المنشآت الحيوية كالمياه والاتصالات وعلى المؤسسات الرسمية.
التليل: من جهة ثانية، شيعت التليل تباعا اليوم ابناءها الذين قضوا في انفجار التليل. في الاثناء، جال الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير مع وفد طبي مصري. وشكر اللواء خير الوفد الطبي والسفير المصري والحكومة المصرية على المبادرة الاخوية الطيبة بارسال وفد طبي وكميات من الادوية لمساعدة المصابين جراء انفجار التليل في عكار.
الى قبرص: من جهة اخرى، أعلنت قيادة الجيش على مواقع التواصل الإجتماعي، أن "قائد الجيش العماد جوزف عون غادر لبنان متوجهاً إلى جمهورية قبرص، حيث يلبي دعوة نظيره قائد الحرس الوطني الجنرال Dimokritos ZERVAKIS، لتوقيع إتفاقية تعاون عسكري مشترك بين جيشي البلدين، وبحث مسألة الهجرة غير الشرعية عبر البحر.
150 الف دولار لـ"الفاريز": في مجال آخر، وفيما البلاد في حال موت سريري، افاد موقع mtv أنّ شركة التدقيق الجنائي "الفاريز" استلمت مبلغ ١٥٠ الف دولار قيمة البند الجزائي الذي ورد في العقد الاول الذي تم فسخه ويمهّد استلام الاموال لتوقيع العقد الجديد بين الشركة ووزارة المال في الايام القليلة المقبلة لتبدأ الشركة مباشرة مهمة التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان.
وتجدر الاشارة الى أنّ تسديد مبلغ ١٥٠ الف دولار نقداً كان شرطاً من شروط الشركة لتوقيع العقد الجديد.