Jul 19, 2021 4:05 PM
خاص

الكاظمي إلى واشنطن... كي لا يستمر العراق ساحة صراع

المركزية – يزور رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي واشنطن، في 26 تموز الجاري، حيث يلتقي الرئيس الاميركي جو بايدن لـ"تأكيد الشراكة الاستراتيجية" بين البلدين والبحث في سبل التعاون والتنسيق". وتأتي الزيارة وسط أوضاع في غاية التوتر في العراق، الواقع وسط أزمة بين حليفه الأميركي وجارته إيران، اللتين تخوضان مواجهة بالوكالة على أراضيه، ووسط معلومات تفيد بأن القوات الاميركية باقية في العراق للمساعدة في القضاء على داعش رغم استهداف مواقعها من قبل أذرع ايران كنوع من توجيه رسائل ساخنة في ظل المفاوضات النووية المتعثرة في فيينا. 

رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الركن الدكتور هشام جابر أكد لـ"المركزية" ان "الوضع في العراق يشبه الى حد بعيد ما يعاني منه لبنان ان من ناحية الفساد والثروات المهدورة والشعب الذي يجوع، او من ناحية الانقسام الحاد بين المعسكرين الكبيرين اي ايران والولايات المتحدة"، لافتاً الى ان "ايران لا شك انها موجودة في العراق بشكل قوي جدا من خلال النفوذ والحشد الشعبي والقوى الموالية لها سواء في البرلمان العراقي او في الحكومة. والولايات المتحدة في الوقت نفسه. صحيح أنها انسحبت عسكريا، لكن لا احد ينكر نفوذها في العراق. لهذا نجد ان رئيس الحكومة العراقية، الذي اتُفق عليه، يسير بين الالغام، فهو من جهة لا يستطيع ان يقوم بأي إجراء يغضب ايران لأن هذا الامر يزيد الامور تعقيداً. وقد ظهر ذلك من الضربات الاميركية الاخيرة، التي استهدفت الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية، ما أحرج رئيس الحكومة العراقية واضطره الى استنكار هذا القصف واعتبار الضحايا الذين سقطوا جراءه شهداء". 

أضاف جابر: "اليوم كان من الطبيعي ان يقوم الكاظمي بزيارة الى الولايات المتحدة كي يبحث مع الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن الوضع في العراق وكيفية تخفيف التوتر بين ايران والولايات المتحدة كي لا يستمر العراق ساحة صراع ايرانية - اميركية، وتقليل الخسائر عسكريا واقتصاديا وسياسيا... هذا امر طبيعي، خاصة وان الكاظمي يسير بين النقاط وعلى خيط رفيع، فإذا مال قليلا باتجاه ايران تغضب الولايات المتحدة والعكس صحيح. ماذا سيفعل الكاظمي؟ الوضع صعب جداً".  

وتابع: "هو يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه على الساحة العراقية وإبعاد الصراع الى حد ما، لا السياسي الموجود اصلا على الساحة العراقية، بل العسكري. فهو يحاول ان يقنع ايران والحشد الشعبي بعدم توتير الساحة العراقية واطلاق طائرات مسيرة وقذائف وصورايخ على القواعد الاميركية والقوافل. صحيح ان الخرق ما زال تحت السقف ومدروساً الى حد ما، بحيث لا يوقع ضحايا اميركيين، انما الرد الاميركي كان سريعاً وقاسياً، لذلك حاول الكاظمي مع القوى وأجرى اتصالاته مع ايران، ويحاول اليوم مع الولايات المتحدة تخفيف هذا التوتر العسكري على الساحة العراقية". 

يُذكر ان الكاظمي التقى، قبيل زيارته واشنطن، الخميس الماضي، مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك، بعد اجتماعه بمسؤولي أجهزة المخابرات العراقية والإيرانية، وجرى البحث بينهما عن "الانسحاب المستقبلي للقوات المقاتلة من العراق"، و"المرحلة الجديدة من التعاون الاستراتيجي بين البلدين". ويجري العراق محادثات مع الولايات المتحدة؛ لوضع جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي التي انتشرت لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014. ولا يزال نحو 3500 جندي أجنبي على الأراضي العراقية، من بينهم 2500 أمريكي، لكن تنفيذ انسحابهم قد يستغرق سنوات. 

وفي الوقت نفسه، أجرى وزير المخابرات الإيراني محمود علوي زيارة إلى العراق، التقى خلالها رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي عبد الغني الأسدي في بغداد. وأكد المسؤول الإيراني دعم بلاده لـ"الأمن والاستقرار في العراق". وينخرط الخصمان الأميركي والإيراني في مفاوضات صعبة للغاية لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، فيما التوترات بينهما تتصاعد في العراق وسوريا. فهل ينجح الكاظمي في منع تحويل العراق ساحة لتصفية الحسابات بين ايران والولايات المتحدة؟ 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o