Aug 14, 2021 4:30 PM
خاص

درعا والسويداء تعيدان خلط الأوراق ...رفض للنظام ومؤشر لتدخل دولي!

المركزية- لا تشبه التطورات العسكرية التي تحصل في درعا اليوم ما كانت عليه قبل إعادة انتخاب بشار الاسد رئيسا للبلاد. فقد تطورت بوتيرة متسارعة خالطة الكثير من الاوراق، ما هي تداعيات ذلك على العلاقات بين حزب الله والنظام؟ وكيف ينعكس  على خارطة سوريا الجغرافية؟

مدير المنتدى الاقليمي للاستشارات والدراسات العميد الركن خالد حمادة اوضح في قراءة ل"المركزية" أن "التطورات التي تجري في الجنوب السوري، لا سيما في منطقتي درعا والسويداء ملفتة وخارجة عن السياقات المعهودة،  فإذا عدنا بالذاكرة إلى بدايات الأحداث في تلك المنطقة حين كانت الهجمات تشنّ من قبل ميليشيات تابعة لتنظيم داعش،  وفي ما بعد إيرانية وكانت كلها مدعومة  من النظام وارتكبت حينها مجازر عديدة على ايدي تلك الميليشيات، تشكلت حينها فصائل محلية دافعت عن المنطقة. ومن ثم أقدمت روسيا على ايجاد صيغة للوضع العسكري حيث تولى الفيلق الخامس المستحدث، الإشراف على الميليشيات المحلية وتوصل إلى ابرام تسوية أمنية مع النظام واستمر الأمن المحلي هناك تدعمه روسيا بواسطة الفيلق الخامس ".

 

أضاف حمادة"  بعد اعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد ومحاولة النظام السوري تعزيز وضعه على كامل التراب السوري، للقول والتأكيد أن النظام يسيطر على مساحات اكبر من تلك الخاضعة له ليكون ربما أكثر جاهزية  للعملية السياسية،بدأت تظهر بوادر تعثر في منطقة الشمال وتحديدا في منطقة إدلب حيث عجز النظام عن تعزيز مواقعه، فانتقل لاحقا إلى الجنوب مع محاولة الفرقة الرابعة المدعومة من الميليشيات الايرانية دخول منطقتي السويداء ودرعا وإنهاء ما يسمى بالميليشيات المحلية التي دافعت عن مناطقها مما حال دون نجاحهما. ازاء هذا الواقع يضيف حمادة" اتخذت روسيا موقفا وسطيا، ولم تدعم قوات النظام في عملية الدخول الى المنطقة بواسطة سلاح الجو، كما اعترفت بفشلها في التوصل إلى تسوية عندما رفض أبناء المنطقة الرضوخ لأي معادلة أمنية يشارك فيها النظام".

ما يحصل اليوم في الجنوب السوري يشير بحسب حمادة "الى رفص قاطع لوجود النظام أو لإبرام أية تسوية مع قواته تسمح له بدخول اي من منطقتي السويداء ودرعا.  والتدقيق في مسألة الدخول إلى هاتين المنطقتين  يكشف عن هدفين: الأول ويتمثل بتقديم النظام نفسه كسلطة قادرة على الإمساك بالجنوب السوري من الناحية الأمنية من أجل تعزيز دوره السياسي وشرعيته لدى المجتمع الدولي، مع الإشارة بأن الأخير لن يتقبله لأنه لم يكن موافقا في الأساس على الإنتخابات. والهدف الثاني هو إدخال الميليشيات الإيرانية المتحالفة مع الفرقة الرابعة إلى منطقة الجنوب السوري ومحاولة خلق وضع على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة في سوريا مماثل للجنوب اللبناني للقول بأن استقرار  شمال إسرائيل بات ورقة إيرانية."

ازاء هذا الوضع يلفت حمادة الى" قلق  المواطنين هناك ورفضهم التام لأي وجود لقوات النظام والميليشيات الإيرانية وقد عبروا عن ذلك مرارا عبر مواقع التواصل الاجتماعي كما عبروا  عن رفضهم تشييع المنطقة وتوريطهم في أي نزاع لا يصب في مصلحة سوريا، كما أعربوا عن رفضهم لأية محاولة إنفصالية عن سوريا، بل على العكس، هم متمسكون بوحدتها، لكن في ظل حكومة شرعية وليس تحت مظلة التركيبة السلطوية التي سبق وعبروا عن رفضهم لها منذ اندلاع الثورة في سوريا".

حتى اللحظة يجزم حمادة ان لا بوادر خلاف اساسية بين النظام والميلشيات الإيرانية، ولا قرار موحد في الداخل السوري." هناك في يد الفرقة الرابعة وربما هناك قرار آخر للأسد، وقرارات أخرى لزعماء الميليشيات المنتشرين في كل المناطق، منها التركي في الشمال السوري، وقرار روسي على الساحل، وقرار ملتبس في الداخل بين الإيراني والسوري. ولا ننسى السيطرة الايرانية في محيط دمشق. كل هذا يؤكد ان ليس هناك من قرار سوري موحد يؤكد بأن الحكومة السورية تريد خروج المليشيات الأيرانية. ربما هناك جناح في هذه السلطة يريد ذلك لكنه لم يتبلور حتى الآن. و على ما يبدو أن روسيا تريد الحفاظ على  كل هذا التوازن، فهي لم تطلب مباشرة من الميليشيات الايرانية الخروج ولا ندري اصلا إذا كانت تريد إخراجها من هناك، لكنها تحافظ على توازن هش يحفظ وجود الميليشيات المحلية هناك، وهذا يندرج في اطار ضمان حدود إسرائيل فروسيا لا تريد ان تغامر بأمن حدود إسرائيل الشمالية وبالتالي فإن التوازن العسكري في الجنوب السوري مستمر على الستاتيكو الحالي لحين دخول عامل آخر على هذه المعادلة ".

حمادة أشار إلى" ما ظهر في وسائل الإعلام منذ ايام عن تشكيل فصيل جديد تحت مسمى "حزب لواء سوريا"في منطقة السويداء وقد عبر عنه أحد المعارضين السوريين من فرنسا حيث قال ان هذا التنظيم الجديد هو لحماية المنطقة وهو ينشد الدعم الدولي من الولايات المتحدة ومن اوروبا، كما تكلم عن فصيل مسلح يضم حوالى ٢٥٠٠ عنصر، وقد يكون ذلك بمثابة مؤشر لتدخل دولي في الجنوب السوري يشبه الى حد ما ما يجري في شمالي سوريا وشمالها الشرقي".

ويختم في قراءة لتداعيات هذا الأمر على العلاقة بين حزب الله والنظام" بان ليس هناك علاقة متكافئة وواضحة، فالحزب دخل سوريا بطلب من ايران، واضحى له نفوذ يفوق النفوذ السوري. ومن جهة اخرى هناك تسيب كامل، ولا مركزية أمنية موسعة. لذلك لا يمكن التحدث عن موقف واضح قبل ان تتبلور بشكل تام بوادر لعملية سياسية تبني على اساسها موسكو موقفها مما يجري في سوريا، ويتم على اساسها ترتيب وضع كل هذه الميليشيات. مع الأخذ في الإعتبار أن استمرار الوجود الإيراني في سوريا ليس مسألة سورية ولا روسية، إنما مسألة أميركية ودولية، لا سيما بعد كل التوتر الحاصل اليوم بين طهران والمجتمع الدولي على خلفية الاتفاق النووي والصواريخ الباليستية ونفوذ الأذرع الإيرانية في أكثر من بلد عربي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o