Jul 03, 2021 3:57 PM
تحليل سياسي

غداة عاصفة بيطار وقبيل رياح عودة الرئيس المكلف..ويك أند التقاط أنفاس!
رصد لخطوات بكركي والخارج والحريري حكوميا.. والتراشق يتجدد بين الازرق والبرتقالي
الذل المعيشي على حاله والعتمة الشاملة تقترب.. هل تسقط الحصانات وتتقدّم تحقيقاتُ المرفأ؟

المركزية- غداة عاصفة قرار المحقق العدلي في انفجار المرفأ طارق بيطار استدعاءَ مسؤولين سياسيين وامنيين وعسكريين الى التحقيق، وقبيل عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت التي ستحمل على ما يبدو، رياحا تُحرّك مستنقع التشكيل، اعتذارا ام تركيبةً جديدة، بدت الاوساط السياسية تلتقط أنفاسها وتتحضر للمرحلة المقبلة وسيناريوهاتها قضائيا وحكوميا. اما اللبنانيون فمقطوعٌ عنهم النفس، وعالقون حتى اشعار آخر، في طوابير الذل امام المحطات او الصيدليات او المصارف او الافران، تحت شمس تموز الحارقة، التي كوتهم ليس فقط في سياراتهم بل في بيوتهم وفي أسرّتهم داخل المستشفيات ايضا، مع الانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي وعجز المولدات عن ايجاد المازوت في السوق الشرعية ولو بالاسعار الجديدة، للتعويض عن فشل مؤسسة "كهرباء لبنان". وليكتمل المشهد، اقتحمت جهنّمَ يومياتهم سلالةُ كورونا دلتا الهندية، متهددة الامنَ الصحي من جديد، فيما القطاع الطبيّ شبهُ منهار.

اتصالات خارجية: السلطة غائبة عن كل الازمات هذه، ولا تتحرك للعلاج الا عبر دعوة حاكم المركزي رياض سلامة الى قصر بعبدا، لمطالبته بالاستمرار في الدعم ولو من الاحتياطي الالزامي اي من اموال المودعين. وبينما بات القاصي والداني يعرف ان باب الخروج من الجحيم هو "تشكيل حكومة"، الاتصالات حتى الساعة مقطوعة بين المعنيين بالتأليف، والسجالات على حالها بين فريقي العهد وتيار المستقبل، في مشهد مثير للاسف، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، اذ تبدو فيه المنظومة غير آبهة بكل النداءات الخارجية، وآخرها اتى مدوّيا من الفاتيكان الخميس، والتي تطالبها بوضع انانياتها جانبا والاتفاق على حكومة رأفة بناسها... وسط هذه الاجواء القاتمة، تتجه الانظار الى اي تحرّك مرتقب للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على خط التشكيل، في ضوء محادثات يوم الصلاة للبنان في روما، وترصد ايضا مضمون عظته غدا. كما تشير المصادر الى ان ثمة اتصالات ترافق الاهتمام الفاتيكاني، تدور بين باريس وواشنطن والرياض وايضا القاهرة، لوضع تصوّر ما، لخرق الجدار الحكومي اللبناني، ربما تمثّل في الذهاب نحو حكومة مهمّتها ادارة الازمة والاعداد للانتخابات.

الاعتذار..غموض: وبينما الغموض سيد الموقف في ما خص الخطوة المقبلة للحريري والتي سينسّقها مع عين التينة قبل اتخاذها، قال نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش ان الولايات المتحدة وفرنسا تحاولان منع سقوط لبنان. وعن اعتذار الحريري، قال "لا معطيات كافية لمعرفة ما اذا كان الحريري سيعتذر ام سيشكل الحكومة". واضاف: العقبة الوحيدة امام تشكيل الحكومة هي فريق رئيس الجمهورية.

التراشق على حاله: على اي حال، التراشق الاعلامي بين الازرق والبرتقالي تجدد اليوم. فبينما شدد عضو تكتل لبنان القوي النائب ماريو عون على أن "البلاد تشكو اليوم من تدخلات خارجية ما يزيد الوضع تأزما"، مشيرا الى أن "خيار الاستقالة من المجلس النيابي جدي، معولا في المقابل على "الحراك الفاتيكاني وما سيتبعه من مسعى للبطريرك الماروني"، غرد عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش متوجّها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قائلا "والله يا فخامة الرئيس القصة مش بتوقيف الكلمة، القصة بمصير شعب عم بموت، والله صارو 7 مرضى خلال يومين مراجعيني بدواء مزمن مفقود واذا ما اخدوا، مصيرن الموت، والله اذا ما بدكن تعملو شي اشرفلنا كلنا نفل".

ليعد الحريري: وكان التيار الوطني الحر اكد بعد اجتماع مجلسه السياسي برئاسة النائب جبران باسيل "تحسّسه المشاكل اليومية التي يعانيها اللبنانيون في ظلّ أزمة غير مسبوقة وتفهمه لكل غضب شعبي ويؤكد أنه لن يترك أي وسيلة تشريعية كما فعل في موضوع البطاقة التمويلية أو أي وسيلة عمليّة كترشيد الدعم، لتثبيت صمود الناس"، مضيفا: وبالمناسبة يدعو التيار الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة للعودة الى لبنان وتحمل مسؤوليّاته بالإسراع بتأليف حكومة قادرة على تحقيق الإصلاح والنهوض... على صعيد آخر، اكد التيار على حق اللبنانيين بمعرفة الحقيقة كاملةّ حول إنفجار مرفأ بيروت الذي مضى أحد عشر شهراً على وقوعه، ومع إحترامه لإستقلالية التحقيق يرى التيار أن الهدف الأساس هو معرفة من أدخل النيترات ومن إستعمله وكيف تفجَّر وذلك لتحديد هوية مرتكب الجريمة ومحاكمته وتبرئة الموقوفين ظلماً. ويلفت التيار الى أن جريمة المرفأ ليست فقط في الإهمال الوظيفي على أهميته، ولكنها، أهمّ من ذلك، في الفعل الجرمي الذي أودى بحياة الأبرياء ودمّر قسماً من العاصمة وترك في النفوس وفي المجتمع جروحاً يصعب شفاؤها.

قنبلة بيطار: وكانت اصداء "قنبلة" القاضي بيطار القضائية، بقيت تتردد بقوة في ارجاء الداخل. وفي انتظار كيفية تجاوب المعنيين، في مجلسي النواب والوزراء والقيادة العسكرية وقضائيا، مع طلب رفع الحصانات وطلب اذونات الملاحقة التي وجهها اليها المحقق العدلي امس، الخشية كبيرة، بحسب مصادر معارضة، من تكرار تجربة القاضي فادي صوان مع بيطار، فتتكتّل قوى المنظومة وترص صفوفها لاحباط التحقيقات ومنع اي محاسبة جدية تطال الرؤوس الكبيرة.

قرارات جدية: في المواقف، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن "القرارات التي أصدرها القاضي طارق البيطار أمس هي نقطة بداية جدية للكشف عن ملابسات جريمة انفجار مرفأ بيروت وتوقيف المجرمين وإحقاق الحق". وأضاف، عبر تويتر: نحن من جانبنا سنضع كل جهودنا لعدم ترك أي أحد أو جهة تعرقل مسار العدالة.

نحو رفع الحصانات؟: في المقابل، وفي موقف يُفترض ان يعني ان رئيس مجلس  النواب نبيه بري سيقبل برفع الحصانة النيابية عنهما، غرّد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم على حسابه عبر "تويتر"، كاتِباً: عندما يعلن النائبان علي حسن خليل وغازي زعيتر استعدادهما للمثول امام المحقق العدلي مع الحصانة أو بدونها إلتزاما بالوصول للحقيقة وتحقيق العدالة... فلا حاجة لبعض المزايدات، وتطبيق القانون وحقيقة ما حصل يجب أن يكون منطلق أي إجراء أو قرار.

الازمات تتفاقم: معيشيا، الاوضاع من سيئ الى اسوأ والبهدلة مستمرة. التغذية بالتيار الكهربائي مهددة بالتوقف تماما خلال 5 ايام مع عدم فتح اعتمادات للبواخر الجديدة. ازمة المحروقات بدورها لم تشهد اي حلحلة رغم القرار المعلن ببدء توزيع البنزين والمازوت على المحطات بعد جدول اسعارها الجديد. وعلى قاعدة "اذا مش الخميس، الاثنين"، قال ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا للـmtv: يوم الاثنين هناك حلحلة جزئية حقيقية لملف المحروقات بعد حلّ العرقلة التي حصلت لدى إحدى الشركات الموزعة.

بين الدلتا والتقنين: الى ذلك، وعلى وقع ارتفاع عاد ليصيب اعداد الاصابات بكورونا محليا، وفي ظل دخول سلالة دلتا الاراضي اللبنانية، حذّر مدير ​مستشفى بيروت الحكومي​ ​فراس أبيض عبر حسابه على تويتر​، من أن "بالنسبة لمعظم ​المستشفيات​ في ​لبنان​، فإن الهم الرئيسي حالياً ليس متحور ​دلتا​، ولا نقص الإمدادات. مصدر القلق الرئيسي الآن هو ​الكهرباء​، التي بدونها لا يمكن تشغيل ​المعدات الطبية​. إذ لا يمكن للمولدات القديمة الاستمرار في العمل دون توقف، وعندما تنهار، ستكون الأرواح في خطر".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o