Jul 15, 2021 3:54 PM
خاص

ترامب أهدى الجولان لاسرائيل...فهل يردها بايدن لسوريا؟

المركزية – في آذار من العام 2019، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب رسميا اعتراف بلاده بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، خلال مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض. ووقع ترامب على قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، أمام نتنياهو، وأهداه القلم الذي وقع به وقال له إنه فعل ذلك من أجل الإسرائيليين. بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه جلب معه صندوقا من قوارير النبيذ الذي صُنع في مرتفعات الجولان كهدية. 

لكن مع تغيّر الحكم في كل من الولايات المتحدة واسرائيل، قد يعاد خلط الأوراق من جديد. فقد ذكر موقع "واشنطن فري بيكون" الأميركي منذ اسبوعين، أن إدارة بايدن تتجه للتراجع عن قرار ترامب القاضي بالاعتراف بـ"سيادة إسرائيل" على الجولان. ونقل الموقع عن مسؤول في الخارجية الأميركية أن "هذه الأرض ليست تابعة لأحد، والسيطرة عليها قد تتغير نظراً للديناميكيات المتغيرة في المنطقة". كما يكثر الحديث، عن أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستعطي حظوظ التهدئة الإقليمية فرصة أكبر. 

أخيراً، تشهد منطقة الجولان التابعة لمحافظة القنيطرة السورية التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967، حالة من التوتر الامني والاضطرابات، من دون ان يتم الكشف عن ابعادها؟ فما حقيقة ما يحصل؟ وما هي ابعاد تجميد حكومة اسرائيل الجديدة عملياتها في سوريا ضد مواقع ايران وحزب الله والاذرع الايرانية؟ 

العميد الركن المتقاعد أمين حطيط أكد لـ"المركزية" "ان الجولان ارض سورية محتلة ضمتها إسرائيل بقرار واعترف ترامب بالضمّ وتراجع بايدن عن الاعتراف الأميركي السابق، وبالتالي هي هضبة قيد النزاع بين سوريا واسرائيل. وقد تبين ان القرارات الدولية التي مضى عليها حتى الآن نحو 43 عاما لم تغيّر أي  شيء في التحرير"، مشيراً الى "سكان الهضبة الذين بقوا في القرى الخمس يرفضون هذا الاحتلال، وقد تشهد الأشهر المقبلة تحركاً ميدانياً لمواجهة الاحتلال في الجولان وسيتم تنظيم مقاومة وطنية سورية عبر الحدود للضغط على العدو لإخلاء الهضبة". 

وتتمسّك إسرائيل بالهضبة، برأي حطيط، لأنها تؤمن مصالحها ولخصائصها المميزة، وأهمها: أولاً، الخاصية الاستراتيجية. فهي مرتفع يحمي سهلَي طبريا والحولة وتحمي فلسطين من الشمال ولها مميزات جغرافية واستراتيجية مهمة. ثانياً، هي خزان مياه كبير. فالجولان قائمة على بحيرة مائية ومهمة جدا بالنسبة للثروة المائية وعندما نتحدث عن حروب المياه في الشرق الاوسط فإن الحرب دائما على الجولان ومياهها تحتل موقعاً مهماً ضمن عناوين الحرب. ثالثاً تشكّل مساحة ارضية، توسّع الكيان من جهة وتمتد عميقاً في الداخل السوري لأنها تبعد 45 كلم عن دمشق ويمكن لإسرائيل ان تطال دمشق بالمدفعية وبالتالي المسألة العسكرية والامنية والاقتصادية والمائية والاستراتيجية كلها مزايا خاصة تستفيد منها اسرائيل". 

وعن تجميد الحكومة الاسرائيلية الجديدة عملياتها في سوريا، أجاب: "من المبكر ان يُحكم على تصرفات الحكومة الاسرائيلية خاصة وانها ما زالت تنظم نفسها وتنظم مرحلة ما بعد نتنياهو. لكن في الاستراتيجية العامة، اسرائيل مهما اختلفت حكوماتها، فإن سياستها واستراتيجيتها الأمنية والعسكرية تبقى هي نفسها. انما يبدو ان هذه الحكومة حريصة اكثر على ان تكون تصرفاتها على ايقاع السياسة الاميركية اكثر مما كان عليه نتنياهو. لذلك يجب ان ننتظر بلورة السياسة الاميركية في سوريا لأنها لم توضع بعد وما زالت مستمرة بسياسة ترامب، لنرى كيف سيكون أداء اسرائيل". 

هل نحن متجهون إلى التهدئة ام الى الانفجار، قال حطيط: "لا يمكننا ان نحكم منذ الآن، لكن ما أستبعده هو الحرب الشاملة، تبقى هناك وضعيات ثلاث محتملة غير الحرب الشاملة: التصعيد العالي التوتر، والتصعيد المنخفض او المتوسط التوتر والتهدئة. اي منها ستختار اسرائيل؟ سنرى في ضوء السياسة الاميركية تجاه سوريا". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o