Aug 10, 2021 4:02 PM
خاص

المستقبل في معراب...هذا ما دار في لقاء تعليق الحصانات وللبحث صلة

المركزية – بعيدا من ساحات السجال بين "القوات" والمستقبل" وُضعت زيارة وفد كتلة المستقبل للمقر العام لحزب القوات اللبنانية في معراب، حيث استقبلها رئيسه سمير جعجع، في إطار الجولات التي يقوم بها "المستقبل" لشرح وجهة نظره من مسألة رفع الحصانات عن الجميع التي أعلن عنها الرئيس سعد الحريري بعيد إعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة.

موقف القوات كان واضحا قبل الزيارة: "لسنا ضد اقتراح الحريري مبدئياً، لكن الأولوية أن نبدأ برفع الحصانات التي طلبها المحقق العدلي". وفي وقت لم توقع كتلة "المستقبل" على العريضة التي أعدّها تكتل "الجمهورية القوية" لتشكيل لجنة تقصّي حقائق دولية في انفجار المرفأ، على رغم تأكيد الحريري أنّه مع التحقيق الدولي في هذا الملف، إلا أن أجواء الزيارة ونتائجها الأولى أظهرت أن القوات أبعد ما يكون من ممارسة سياسة النكايات والعين بالعين لأن الهدف هو تحقيق العدالة والوصول إلى الحقيقة في جريمة تفجير المرفأ.

فماذا جرى في لقاء المستقبل والقوات قبل أيام والذي خُصص لعرض اقتراح تجميد تنفيذ المواد التي تتعلق بالحصانات للمسؤولين في موضوع المرفأ؟.هل كسرت الزيارة الجليد في العلاقات بين معراب وبيت الوسط وهل سيزور موفد قواتي بيت الوسط لمتابعة البحث في المواضع السياسية وعودة العلاقات الى ما كانت عليه؟

توضح مصادر "القوات" لـ"المركزية " أن "زيارة وفد المستقبل إلى معراب تندرج في سياق الجولات التي يقوم بها على الكتل النيابية من أجل شرح وجهة نظره بتعليق كل الحصانات من دون استثناء، وهي حصلت في هذا السياق بالذات. لكن طبعا كان هناك نوع من تمهيد في هذه الجلسة استذكر فيه الحاضرون من الجانبين محطات في اللحظات التحالفية مما أشاع جواً من الارتياح بين الجانبين في ظل تأكيد مشترك على ضرورة تنظيم الخلاف متى وجد بالشكل المطلوب، خصوصا أن لكل فريق وجهة نظره. وعلى الفريق الآخر تفهم ذلك إنطلاقا من الأسباب الوطنية".

وتضيف مصادر "القوات": "بعد الإنتهاء من جولات الإستذكار دخل رئيس الحزب سمير جعجع مباشرة في لب الموضوع وعرض الأسباب الموجبة لموقف القوات اللبنانية من مسألة رفع الحصانات لجهة أن الأولوية اليوم موجهة نحو تلبية ما يريده المحقق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار في هذه اللحظة بالذات تسهيلاً لعمله، وهذا هو الهدف الأساس. إضافة إلى باقي الأهداف وهي الوصول إلى العدالة، وإيجاد كل السبل التي تدفع باتجاه الوصول إلى الحقيقة. وبالتالي عندما يكون هناك طلب معين يجب النظر فيه لتحقيقه، ومسألة رفع الحصانات اليوم ملح ومطروح في هذا التوقيت وفي هذه اللحظة بالذات. لذلك يجب الذهاب إلى جلسة عامة لمجلس النواب تحقيقا لهذا الهدف وتحقيق العدالة وتسهيل عمل المحقق".

في المقابل "عرض وفد المستقبل وجهة نظره من مسألة تعليق كل الحصانات  من الناحية الدستورية،  وهي متكاملة بحيث  يجب محاكمة الجميع أمام محكمة واحدة وليس على غرار ما هو حاصل اليوم، وأن تشمل الجميع من دون استثناء ودائما تحت عنوان الوصول الى العدالة".

وعلى رغم التوافق على الخطوط العريضة من الناحية المبدئية والدستورية إلا أن ثمة نقاطا قد تستوجب التريث في انتظار بتها. وفي هذا الإطار، لفتت مصادر "القوات" الى"أن اقتراح المستقبل يستلزم وقتا من أجل انتظار العقد العادي لمجلس النواب وتوفير الثلثين ووجود حكومة لإقرار التعديل على المستوى الدستوري".

وعلى عادته "كان جعجع يصغي لعرض وفد كتلة المستقبل "ويفند بالأسباب الموجبة". بحسب مصادر "القوات"،  التي أكدت أنه "تم الاتفاق على متابعة البحث على المستوى العملي في جلسات اخرى ومناقشة ما تقدم من افكار موجبة للخروج بتصور متكامل ومعروف عن جعجع أنه يتجنب الأجوبة المتسرعة خصوصا أنها تتعلق بوجهات نظر دستورية. وسيتم التواصل مجددا من أجل توضيح الصورة والرؤية في هذا الإطارنزولا عند طلب جعجع. وبالتالي فإن الأمور مطروحة لمزيد من  الدرس".  

وفي موضوع كسر الجليد في العلاقات بين الجانبين أكدت المصادر "ان التواصل بين الفريقين يحصل عندما تستدعي الحاجة والظروف على غرار ما حصل في هذه الزيارة. وبالتالي فإن الأمور مرهونة بالملفات المطروحة لكن لا يمكن الحديث عن خطوات ما فوق الأمر الواقع، والمطروح اليوم محصور بهذا الشق من دون أن يكون هناك توسع باتجاه نقاط أخرى على مستوى التنسيق السياسي". وشددت على أن "القوات" لا تضع خطوطا حمراء على أحد أو أمام أحد. وحدها العدالة هي الخط الأحمر ويجب تحقيقها للوصول إلى الحقيقة".  وختمت: "زيارة وفد كتلة المستقبل كانت للمناقشة في مسألة تعليق الحصانات وقد تم ذلك. وأي كلام آخر كان من طبيعة وجدانية".  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o