Jul 16, 2021 4:23 PM
خاص

روسيا تعود إلى لبنان من باب"الأصدقاء"..والأجندات تتحكم

المركزية – لغطٌ كبير أثير حول تأجيل زيارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إلى روسيا التي كانت مقررة في 8 حزيران الماضي. يومها اكتفت السفارة الروسية بنشر بيان عبر صفحتها الخاصة على "تويتر" أوضحت فيه إنه "بعد القيام بالترتيبات لزيارة جنبلاط إلى موسكو للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونائبه ميخائيل بوغدانوف، وبسبب ظرف استثنائي طرأ، فقد تم الاتفاق مع جنبلاط على تأجيل الزيارة التي كانت مقررة  إلى موعد لاحق يتم الاتفاق عليه". وكانت معلومات ذكرت أن أسباب التأجيل تعود إلى انشغال الجانب الروسي بالقمة التي جمعت الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين.

الكلام الروسي عن حصول لقاءات جديدة تُرجم والمواعيد ستحدد تباعا. فبعد استئناف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، ونائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف نشاطه بعد وعكة صحية، تعود موسكو الى استقبال شخصيات لبنانية سبق ووجهت اليها الدعوة ومنها وليد جنبلاط وسليمان وفرنجيه وغيرهما. ومن المقرر بحسب معلومات "المركزية" أن يتوجه فرنجية قريبا إلى موسكو ويليه جنبلاط. فهل عادت روسيا إلى لبنان من بوابة الإنفتاح على الشرق أم انطلاقا من دورها الفاعل في الداخل السوري؟

مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية للشؤون الروسية، النائب السابق أمل أبو زيد أوضح عبر "المركزية" أن الصفة المعطاة للدور الروسي في لبنان محددة بالحراك وهو يندرج في إطار الحرص الروسي على ضمان الإستقرار السياسي والأمني في لبنان انطلاقا من التنوع الفسيفسائي في المجتمع والذي تعتبره أساسيا ومتمايزا عن بقية مجتمعات الدول المحيطة على رغم كل المشاكل السابقة واللاحقة. والهاجس الثاني الذي تحرص روسيا عليه في لبنان خصوصية موقعه الإستراتيجي وثرواته النفطية التي تصب في سياستها الاستراتيجية للطاقة".

شرقا أم غربا؟ يؤكد أبو زيد: "روسيا تدرك جيداً وبشكل واضح مدى ارتباط لبنان بالغرب ثقافيا وسياسيا وإقتصاديا ولا تأمل أن يتحول مساره شرقا بالكامل أو أن يكون في المعسكر الروسي في المطلق. جل ما تتمناه أن يكون هناك توازن بين الشرق والغرب، وهناك دول عديدة تتعامل معها روسيا ولديها صلات مع الغرب وتحديدا الولايات المتحدة من دون أن تكون هناك إشكالات أو اعتراض".

الدعوة التي وجهت إلى كل من جنبلاط وفرنجية يضعها أبو زيد أولا في إطار علاقات الصداقة التي تربط روسيا بمعظم السياسيين والأحزاب اللبنانية، "والعلاقة مع وليد جنبلاط وسليمان فرنجية قديمة جدا كذلك مع الرئيس سعد الحريري وجبران باسيل. لكن علينا أن ندرك أن روسيا تحرص على لعب هذا الدور مع اللبنانيين لفهم طبيعة الصراع الدائر بين الأفرقاء السياسيين والمساعدة على إيجاد مخرج من النفق المظلم ووضع حل للمشاكل. أضف إلى ذلك أن روسيا تعتبر لاعبا أساسيا في المنطقة وبحكم وجودها في سوريا وعلاقاتها المميزة مع إيران إضافة إلى علاقتها الصدامية أحيانا والجيدة أحيانا أخرى مع الولايات المتحدة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى دورها المباشر وغير المباشر بالتسويات المقررة في سوريا وإيران وحتى في العلاقة بين إيران وأميركا. من هنا يمكن فهم دورها على الساحة اللبنانية واهتمامها بالوضع الداخلي إنطلاقا من الإرتدادات التي يمكن أن تنعكس على لبنان سلبا أو إيجابا.  

ويشيرأبو زيد الى أن "ما يميز روسيا عن سواها أنها لا تتدخل مباشرة في الشؤون الداخلية، إنما تكتفي بإسداء النصيحة وهي على مسافة واحدة من كل الأفرقاء والأحزاب باستثناء الصداقات التي تربطها ببعض الشخصيات اللبنانية". وبالنسبة إلى زيارة فرنجية اعتبر أبو زيد أن "من المبكر جدا التكلم عن معركة رئاسة الجمهورية علما أن اسم فرنجية مطروح إلا إذا كانت هذه المسألة من وجهة نظره فهذا شأن آخر لكن بعد بكير". وعلى رغم التباعد الذي حصل بين المختارة وروسيا مع دخول قواتها إلى سوريا إلا أن جذور علاقات الصداقة التي تربط بينهما تعلو على كل الخلافات.

وفي ما يتعلق بالنائب باسيل أوضح "أن الأخير لاعب أساسي ومن الطبيعي أن تكون له علاقة مع روسيا وقبل شهرين كنا في زيارة إلى روسيا انطلاقا من مبدأ ضرورة التواصل".

ويختم أبو زيد حول مستقبل الحراك الروسي في الداخل اللبناني: "الأمر لا يتوقف عليها فقط انطلاقا من قاعدة خلق توازن دولي إنما أيضا على اللبنانيين، وخصوصا أن البعض لا يملك حرية القرار والتصرف في المصلحة الوطنية والأجندات تتحكم...".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o