Jul 29, 2021 3:57 PM
خاص

بايدن- الكاظمي تفاهم جيد جدا نحو مرحلة جديدة

المركزية – غادر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، العاصمة الأميركية اليوم عائدا إلى بلاده، بعد لقائه الرئيس الاميركي جو بايدن، وقال في تغريدة نشرها على "تويتر" إن الزيارة شهدت تفاهمات اقتصادية وسياسية وثقافية، وتم التوقيع على اتفاق لنقل العلاقة الأمنية بين البلدين إلى علاقة تدريب ومشورة وانتهاء وجود قوات قتالية بنهاية العام الجاري. 

وجاء الإعلان الرسمي عن بقاء نحو 2500 جندي أميركي في العراق أثناء اجتماع بايدن مع الكاظمي في البيت الأبيض ليؤكد أن واشنطن لا تزال ترى أن فوائد البقاء تتجاوز أضراره ومخاطره، وإن كان قد تم تعديل مهمتها لتركز على التدريب والدعم اللوجستي والاستشاري للقوات العراقية مع الحد من الدور القتالي للقوات الأميركية.  

ويقول الخبير في الشؤون العراقية كينيث كاتزمان إن الولايات المتحدة تهدف الآن لدعم العراق كدولة وتفعيل الحكومة والحد من الفساد، لأن ذلك يساعد على مواجهة النفوذ الإيراني الكبير، مع زيادة قدرة الحكومة على احتواء وتحجيم أنشطة الفصائل المدعومة من إيران. فهل حققت زيارة الكاظمي الى واشنطن الاهداف المرجوة ؟ 

العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر يؤكد لـ"المركزية" ان الزيارة كانت ناجحة بكل المقاييس، وأدّت الى اتفاق مبدئي على انسحاب القوات الاميركية من العراق بالسرعة اللازمة  للتخفيف من الضغوط التي يتعرض لها الكاظمي سواء من ايران او من الميليشيات التابعة لها. لكن يبدو ان هناك حرصا أميركيا لابقاء العين مفتوحة على ما يجري في العراق. ومن الواضح بنتيجة المباحثات ان الولايات المتحدة ستكون جاهزة لاستعمال الطيران لمساندة اي عمل أمني تقوم به قوات الحكومة العراقية، وهذه المعادلة أهم بكثير من وجود العسكريين في وضع قتالي على الارض. اعتقد ان الكاظمي استطاع ان يحظى بتفاهم جيد جدا مع الرئيس بايدن ويبدو ان الولايات المتحدة تتفهم الوضع جيدا في العراق ومستعدة للمساعدة وفق الرؤية والاجندة التي يقدمها الكاظمي". 

وعن سبب الاهتمام الاميركي بالعراق، أشار عبد القادر الى ان "الاميركيين يشعرون بمسؤولية معنوية عن الوضع المتردي في العراق وبأنهم تسببوا به من خلال اطاحة الرئيس العراقي صدام حسين وبأنهم لم يحسنوا تنفيذ الخطة "ب" لما بعد الاحتلال بإقامة حكم ديمقراطي نظيف ويدركون ان العراق يحتاج الى مساندة ومساعدة الولايات المتحدة، خاصة في وجه التحسن الذي حمله الكاظمي الى الحكم"، لافتا الى ان العراق لا يعاني فقط من الموضوع الامني انما من الفساد ايضا، وهناك 800 مليار دولار منهوبة. الشعب العراقي عانى الكثير بسبب السياسة والخيارات الاميركية، من هنا لدى الولايات المتحدة وظيفة اخلاقية وشرعية ان تبقي عينها على العراق وتساعده. اعتقد ان العراق تخطى الى حد كبير مسألة ان يكون رئيس الوزراء، وهو كل شيء في البلاد، خيارا إيرانيا مئة في المئة. لا أضع الكاظمي في خانة انه الخيار الايراني المناسب. طبعا هو مرن يأخذ ويعطي مع حلفاء ايران ومع الايرانيين الزوار حتى أولئك الذين يفتحون الباب ويدخلون البلاد من دون استئذان، مثل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني الذي اُعلن منذ يومين انه في بغداد ولكن دون معرفة الدولة العراقية او إذنها". 

ورأى عبد القادر ان "هذه الزيارة تشكل مرحلة جديدة. لا نعرف الى اي مدى ستساهم في تقوية الحكم او إضعافه، لكن كما نعلم فإن الاميركيين وبعض دول الناتو ستبقي على بعثات تدريبية، ولكن الأهم هو أيضاً ما أعلنه بايدن عن نية الولايات المتحدة متابعة التعاون الاستعلامي مع الدولة العراقية وهذا موضوع مهم جدا على الصعيد الامني". 

هل تم التطرق الى موضوع ايران ومنعها من استخدام العراق كجسر يربطها بسوريا ومنه بلبنان وحزب الله؟ يجيب: "من المرجح جدا ان يكون قد تمّ طرح موضوع النفوذ الايراني سواء في الداخل او التوقعات للانتخابات المقبلة او دور ايران في المنطقة، لكن بالطبع لا يمكن للكاظمي الإعلان عن هذا التفاهم لأنه يضر بصورته. كما ان تفاهمات من هذا النوع تطبخ على نار باردة". 

بانتظار بدء ظهور نتائج هذه الزيارة، تؤكد مصادر مطلعة ان إدارة بايدن تنظر بارتياح إلى حكومة الكاظمي باعتبارها الأكثر كفاءة منذ سنوات والأكثر قدرة على إحداث التوازن وتحجيم أنشطة الفصائل المدعومة من إيران رغم ضعف الكاظمي نسبيا لعدم استناده إلى قاعدة سياسية، كما أنه يتعامل مع واشنطن كحليف.  

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o