Jul 23, 2021 6:12 AM
صحف

التسمية تنتظر موافقة ثلاثية.. وميقاتي ينتظر إجابات على "استفسارات جوهرية"

أشارت "النهار" الالكترونية، الى ان لا يمكن الحزم موضوعياً وبدقّة بأنّ تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل ‏الحكومة الجديدة، كما يذهب بعض التقديرات المغالية في الاستعجال، بات ‏قاب قوسين وأدنى من الحسم. ولكن ما يمكن استخلاصه على ما تجمع من ‏معطيات دقيقة بتمثّل في أنّ الساعات الـ 72 الفاصلة عن موعد ‏الاستشارات النيابية الملزمة يوم الإثنين المقبل ستكون كفيلة مبدئياً بحلول ‏مساء الأحد بتوضيح صورة الاتجاهات مع ترجيح واضح لكفة اسم ‏ميقاتي. كل هذا لا يزال في الإطار المبدئي لأنّ مواقف الكتل النيابية ‏والقوى السياسية بدت محاذرة جداً استعجال تحديد ترشيحاتها حتى ‏البارحة ولو أنّ المشاورات داخل كل كتلة أو بين العديد من القوى ‏السياسية جارية بزخم وراء الكواليس استعداداً لاتخاذ المواقف النهائية بين ‏اليوم وصباح الإثنين ما لم يطرأ أيّ عامل مفاجئ محتمل من شأنه أن ‏يؤدّي إلى إرجاء الاستشارات.‏
‏ ‏
وبعيداً ممّا يُنقل من هنا وهناك وعن ضجيج التقديرات المتضاربة أو ‏الترويج أو التسويق أو الحرق أيضاً، بدا من خلال الاتجاهات التي برزت ‏في الساعات الأخيرة أنّ اسم الرئيس ميقاتي بات الأكثر ترجيحاً للتكليف ‏ولو أنّ طرح اسمه يقترن بسلسلة شروط تختصر بعدم القبول إطلاقا ‏بالنزول تحت السقف الذي أرساه الرئيس سعد الحريري قبل اعتذاره ‏وبعده ولم يحد عنه بل واختصره الحريري نفسه بقوله إنه اعتذر لأنه ‏رفض التوقيع على حكومة ميشال عون. هذا السقف الذي يفترض أولاً ‏بأن يقترن ترشيح ميقاتي بموافقة وتزكية الحريري وكتلة المستقبل زاد ‏عليه ميقاتي على ما يبدو شروطه الخاصة أيضاً التي تفترض عدم دسّ ‏العراقيل في طريقه من خلال التزام مهلة سريعة ما بين التكليف والتأليف ‏لئلا تعود ممارسات التعطيل وتدفع به إلى حيث انتهى الحريري ‏بالاعتذار. في أيّ حال انتظار الساعات المقبلة وحده سيكفل توضيح ‏المسار المبدئي الذي ستسلكه الاستشارات التي ستغدو مؤمنة الانعقاد يوم ‏الإثنين إذا رجحت كفة تكليف ميقاتي وعرضة للإرجاء في حال عدم ‏مضي الأمور لمصلحة ميقاتي أو سواه بما يخلط الأوراق مجدداً ويجعل ‏الأزمة مفتوحة على تطورات مجهولة.

من جهتها، رأت "الانباء الالكترونية"  ان مشاورات ربع الساعة الأخير تتكثّف بين رؤساء الكتل للاتفاق على الإسم من بين مجموعة أسماء مطروحة في التداول، ويتصدرها الرئيس نجيب ميقاتي إلى جانب السفير نواف سلام، والنائب فيصل كرامي، وآخرون. غير أن الجميع يترقب موقف الرئيس سعد الحريري الذي أشارت أوساطه إلى أنّه ما زال على موقفه الرافض تسمية أحد، أو دعم أحد لهذا الموقع من الناحية المبدئية، ولا رجوع عن موقفه قبل اجتماع كتلة المستقبل المرجّح مساء الأحد أو الإثنين صباحاً.

ولفتت المصادر عبر "الأنباء" الإلكترونية إلى المطبات التي يفتعلها العهد بوجه أي رئيسٍ مكلّف ينتمي إلى نادي رؤساء الحكومات السابقين، بما فيهم الرئيس ميقاتي. واتهمت المصادر الرئيس عون بالإنقلاب على الطائف، وتقليص صلاحيات رئيس الحكومة التي منحه إياها الدستور، كما دعت الشخص الذي سيتم اختياره لتشكيل الحكومة إلى التنبّه قبل الوقوع في فخ الخلاف على الصلاحيات.

وأشار عضو كتلة التنمية والتحرير، النائب قاسم هاشم، لـ "الأنباء" الإلكترونية إلى "استمرار المشاورات التي تسبق الاستشارات للاتفاق على الاسم، كاشفاً عن تقدّم اسم الرئيس ميقاتي على غيره من الأسماء المتداولة، لكن أمر التفاهم عليه لم يحسم بعد، لافتاً إلى تقدّم اسم السفير نواف سلام أيضاً الذي يحظى بقبول أكثر من المرة الماضية"، لافتاً الى "انّ أي شخصٍ سيكلّف يجب أن يحظى برضى مثلث محلي- إقليمي- دولي، وعدا ذلك سيكون مغامرة جديدة شبيهة بمغامرة حسان دياب، ولذلك تتكثف المشاورات للاتفاق على اسم يحوز رضى محلي وسني، وتوافقٍ إقليمي – دولي".

من جهة أخرى، اعتبرت "الشرق الاوسط" ان المساعي الرامية لإقناع الرئيس السابق للحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ‏بالقبول بتكليفه تأليف الحكومة الجديدة، ما تزال في إطار "حلاوة اللسان"، كما يقول ‏مصدر مطلع على موقف ميقاتي الذي ينتظر إجابات على "تساؤلات جوهرية" ‏قبل المضي في مسار التكليف تجنباً لتكرار تجربة الرئيس سعد الحريري الذي ‏اعتذر عن إكمال مهمته، إثر تعذر "التفاهم" مع رئيس الجمهورية العماد ميشال ‏عون بعد أشهر طويلة من تكليفه‎.

ويقول المصدر لـ"الشرق الأوسط" إن ميقاتي يتعاطى بإيجابية مع محاولات ‏إقناعه، منطلقاً من "رهانه الدائم على الإيجابية"، لكن هذا لا يعني أنه لا يقدر ‏دقة الموقف ولا يعرف صعوبة المهمة، التي فشل فيها الحريري بسبب الظروف ‏المعروفة. وسأل المصدر عما إذا كان "ما حُجب عن الحريري سيعطى لميقاتي ‏المعروف موقفه بالتمسك بذات الثوابت الدستورية التي رفض الحريري أن ‏يتخلى عنها في عملية التأليف‎".
وأوضح المصدر أن ميقاتي كان قد رفض أي محاولة لعون لتجاوز صلاحيات ‏رئاسة الحكومة، وموقفه لم يتغير بعد، فهل تغير موقف الآخرين؟‎

وأكد أن ميقاتي يريد أن يكون مشروع حل، لا مشروع تأزيم، وبالتالي لن يقبل ‏بأن يقدم على أي خطوة، قبل الحصول على إجابات لاستفسارات جوهرية ‏طرحها، وينتظر إجابات حولها، كما أنه لن يتجاوز الموقف الإجماعي لزملائه ‏في نادي رؤساء الحكومات السابقين‎.‎

من جهة أخرى، تتداول معلومات في بيروت، بحسب "الانباء" الكويتية"، عن ان ميقاتي الموجود خارج لبنان الآن، سيلتقي الرئيس سعد الحريري في باريس. وقد تعززت فرضية ترشيحه بانسحاب منافسه الطرابلسي فيصل كرامي الذي يراهن على رئاسة الحكومة ما بعد الانتخابات النيابية المقبلة.

مصادر متابعة، كشفت عن اتصالات ومشاورات، أجراها حزب الله، استهدفت اقناع ميقاتي بالترشح لتشكيل الحكومة، وأشارت الى ان حزب الله لا يعارض بتكليف ميقاتي، لكنه يرى ان على الرئيس المكلف مراعاة المعاون الرئاسي النائب جبران باسيل، بالوقوف على رأيه في موضوع تشكيل الحكومة، لا تجاهله وإدارة الظهر له، كما فعل الحريري.

مصادر رئيس مجلس النواب نبيه بري قالت: انه على تواصل مع حزب الله، وان الحزب ليس في وارد توفير الغطاء السياسي لحكومة من لون واحد، كحكومة حسان دياب المستقيلة، والمغيبة، لمصلحة «حكومة الظل» الممثلة بالمجلس الأعلى للدفاع الذي يرأسه الرئيس عون، والذي صادر من خلال هذا المجلس صلاحيات مجلس الوزراء مجتمعا، وخالف الدستور بإصدار قرارات، بينما دور المجلس اصدار توصيات للحكومة، لا قرارات، التي هي من شأن الحكومة وحدها.

المصادر قالت ان حزب الله يستعجل تشكيل الحكومة كي يثبت أن المماطلة والتسويف، بعيدين عن مفاوضات ڤيينا، النووية، في حين يلح الرئيس عون على التكليف قبل 4 أغسطس، ليشارك الرئيس المكلف بمؤتمر باريس لدعم لبنان في ذلك اليوم بالذات.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o