Jul 05, 2021 3:29 PM
خاص

عن عباس ابراهيم وادوار خارقة ومناصب في الافق.. هل تورط في انفجار المرفأ؟

المركزية- في انفجار مرفأ بيروت المشؤوم، ليس من سياسي او رجل امن او مجرد عامل في المرفق المنكوب خارج دائرة الشبهات مع تفاوت المسؤوليات، بين مخطط ومهمل ومنفذ ومتواطئ ومشارك عن غير قصد ومجرم. كثيرون قبعوا خلف القضبان اشهرا تراوحت بين الشهر الواحد والاحد عشر شهرا ليتبين من التحقيقات ان بعضهم بريء او على الاقل غير مذنب مباشرة في حين ان الرؤوس الكبيرة في دوائر المسؤولية بقيت خارج هذه الحلقة حتى الامس القريب، على امل ان ان يتمكن المحقق العدلي في الجريمة القاضي طارق البيطار من بلوغ الرأس المدبّر ومحاسبة كل مسؤول عن جريمة العصر، علّه يشفي غليل من يترقبون اعلان الحقيقة، لا تحقيق العدالة، لان عدالة الارض مهما بلغت لا يمكن ان توازي حجم المصيبة التي المّت بآلاف العائلات فيما تبقى عدالة السماء افضل حكم في حق منظومة الاجرام هذه.      

المحقق العدلي اطلق مسار الملاحقات القانونية وطلب الاذن من الجهات المعنية لملاحقة سياسيين وامنيين من اعلى الهرم الى اسفله، منهم من وردت اسماؤهم سابقا وبعضهم استجد، فيما شكل أخرون مفاجأة، من دون التشكيك بالقضاء، ابرزهم مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم ليس لكونه منزهاً بل لأن سيرته ومسيرته المهنية وانجازاته على المستوى الوطني تقطع الشك بإمكان تورطه في عمل مماثل.

فرجل المهام الصعبة كما يحلو للبعض ان يطلق عليه له في التاريخ اللبناني الحديث ما لم يسجله غيره من رجال الامن والدولة، وقد حاز على ثقة عارمة من السياسيين والامنيين وعلى المستوى الشعبي بعدما حقق نجاحات باهرة في الميادين السياسية والامنية والمخابراتية، حيث فشل اخرون حتى ان تعاظم ادواره حمل بعض الدول على الاستعانة به في اكثر من مهمة خارج الحدود. في لبنان برز دوره بدءا من عملية تبادل الاسرى عام 2008، في اطار تسليم رفات جنديين إسرائيليين قتلهما حزب الله في الـ2006 مقابل إطلاق سراح الأسير سمير القنطار ومقاتلين آخرين من حزب الله، الى  عودة الجنود اللبنانيين المختطفين من جبهة النصرة الى أهاليهم بعد 16 شهراً من المعاناة، بفعل مفاوضات شاقة قادها ابراهيم بنفسه، واسترجاع رفات شهداء الجيش اللبناني من تنظيم داعش. وقد ارتبط بعض هذه الأدوار بتقاطعات سياسية محلية لبنانية أتاحت له إدارة ملفات شائكة، وبعضها الآخر لا ينفصل عن تقاطعات خارجية. كما ان احدا لا ينسى دوره في اطلاق راهبات معلولا وفي تنظيم وادارة الملف الفلسطيني في لبنان وفي تحرير اسرى اجانب في سوريا . علما ان إبراهيم مكلف من رئاسة الجمهورية اللبنانية بالتنسيق مع سوريا، لا سيما في ملف اعادة النازحين السوريين إضافة إلى حضوره في اللجنة الأمنية الروسية – اللبنانية التي تم تشكيلها للغاية. والى مهماته الامنية، يضطلع اللواء ابراهيم بدور سياسي بارز وتحديدا في مجال تقريب وجهات النظر بين السياسيين حينما يستعصي الحل وقد برز هذا الدور بقوة في ملف تشكيل الحكومة اكثر من مرة.

 هو قريب من الغرب قربه من حزب الله، وبقدر ما يلقى التقدير في بيروت يكرمه العرب والاجانب . ولعل المحطة التكريمية الابرز كانت في واشنطن منذ عام ونيّف حيث تم منحه جائزة جايمس فولي للدفاع عن الرهائن.

مروحة الانجازات الواسعة هذه والتي لا مجال لتعدادها كلها، قد لا تكون سببا كافيا لابعاد شبهة تورط اللواء ابراهيم في انفجار المرفأ عن عمد او عن غير قصد، والكلمة الفصل تبقى للقضاء دائما وابداً، بيد ان حتى تبيان الخيط الابيض من الاسود يبقى السؤال مشروعا عن مدى امكانية تورط رجل امن من هذا الطراز في قضية مماثلة، وهل ان طلب ملاحقته مرتبط بما تم كشفه عن بريد سري وجهه الى المسؤولين الكبار في الدولة انذاك في شأن حجز الباخرة روسوس بعد افراغ حمولتها من مواد شديدة الخطورة في مرفأ بيروت، ام ان حيثيته الخاصة وتصاعد نجمه داخل البيئة الشيعية الذي يؤهله لمناصب رفيعة قد يتنافس عليها مع كبار النافذين من اصحاب الزعامات والحظوة في منطقته وداخل طائفته يفعل فعله ؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o