Jul 06, 2021 4:46 PM
تحليل سياسي

من نصرالله الى دياب تنصل من المسؤولية..."الحق عالطليان"
رئيس الحكومة المستقيلة "يهدد":صدى الارتطام سيتردد خارج لبنان
البرلمان يدرس طلب "رفع الحصانات" الجمعة..والصيدليات:غدا مهلة اخيرة

المركزية- يحار المرء ايضحك ام يبكي حين يسمع خطابات الرؤساء والمسؤولين السياسيين التي انهمرت على رؤوس اللبنانيين في الساعات الاخيرة تحت عنوان " ما خصني"، فيما بلغت الشماتة بلبنان حد تبرّع اسرائيل بمساعدته.

مع امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، الحق كل الحق "عالطليان"، عذرا "عالاميركان". هم وسفارتهم في بيروت حرفوا لبنان الى المحاور الاقليمية المتنازعة. هم شتموا ولعنوا العرب والخليجيين باب رزق اللبنانيين الاوسع على مختلف المستويات، ووزعوا خلاياهم "الامنية" في دولهم ليفجروا هنا ويتدخلوا في الحرب هناك. هم ضربوا عرض الحائط قرار الدولة اللبنانية بالحرب والسلم وارسلوا "مقاومتهم الاسلامية" الى سوريا والعراق والبحرين لنصرة انظمة محور الممانعة. هم "هشلوا" السياح واحتلوا بمخيماتهم وسط بيروت فحولوها من جنة الى مدينة اشباح. هم علقوا رئاسة الجمهورية لعامين ونصف العام كرمى لعيون مرشحهم. هم غضوا الطرف عن فساد حلفائهم وحتى من يناصبونهم العداء في السياسة لعدم اثارة ملف سلاحهم الذي انتفى دوره جنوبا منذ زمن. والاكيد المؤكد ان مئات الصفحات لا تكفي لعرض ما فعله الاميركيون بلبنان، ولسنا هنا في معرض الدفاع عنهم لكنها كلمة حق تقال.

اما رئيس حكومة تصريف الاعمال فحدث ولا حرج.. أطل الرئيس حسان دياب كالعادة مجددا اليوم على الشعب وممثلي دول العالم الذين جمعهم في السراي، "ليئن ويعن" ويشكو ويتوسل العون من دون ان يفوته طبعا التذكير بلائحة انجازاته الطويلة، فلولاها كانت البلاد في خبر كان. كأي مواطن يقبع تحت خط الفقر والجوع والذل ولدياب اليد الطولى في ايصال البلاد الى ما وصلت اليه بتمنعه عن دعوة مجلس الوزراء للإلتئام تهربا من مسؤولية لم يفكر بها على الارجح حينما اغراه منصب رئاسة الحكومة الذي قدمه له فريق الممانعة تحت ستار "الاستقلالية"، نطق دياب بما لم يعد يقبله طفل صغير طالبا منهم انقاذ لبنان والكف عن حصاره لان الشعب يدفع ثمن هذا الحصار، مهددا اياهم ضمنيا، بأن الانفجار الاجتماعي الوشيك، لن يسلم منه العالم، خاصة وان في لبنان نازحين سوريين ولاجئين فلسطينيين.

غريو ترد بقوّة: هذا الموقف استدعى ردا سريعا وعالي السقف من السفيرة الفرنسية آن غريو قالت فيه ان هذا الاجتماع يأتي متأخرا، وان الازمة اللبنانية هي نتاج سوء ادارة استمرت عقودا وليست نتاج حصار خارجي، مذكرة بالدعم الذي تقدمه باريس وشركاؤها للبنان منذ شهور من دون تنتظر دعوة دياب اياهم، لانقاذ لبنان.

أَنقذونا والا!: وكان دياب قال في كلمته: لبنان يعبر نفقاً مظلماً جداً، وبلغت المعاناة حدود المأساة، فالأزمات الحادة التي يعيشها اللبنانيون، على مختلف المستويات الحياتية والمعيشية والاجتماعية والصحية والخدماتية، تدفع الوضع في لبنان نحو الكارثة الكبرى التي تتجاوز تداعياتها أي قدرة على الاحتواء، وبالتالي نصبح أمام واقع لبناني مخيف. الصورة أصبحت واضحة: لبنان واللبنانيون على شفير الكارثة". وتابع: "لكن، أؤكد لكم أن الخطر الذي يهدد اللبنانيين لن يقتصر عليهم. عندما يحصل الارتطام الكبير، سيتردد صدى تداعياته خارج جغرافيا لبنان إلى المدى القريب والبعيد، في البر والبحر. لن يستطيع أحد عزل نفسه عن خطر انهيار لبنان. إن الاستقرار في لبنان هو نقطة ارتكاز الاستقرار في المنطقة. ومع وجود نحو مليون ونصف المليون نازح سوري ومئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، سيكون من الصعب التكهّن بنتائج انهيار الاستقرار في لبنان. إن هذه الوقائع تدفعنا للتأكيد أن العالم لا يستطيع أن يعاقب اللبنانيين أو أن يدير ظهره للبنان، لأن الاستمرار في هذه السياسة سيؤدي حتماً إلى انعكاسات خطيرة فتخرج الأمور عن السيطرة بحيث يسود التشدّد في العصبيات. طال انتظار تشكيل الحكومة، واللبنانيون صبروا وتحملوا أعباء هذا الانتظار الطويل، لكن صبرهم بدأ ينفذ مع تعاظم الأزمات والمعاناة، وأصبح ربط مساعدة لبنان بتشكيل الحكومة يشكل خطراً على حياة اللبنانيين وعلى الكيان اللبناني، لأن الضغوط التي تُمارس والحصار المطبق على لبنان لا يؤثر على الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمناً باهظاً يهدد حياته ومستقبله كما يهدد لبنان كنموذج ورسالة في العالم، وما نشاهده من هجرة هو دليل على أن اللبنانيين قد بلغ اليأس منهم فقرروا مغادرة الوطن. إن الاستمرار بحصار ومعاقبة اللبنانيين، سيدفع حكماً لتغيير في التوجهات التاريخية لهذا البلد، وسيكتسب هذا التغيير مشروعية وطنية تتجاوز أي بعد سياسي، لأن لقمة العيش وحبة الدواء ومقومات الحياة لا تعرف هوية جغرافية أو سياسية، ولا تقيم وزناً للمحاور الغربية والشرقية والشمالية، الأهم بالنسبة للبنانيين أن ينكسر هذا الطوق الذي بدأ يخنقهم ويقطع الاوكسيجين عن وطنهم".

اتصالات بيت الوسط: على خط التشكيل، وقبيل وصول وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت عصرا حيث سيجول على بعبدا وعين التينة وبيت الوسط واليرزة، محاولا التوفيق بين اللبنانيين للذهاب سريعا نحو تشكيل حكومة انقاذية، في دليل جديد الى مدى الاهتمام الخارجي بلبنان وازمته، علما ان السبب الاساس خلف زيارته القصيرة خاص يتصل بتقديم واجب تعزية، لم تسجّل اي حركة علنية بعد، والمعلومات حول اجتماع ضم الرئيس نبيه بري الى الرئيس المكلف سعد الحريري بقيت متضاربة. وتتجه الانظار الى اجتماعات مفترضة للحريري بنواب كتلة المستقبل في الساعات المقبلة واخرى تجمعه برؤساء الحكومات السابقين، وبلقاء ايضا سيضمّه الى الرئيس نبيه بري، ليحدد طبيعة خطوته المقبلة. الا ان المعلومات تفيد بأن لا شيء محسوما بعد لا لناحية اعتذار الحريري ولا لناحية زيارته الى بعبدا حاملا تركيبة جديدة (مع ان هذا الخيار مرجّح) ولا لجهة موافقته على "تغطية" خلفه.

تشكيلة الى عون؟ في المواقف، إعتبر عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش أن من الضروري أن يكون تشكيل الحكومة سابقاً لأي خطوات أخرى، ورأى في حديث لصوت لبنان، أن مشهد الطوابير أمام المحطات والأزمة المعيشية كانا من المفترض أن يُسرعا في عملية التأليف. حبيش اشار الى أن فريق التيار الوطني الحرّ يُعطّل تشكيل الحكومة لكي لا "يكسر كلمته" بالرغم من كل ما يعانيه الناس، ولأنه يريد الثلث المعطل ولا يتنازل عن أي مطلب من مطالبه. وأكد أنه لا يأمل خيراً في ظل ما يجري، وقال ان الخطوة التالية ستكون تقديم الحريري تشكيلة جديدة من أربعة وعشرين وزيراً وسينتظر ردّ رئيس الجمهورية، وما إذا كان سيبقى مصراً على الثلث المعطل، وعندها قد يعتذر عن إكمال مهمته.

فتح اعتماد: وسط هذه الاجواء الضبابية، الواقع المعيشي اليومي على حاله. وفي وقت  تجمع عدد من المحتجين صباحا على اوتوستراد الرئيس اميل لحود باتجاه الصياد قرب وزارة الطاقة، احتجاجاً على التقنين الكهربائي القاسي، بقيت الطوابير امام المحروقات طويلة ولم تخل من الاشكالات بين المواطنين وبين عناصر امن الدولة ايضا وهذا ما حصل اليوم على محطة في فرن الشباك. في المقابل، حكي عن حلحلة قريبة. فقد افيد ان مصرف لبنان خرق جدار الأزمة، بفتح اعتمادات باخرتَين محمّلتين بالبنزين راسيتين في عرض البحر، وستفرَّغ حمولتهما خلال يومين "الأمر الذي يحلّ الأزمة لمدة أقصاها 25 يوماً" على حدّ ما أعلن رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض.

حاجات المستشفيات: اما استشفائيا، فقد عُقد اجتماع طارئ في مقر المديرية العامة للنفط، شارك قيه نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون، المديرة العامة للنفط اورور فغالي ونائبها زاهر سليمان، مدير منشآت الزهراني زياد الزين، مدير منشآت طرابلس هادي الحسامي. وجرى عرض حاجة المستشفيات الخاصة والحكومية إلى مادة المازوت لزوم تشغيل مولداتها في ظل ساعات التغذية المحدودة بالتيار الكهربائي. وقال هارون بعد الاجتماع: أكدت المديرية العامة للنفط أولوية قطاع الاستشفاء في خطة عمل المنشآت ضمن حصتها في السوق التي لا تتعدى الـ 35% وفي ظل ازمة كبيرة في فتح الاعتمادات، وتم التوافق على آلية مستدامة بالتواصل بين نقابة المستشفيات ومنشأتي النفط في طرابلس والزهراني عبر نقطتي اتصال لمتابعة الحاجات الأسبوعية، وقد تعهّدت بتقديم لوائح أسبوعية بجدول الكميات وشركات التوزيع المعتمدة، ولمسنا وعداً جدياً بتأمين حاجات المستشفيات بدءاً من يوم غد".

الصيدليات تحذّر: على صعيد ازمة الدواء، أعلن تجمع اصحاب الصيدليات ان "بعد سياسة التسويف ودفن الرأس بالتراب التي تنتهجها وزارة الصحة والتهرب غير المبرر من اصدار اللوائح لتصنيف الادوية بين مدعوم وغير مدعوم، تبين من بيان حاكم المصرف أن المبلغ المخصص هو 400 مليون دولار، وأن حصة دعم الأدوية لا تتجاوز 200 مليون دولار وهي مشمولة مع دعم الطحين والمستلزمات الطبية وامور أخرى، وهي اقل بكثير من المبلغ الذي صرح عنه نقيب الصيادلة في احدى رسائله الى الصيادلة، حيث تحدث عن مبلغ 50 مليون دولار شهريا للأدوية فقط أي ما يعادل 600 مليون دولار سنويا، الأمر الذي يعني رفع الدعم بشكل شبه كامل عن معظم الأدوية باستثناء بعض الادوية المستعصية والمزمنة كما أشار بيان مصرف لبنان". وتابع "وبعدما حدد نقيب الصيادلة يوم 7/7 للحصول على معلومات دقيقة عن حجم الطلب الفعلي الشهري للأدوية وإصدار لوائح الدعم من قبل الوزارة بناءً على هذه المعلومات، سيعتبر تجمع أصحاب الصيدليات هذا التاريخ المهلة الاخيرة المعطاة للوزارة قبل الاعلان عن تحرك واسع يشمل كافة الصيدليات، التي أصبحت تكاليفها التشغيلية أكبر من قدرتها على الاستمرار والصمود، بعد العجز عن تلبية الحد الادنى من متطلبات وحاجات المرضى للأدوية الضرورية، مما يشكل خطرا غير مسبوق على الأمن الصحي للمواطن".

جنبلاط يقترح: وفي السياق، غرد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عبر حسابه على "تويتر": "في انتظار تشكيل الوزارة وحل معجزة من سيعين الوزيرين والامر قد يطول، لماذا لا نعتمد في موضوع الكهرباء الحل الذي اعتمدته زحلة بعيداً عن أخطبوط وزارة الموارد. أما قطاع النفط الذي يعاني من نفس المرض فإنني ادعو الى تأميمه من قبل الدولة ومحاسبة وتغريم اصحاب الشركات اياً كانوا".

منع المس بالاحتياطي: في المقابل، تحرك تكتل "الجمهورية القوية" قانونيا على خط منع المس بالاحتياطي الالزامي، بحيث تقدم النائبان جورج عدوان وجورج عقيص باقتراح قانون معجل مكرر بتعديل المادة 76 من قانون النقد والتسليف لعدم المس بالاحتياطي الالزامي بعد تحديده مفندين الاسباب الموجبة. واكدا في الاقتراح وجوب عدم خفض نسبة الاحتياط الادنى الى ما دون الـ14 % من الالتزامات تحت تحت الطلب والالتزامات لأجل معين الا بقانون يصدر عن المجلس النيابي.

اسرائيل والمساعدة!: وفي موقف يبدو اشبه بالشماتة بحال لبنان، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس: وضع صعب في لبنان مع مواصلة "حزب الله" تعميق استثمارات إيران ومستعدّون للمساعدة لعودة لبنان للازدهار من جديد. واضاف " ناقشنا مع اليونفيل اقتراح نقل مساعدات إنسانية إلى لبنان".

رفع الحصانة: قضائيا، دعا الرئيس بري إلى جلسة مشتركة لهيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل يوم الجمعة المقبل لدرس طلب رفع الحصانة في ملف تفجير المرفأ. كما وقع مشاريع القوانين التي أقرها مجلس النواب في مقدّمها قانونا الشراء العام والبطاقة التمويلية على أن يحيل مشاريع القوانين إلى ‏السلطة التنفيذية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o