Aug 17, 2021 6:18 AM
صحف

الايجابيات نظرية.. و"المستقبل" يستبعدُ تشكيل الحكومة

شاعت في ‏الساعات الاخيرة اجواء ايجابية اوحت بأنّ تشكيل الحكومة بات قاب ‏قوسين او ادنى من أن تصدر مراسيم الحكومة، وفي مهلة لا تتجاوز ‏يوم غد الاربعاء. وفي السياق ذاته، يندرج ما أبلغه مصدر سياسي رفيع ‏الى وكالة "رويترز" قوله، انّ ثمة تطورًا ايجابياً في ملف تشكيل ‏الحكومة اللبنانية.‏ الّا انّ اللقاء العاشر الذي عُقد بالامس بين رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي، خفّف من زخم ‏الإيجابيات، واوحى بأنّ العِقد ما زالت موجودة وتتطلب لقاءات اخرى ‏بين الرئيسين.‏
‏ ‏
وبحسب معلومات "الجمهورية" من مصادر موثوقة، انّ موضوع ‏الحقائب الوزارية، سواء السياديّة او غير السياديّة لم يُحسم بعد ‏بصورة نهائية حتى الآن، ومن شأن ذلك أن يؤخّر في ولادة الحكومة ‏لفترة اضافية.‏
‏ ‏
وإذ اشارت المصادر الى ما سمّتها ليونة عكسها الرئيسان عون ‏وميقاتي في ما خصّ وزارتي الداخلية والعدل، الّا انّ الصعوبة تكمن ‏في توزيع الحقائب الخدماتية الاساسية على القوى السياسية، حيث ‏لم يتمّ الاتفاق على حسم اي منها حتى الآن. فالعقدة هنا اي حقيبة ‏ستُسند الى الارمن، واي حقيبتين ستُسندان الى الدروز، ولمن ستؤول ‏الحقيبة "الدسمة" هل لوليد جنبلاط ام لطلال ارسلان، واي حقيبتين ‏ستكونان من حصة تيار المردة، واي حقيبة للحزب القومي، واي حقيبة ‏اساسية ستُسند الى الشيعة (من حصة حزب الله) الى جانب المالية. ‏فالمسألة ما زالت "مخربطة"، اضافة الى المسألة الجوهرية التي ‏تتصل بالثلث المعطّل، والذي لم ُعن الطاولة بعد.‏
‏ ‏
وأشارت معلومات "الجمهورية"، انّ الرئيسين في لقاء الامس، تباحثا بشكل اولي ‏بعدد من الاسماء، على أن يعودا الى استكمال البحث فيها في اللقاء ‏المقبل، بعد ان يكون كل طرف قد حدّد موقفه من هذه الاسماء، ‏وخصوصاً انّ من بينها من يفترض ان يكون توافقياً بين الرئيسين.‏ وفي هذا السياق، اعربت مصادر سياسية عن خشيتها من ان تشكّل ‏الاسماء سبباً لتأخير اضافي في تأليف الحكومة، جراء ما سمّتها ‏المصادر "الفيتوات المسبقة" التي يطرحها الفريق الرئاسي على ‏بعض الاسماء، وعلى وجه الخصوص ما يتصل بوزارة المال. وهو أمر ‏يبدو وكأنّه يستفز طرفاً بعينه، وتحديداً الرئيس نبيه بري الذي لا يقبل ‏بأن يُفرض عليه اسم معيّن، كما لا يقبل أن يصادر اي كان حقه في أن ‏يسمّي وزيره للمالية.‏
‏ ‏
‏وقال مرجع مسؤول مواكب لمشاورات التأليف لـ"الجمهورية"، "بناءً ‏على ما ما توفّر من معطيات فإنّ تشكيل الحكومة ينبغي الّا يتأخّر ‏إلى ما بعد نهاية الاسبوع الجاري، وخصوصاً انّ الرئيسين عون ‏وميقاتي يصرّحان بأنّهما مستعجلان واقتربا كثيراً من التفاهم على ‏حكومة. لكن ما لمسناه حتى الآن لا يشي بقرب انفراج، لأنّ العِقد لم ‏تُذلل حتى الآن. وبالتالي فإنّ الامور معلّقة على الساعات الثماني ‏والاربعين المقبلة، واعتقد انّها فرصة كافية اذا كانت النيات صافية ‏وصادقة، لتذليل كلّ العِقد، وإن تأخرنا اكثر من ذلك فلا أمل بفرج ‏قريب".‏
‏ ‏
وفي رواية لمصادر مطلعة، أن اللقاء بين عون وميقاتي انتهى الى ‏وضع لائحتين إسميتين بمجموعة من الأسماء لمجموعة من الحقائب ‏العادية، وإن مجموعة الأسماء المتداولة لبعض الحقائب وخصوصاً ‏للداخلية والدفاع ليست دقيقة، حتى أن إسماً لإحداهما لم يرد لا في ‏التشكيلة القديمة للحريري ولا في تشكيلة ميقاتي.‏
‏ ‏
كما عُلم أن حلولاً تم التوصل اليها لبعض الحقائب التي كانت تشكل ‏عقدة في اللقاءآت الاخيرة ومنها ما انتهت اليه اتصالات الساعات ‏الماضية: حقيبة الشؤون الاجتماعية تكرست من حصة رئيس ‏الجمهورية، ونال الاشتراكي حقيبة التربية بدلاً منها، وسجّل تهرّب كبير ‏من حقيبة الطاقة بعد تخلّي التيار البرتقالي عنها.‏
‏ ‏
وعرضت حقيبة الاتصالات على المردة والأشغال على "حزب الله" فلم ‏يردّ المردة جواباً بعد، وتخلّى "حزب الله" عن الصحة لميقاتي لقاء نيله ‏الأشغال.‏ ولم تُحلّ عقدة اسم وزير المال يوسف خليل، فهو لا "معلّق ولا ‏مطلّق" وسط غموض في موقف بري من الإصرار عليه، أو لجهة ‏استبداله بأي شخصية أخرى.‏ واتفق الرئيسان على عقد لقاء آخر في الساعات الـ 24 المقبلة بعد أن ‏يُنهيا اتصالاتهما.‏
‏ ‏
الحجار: الى ذلك، استبعد عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار ان "يتمكن ميقاتي من تشكيل الحكومة".

وأشار في حديث لجريدة "الانباء الالكترونية" الى ان "التفاؤل الذي عبّر عنه الرئيس المكلف شهدنا مثيلا له في السابق، ولكن الامور تلاشت في نهية الامر بسبب إصرار عون على شروطه التي تختصر بالسيطرة الكاملة على الحكومة وسيطرة صهره جبران باسيل عليها بالكامل".

وقال الحجار ان "هذا الرجل لا يقيم اي وزن للمصلحة الوطنية فلا يهتم الا بعائلته، فهي عنده تتقدم على ما عداها. ونتمنى ان يتمكن الرئيس ميقاتي من تشكيل الحكومة بشروط المجتمع الدولي فتتمكن من استعادة ثقة العالم بلبنان، فنكون من أشد المصفقين له والداعمين، فنحن فريق ننتمي الى مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ندعم الرئيس ميقاتي ونتمنى له التوفيق بتشكيل حكومة قادرة ان تضع خطة انقاذية وتفتح حوارا مع صندوق النقد الدولي ونكون في قمة السعادة لكن من جرب المجرب كان عقله مخرب".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o