Jul 24, 2021 12:35 PM
خاص

طالبان تستعيد زخمها وواشنطن بالمرصاد سياسيا تفاديا للأسوأ

المركزية- منذ بدء ​الولايات المتحدة​ سحب قواتها من أفغانستان، منذ اسابيع، تشن طالبان هجوما واسعا على ​القوات​ الحكومية في جبهات عدة. 

الخميس الماضي، أعلنت الحركة، أنها تسيطر على 90 في المئة من الحدود العامة لأفغانستان مع الدول المجاورة.

وأوضح الناطق الرسمي باسمها ذبيح الله مجاهد، في حديث إلى "سبوتنيك"، في شأن نفي الحكومة الأفغانية وحكومة طاجيكستان ما ورد من أنباء مفادها أن الحركة تسيطر على 80 في المئة من الحدود بين الدولتين، ان "في الحقيقة، نحن نسيطر على 90 في المئة من حدود أفغانستان مع طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان وإيران وباكستان"، مؤكداً "حدود أفغانستان مع طاجيكستان تحت سيطرتنا بصورة كاملة، من بدخشان إلى تخار وقندور".

هذا التصريح اعتبرته السلطات في كابل اذا دعائيا، لكن بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، قد يكون في هذا الكلام بعض المبالغة، الا ان من المؤكد ان قرار الانسحاب الاميركي من افغانستان اراح الحركة كثيرا واعاد تزخيم نشاطها معطيا اياها دفعا قويا معنويا وميدانيا. 

وزير الخارجية​ الأميركي ​أنتوني بلينكن​، اكد منذ ساعات أن "حركة "طالبان" قد تسعى إلى السيطرة بالقوة على ​السلطة​ في ​أفغانستان​"، مشيرا إلى أن الاخيرة "ستصبح دولة مارقة في حال تحقق هذا السيناريو". في الموازاة، تطارد الحركة كل من تعاون مع الاميركيين خلال وجودهم في افغانستان. 

وقد قالت نائبة المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جالينا بورتر، امس إن الولايات المتحدة تدين استهداف طالبان للمتعاونين الأفغان والمترجمين السابقين، وتدمير البنية التحتية لأفغانستان. وأضافت بورتر، في الإفادة اليومية لوزارة الخارجية "ما زلنا ندعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف الجارية، التي تحركها حركة طالبان إلى حد كبير. وندعو طالبان إلى الانخراط في مفاوضات جادة لتحديد عمل خريطة طريق سياسية في المستقبل".

وبينما  من المقرر ان يكون الانسحاب اكتمل في نهاية آب المقبل، تؤكد واشنطن انها ستبقى حاضرة كداعم للشرعية والسلطات الافغانية. هذا ما ابلغه الرئيس الأميركي جو بايدن لنظيره الافغاني اشرف غني امس. فقد أكد أن بلاده ستواصل دعم الحكومة الأفغانية، فيما اتفق الرئيسان على أن هجوم "طالبان" الحالي يتناقض مع تعهداتها. وجاء في بيان للبيت الأبيض في أعقاب الاتصال الهاتفي بين الرئيسين، أن "الرئيس بايدن جدد التأكيد على استمرار الدعم الأمريكي، بما في ذلك التنمية والمساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني، بمن فيه النساء والبنات والأقليات". وتابع البيان: "الرئيسان بايدن وغني اتفقا على أن هجوم "طالبان" الحالي يتناقض بشكل مباشر مع إعلان الحركة عن دعمها للحل التفاوضي للنزاع".

وأكد بايدن التزام الولايات المتحدة بدعم القوات الأمنية الأفغانية "لحماية نفسها"، حيث طلبت الإدارة من الكونغرس 3.3 مليار دولار لتمويل مساعدة القوات الأفغانية، منها مليار دولار لضمان القدرات العملياتية للقوات الجوية الأفغانية، بما في ذلك 3 مروحيات "بلاك هوك" التي تم تسليمها لكابل في 16 تموز. وتتضمن المساعدات المذكورة مليار دولار لتمويل شراء قطع الغيار وتجهيز القوات الأفغانية بالعتاد والوقود، و700 مليون دولار لدفع رواتب العسكريين.

امام هذه المعطيات، تشير المصادر الى ان تعويل البيت الابيض هو على انخراط طالبان بجدية في مفاوضات للتسوية السياسية وفي التزامها ما تم التوصل اليه من اتفاقات حتى الساعة في هذا الخصوص. كما انه سيتواصل مع شركائه الدوليين من روسيا الى تركيا وعمان والدول الخليجية للتعاون في ارغام الحركة على التجاوب مع الحل السياسي ووقف التصعيد الميداني المستجد.. اما اذا اخفق رهان الاميركيين، فإن طالبان ستعود لتتوسع وتتمدد ليس فقط في افغانستان بل في العالم، لتشكّل خلال عامين لا اكثر، تهديدا جديا للامن الاميركي، يشبه ذلك الذي كان يمثّله اسامة بن لادن.. من هنا، تضيف المصادر، فإن هذا الملف سيتابعه الاميركيون من كثب، لا عسكريا بعد آب، بل سياسيا ودبلوماسيا، لتفادي ١١ ايلول جديد...

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o