Jul 23, 2021 2:20 PM
خاص

مقاطعة الصدر للانتخابات العراقية... هل تنسحب التجربة على لبنان؟

المركزية – في خطوة لافتة ومفاجئة سيكون لها أثر كبير على تغيير المعادلات والحسابات الانتخابية في العراق، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الاسبوع الماضي، عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في البلاد في 10 تشرين الأول المقبل، "حفاظا على ما تبقى من الوطن الذي أحرقه الفاسدون وما زالوا يحرقونه. فالوطن أهم وأغلى من كل ذلك"، مشدداً على أنه قرر رفع يده عن كل المشتركين والمنتمين للحكومة الحالية والمقبلة، وأن الكل تحت طائلة الحساب"، معتبرا أن "ما يجري في العراق مخطط شيطاني دولي لإذلال الشعب وتركيعه بسبب الخوف من هؤلاء الذين يسعون للإصلاح واجتثاث الفساد". فهل هي مناورة أم قرار حاسم؟ 

رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، العميد الركن الدكتور هشام جابر أكد لـ"المركزية" ان مقتدى الصدر، "رغم أنني لا اؤيد طروحاته بالمطلق، محق الى حد كبير بعدم المشاركة في الانتخابات العراقية لأنها اذا كانت ستجرى بالطريقة نفسها التي تجرى فيها الانتخابات اللبنانية، فهي بدون شك ستأتي دائما بمجلس يضم القوى السياسية نفسها. لهذا طالب مقتدى الصدر مراراً وتكراراً بأن يصار الى وضع قانون انتخابي جديد يختلف عما سبق، وان تجرى الانتخابات باشراف دولي محايد والا فلن يشارك". 

واعتبر جابر ان عدم خوض الصدر الانتخابات، بما يمثل من قوة في العراق، شيعية خصوصا، وله مؤيدون كثر، ما يعني أننا لسنا بين سنّة وشيعة بل ضمن القوى الشيعية، فلن تكتمل العملية الديمقراطية في الانتخابات المقبلة"، لافتا الى ان من الممكن ان يقوم الصدر بتغيير موقفه في حال تمّ تحقيق ما طالب ويطالب به جميع العراقيين".  

لكن من يقف ضد هذا التغيير؟ أجاب جابر: "كل القوى السياسية التي تحكم العراق اليوم والتي وصلت الى المجلس النيابي، باعتراف جميع العراقيين، غير سليمة. اذاً نحن نتكلم عن ديمقراطية في العراق. الديمقراطية تبدأ بانتخابات تجرى أولاً وفق قانون انتخابي معقول ومنطقي يحقق التمثيل الصحيح، وثانياً بإجراء انتخابات نزيهة دون تزوير وضغط وإكراه وتدخل سافر وهذا لن يحصل الا اذا تمت الانتخابات باشراف دولي. تماما كما نطالب في لبنان". 

كلا البلدين يتحضر للانتخابات النيابية ويطمح الى قانون انتخابي نزيه وعادل، وبما ان العراق سيسبق لبنان في إجراء الانتخابات، فهل تصح نظرية الرئيس كميل شمعون "خلي عينك على العراق" في هذه الحالة لمعرفة ما سيحصل في الانتخابات اللبنانية المقبلة؟ قال جابر: "في ما مضى كنا نتحدث عن "الترياق من العراق"، اي الدواء والعلاج. لكن يبدو ان الترياق لم يعد يأتينا من العراق، حتى النفط الذي وعدونا به لم يأتِ بعد، مع الاسف. لكن لا شك ان الرئيس شمعون على حق ولكن ليس مع العراق فقط. لبنان يتأثر بمحيطه، ويشبه المثل الذي يقول "بتحبل عند غيرنا وبتخلف عنا"، بسبب تركيبه الديموغرافي وموقعه الجغرافي. فكلما اختلفت الدول بين بعضها البعض انعكس صراعها في لبنان خاصة الدول العربية"، مشيراً الى ان "مشكلة لبنان ان هذا الوضع الجغرافي والديمغرافي بدل أن يكون نعمة أصبح نقمة، الا في حال تم طرح شيء آخر، شبيه بما سار به فؤاد شهاب، اي الحياد الايجابي ومراعاة التاريخ والجغرافيا. فخلال تسع سنوات من الـ1958 الى 1969، استطاع شهاب ان يحقق استقرارا في لبنان رغم الاحداث التي جرت في المنطقة. لكن هل هناك من فؤاد شهاب آخر في لبنان. اشك في ذلك؟". 

"منذ الاستقلال حتى اليوم ولبنان يعاني من صراعات المنطقة في حين ان المطلوب من الزعماء اللبنانيين ان يجلسوا معاً ويتخذوا القرار بأن يكون لبنان على الحياد بين الدول، باستثناء اسرائيل، وان يقف موقف الحياد الايجابي وليس السلبي. ولكن هل يستطيع اليوم؟ كلا لأن كل القوى السياسية تأتي الى السلطة بدعم من قوى خارجية"، ختم جابر. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o