Jul 02, 2021 4:52 PM
تحليل سياسي

رصد لبناني لمسار الضغط الفاتيكاني وعون: سنلاقي البابا في دعوته لانقاذ الوطن
الراعي: الجميع يخالفون الدستور والرئيس منهم..قائد الجيش في الميدان الطرابلسي تضامنا
ازمة المحروقات نحو الحل..ارتفاع اضافي في سعر الرغيف وبيطار يبدأ ملاحقة سياسيين

المركزية- الذلّ اليومي الذي وضعت المنظومة السياسية الشعب تحت نيره، يتوالى فصولا من دون هوادة. وبعدما سلموا أمرهم لله ورفعوه على مذابح الربّ في حاضرة الفاتيكان أمس، على امل اعجوبة تنتشلهم من قعر الهاوية، عادوا الى واقعهم الشديد القتامة اليوم ليصطفوا في طوابير بنزين لا نهاية لها ويكملوا "مشوار" البحث عن دواء مفقود والتهافت على شراء السلع والمواد الغذائية خشية انقطاعها بعد حين و..و.. والسبحة لا تنتهي، فيما الحكام يتفرجون على الشعب من دون ان يحركوا ساكنا ويكتفون بالتأمل بالمصائب المتتالية وليس ما يدفعهم في اتجاه التنازل عن شروطهم التي تعرقل تشكيل حكومة هي حبل الخلاص الوحيد الواقي من لحظة الارتطام المدوي.

الفاتيكان سيتابع مساعيه: الحدث الفاتيكاني اللبناني بقي في واجهة الاهتمام المحلي. وفي انتظار المتابعة الداخلية لمقرراته والتي سيتولاها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، سيواصل الكرسي الرسولي اتصالاته على الساحة الدولية لحث عواصم القرار على ايجاد حل لمأزق لبنان السياسي – الحكومي – المالي، بحسب ما تقول مصادر مطّلعة لـ"المركزية".

نحو لقاءات اخرى: في المواقف، وتأكيدا على ان محادثات الفاتيكان امس سيتم البناء عليها، واراد منها البابا فرنسيس ان تؤسّس لاخراج البلد الصغير من مأساته، اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن مجرّد دعوة البابا فرنسيس لإجتماع حول لبنان في الفاتيكان حرّك الرأي العام الدولي وكل الانظار كانت متوجهة أمس الى لبنان وتحدّثنا عن الحياد والمؤتمر الدولي وأوضح  في حديث تلفزيوني أن البابا لم يتدخّل بل جلس مستمعاً الى الحاضرين، مشيراً الى أن الفاتيكان يريد الاستماع الى كل الاصوات للجوجلة وهو يعمل بطريقته الديبلوماسية ولا بيان او تقرير سيصدر. وجدّد التأكيد أن ما حصل أمس حرّك الضمير العالمي واللبناني والموضوع لم يقف هنا بل يجب ان يكمل وأن تكون هناك لقاءات أخرى وقال البطريرك "رأيت البابا فرنسيس مصمما ووضع القضية اللبنانية نصب عينيه وسيستمر بدوره،  واللقاء في الفاتيكان كان مناسبة لكي يستمع البابا للتفاصيل وهو لم يتدخّل فيها وفي النهاية قال كلمته و"الفاتيكان ما بيمشي على العمياني" إنما يفكّر ويعمل بطريقته الدبلوماسية". ورأى البطريرك أن لا شيء يمنع البابا من دعوة السياسيين والرؤساء الروحيين المسلمين، مضيفاً "من الممكن أن يكمل هذا الموضوع وأنا رأيته مصمّماً في الموضوع اللبناني ويريد حمل القضية اللبنانية حتى النهاية".

الرئيس يخالف الدستور: واعلن البطريرك انه سيعمل جديًّا بعد لقاء الفاتيكان على موضوع جمع المسؤولين من أجل تشكيل الحكومةورداً على سؤال عن حزب الله قال "لا يحق له ان يقرر الحرب والسلم، ووضع رئيس الجمهورية والحكومة والشعب على جنب"، مضيفاً "لا أعرف إن كان وجود حزب الله يوقف الدعم الدولي للبنان فالمجتمع الدولي يقول إنه غير راضٍ عن المسؤولين وأدائهم والجميع يُخالف الدستور ومن ضمنهم رئيس الجمهورية بدءاً من طريقة تأليف الحكومة وصولاً إلى طريقة العمل ككلّ".  وتوجّه الى المسؤولين بالقول: "ما اقوله ان الدستور طريق حافظوا عليه". وعن المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية قال "طبعاً لا اطالب باستقالته فالمسؤولية ليست محصورة به بل تتعلق بكل المجموعة السياسية".  وأردف: "نحن مع رئيس الجمهورية وصلاحياته وفق الدستور وأطالب دائماً بأن يكون الدستور طريقاً وهناك آلية دستورية لاستقالة رئيس الجمهورية ولا يمكن القول في الشارع "فليسقط الرئيس" ولا أطالب بإسقاطه فالمسؤولية لا تقع عليه فقط إنما على الجميع". ودعا البطريرك الراعي إلى العمل على توحيد الصف والكلمة بين القيادات وهذا ما يجب أن نسعى إليه ولا نفقد الأمل أبداً

سنلاقي الحبر الاعظم: في الغضون، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون  لقداسة البابا فرنسيس ان اللبنانيين بكافة طوائفهم والذين يكنون للكرسي الرسولي بالغ الاحترام، سيلاقون الحبر الأعظم في دعوته إلى إنقاذ وطنهم الذي يشكل على حد قول البابا بالأمس، كنزاً يتوجب الحفاظ عليه. واضاف:  اللبنانيون ينتظرون زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى بلادهم لكي يُعلن معهم قيامة لبنان من كبواته وليؤكدوا أنهم استحقوا وطنهم وقد عملوا معاً على استنهاضه وصون وحدتهم الوطنية التي تبقى درع حمايته الأسمى والتي بها يبقى وطن الحضور والرسالة.

بري لانقاذ لبنان: بدوره، علّق رئيس مجلس النواب نبيه بري على اللقاء الذي استضافه قداسة البابا فرنسيس للقادة الروحيين في الفاتيكان وما تضمنه من صلاة وتضرع، فقال: "هي دعوة صادقة من أهل الارض لرب السماء، من أجل إنقاذ لبنان واللبنانيين. فلنلاق ذلك الدعاء وتلك النوايا الصادقة بالعمل الصادق لإنقاذ لبنان وإنزاله عن جلجلة المصالح الشخصية والاحقاد، إستجابة لاحفاد تلك المرأة الكنعانية التي استشهد بها قداسة البابا "أغثني يا رب".  وسأل "فهل ما زال هناك من مساحة نسمع فيها نداء الأرض والسماء لإنقاذ لبنان الوطن والرسالة"؟

لا جديد حكوميا: ورغم المساعي الفاتيكانية والدولية لخرق جدار الازمة اللبنانية، فإن لا شيء يدل الى فرج قريب، سيما حكوميا، حيث الرئيس المكلف سعد الحريري لا يزال خارج البلاد. اما الازمات المعيشية فعلى حالها، والطوابير امام المحطات ايضا رغم توقّع انفراج في الساعات المقبلة على هذا الصعيد.

الازمة ستنحسر؟: في السياق، وفي وقت تحدثت معلومات mtv عن إتصالات على أعلى المستويات بين مصرف لبنان والجمارك والشركات المستوردة للنفط وعن تأكيد على أنّ الكميات المتوافرة تكفي لغاية 12 تموز الحالي، طمأن أركان القطاع إلى أن الأزمة اتجهت صوب الحلحلة ولا داعي للتهافت على المحطات.عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس طمأن عبر "المركزية" إلى أن البواخر تُفرغ حمولتها، وأزمة المحروقات بدأت تتلاشى... وندعو المواطنين إلى الاطمئنان وعدم التهافت بهَلع على المحطات.وقال: الشركات توزّع لكن المواطنين مصابون بالهلع وهم مبرّرون في ظل الأزمات التي يواجهونها ولم يعد لديهم أي ثقة بالحلول. وناشد المواطنين تخفيف الضغط على المحطات "كي تنحسر زحمة الطوابير"، وطمأنهم إلى أن "البنزين لن ينقطع من السوق" وأكد أنّ "التوزيع انطلق فعلياً أمس، لذلك لم تصل الكميات إلى كل المحطات خصوصاً تلك الموجودة في مناطق الأطراف، ما يسبّب باستمرار رفع الخراطيم أو التقنين في التوزيع... لكن الأزمة ستنحسر مع الوقت.

أبو شقرا:أما ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا فأعلن بدوره أن "الأمور تتجه إلى الحلّ". وأشار في حديث للـ LBCI إلى "حصول اتصال مع بعض الشركات المستوردة التي أكدت أن بعض البواخر بدأت بتفريغ المحروقات وباشرت الصهاريج بالتوزيع، والسوق سترتاح خلال أيام". وكشف أن "بعض الشركات العملاقة تريد أن تفتح السبت أو الأحد لتلبية السوق"، مؤكداً أن "لا زيادة على رسوم المحروقات ولكن جدول الأسعار الأسبوعي سيتّبع سعر صرف الدولار وتقلب الأسعار العالمية".

الرغيف: معيشيا ايضا، ارتفاع اضافي في سعر الخبز. فقد حددت وزارة الاقتصاد والتجارة سعر ووزن الخبز اللبناني "الأبيض"، في الأفران والمتاجر إلى المستهلك على كافة الأراضي اللبنانية، وذلك بعد تعديل اسعار المحروقات وارتفاع سعرها في السوق، وارتفاع كلفة نقل الطحين من المطاحن الى الأفران ونقل الخبز من الافران الى مراكز البيع، واستناداً الى سعر القمح  في البورصة العالمية وسعر صرف الدولار ونظراً لتوقف مصرف لبنان عن دعم مادة السكر ومادة الخميرة في الأسواق اللبنانية، ونظراً للظروف الاقتصادية الضاغطة والقدرة الشرائية المنخفضة التي يعاني منها المواطنون، حدد سعر ووزن الخبز اللبناني "الأبيض" وفقاً لما يلي:  في الفرن إلى المستهلك: ربطة حجم كبير على أن لا يقل وزنها عن 876 غرام بسعر 3750 ل.ل. كحدٍ أقصى. ربطة حجم وسط على أن لا يقل وزنها عن 390 غرام بسعر 2500 ل.ل. كحدٍ أقصى في المتجر إلى المستهلك: ربطة حجم كبير على أن لا يقل وزنه عن 876 غرام بسعر 4000 ل.ل.  كحدٍ أقصى. ربطة حجم وسط على أن لا يقل وزنها عن 390 غرام بسعر 2750 ل.ل. كحدٍ أقصى.

القائد..وجعنا وجعكم: وبينما استمرت حركة قطع الطرق احتجاجا على الاوضاع المعيشية الصعبة هذه، وغداة التطورات الامنية التي شهدتها عاصمة الشمال منذ ايام، حرص قائد الجيش على زيارة طرابلس متضامنا مع اهلها. فقد وصل ظهرا يرافقه رئيس الأركان إلى طرابلس على متن طوافة عسكرية لتفقّد الأوضاع الميدانية. وقال العماد عون من ثكنة بهجت غانم في القبة: لأهلنا في الفيحاء العريقة، نحن منكم ووجعكم وجعنا، وأمنكم أمانة في أعناقنا واستقرار المدينة مسوؤليتنا جميعاً. وتابع: من غير المسموح لأيّ كان المسّ بأمن مدينة طرابلس ولا تساهل أو تهاون مع مَن يعبث بالاستقرار كائناً مَن كان.

استجوابات قضائية: قضائيا،  أطلق المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، مسار الملاحقات القضائية في هذا الملف بعد الانتهاء من مرحلة الاستماع إلى الشهود، حيث حدد موعداً لاستجواب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، كمدّعى عليه في القضية، من دون أن يعلن عن هذا الموعدووجّه كتاباً إلى مجلس النواب بواسطة النيابة العامة التمييزية، طلب فيه رفع الحصانة النيابية عن كل من وزير المال السابق علي حسن خليل، وزير الأشغال السابق غازي زعيتر ووزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، تمهيداً للادعاء عليهم وملاحقتهم، كما وجّه كتابين: الأول إلى نقابة المحامين في بيروت لإعطاء الاذن بملاحقة خليل وزعيتر كونهما محاميين، والثاني إلى نقابة المحامين في طرابلس، لإعطاء الاذن بملاحقة وزير الأشغال السابق المحامي يوسف فنيانوس، وذلك للشروع باستجواب هؤلاء جميعا بجناية القصد الاحتمالي لجريمة القتل وجنحة الإهمال والتقصير

وفي السياق نفسه، طلب المحقق العدلي من رئاسة الحكومة، إعطاء الإذن لاستجواب قائد جهاز أمن الدولة اللواء طوني صليبا كمدّعى عليه، كما طلب الإذن من وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي، للادعاء على المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وملاحقتهووجّه القاضي بيطار كتاباً إلى النيابة العامة التمييزية بحسب الصلاحية، طلب فيه إجراء المقتضى القانوني في حق قضاة وشملت قائمة الملاحقات قادة عسكريين وأمنيين سابقين، إذ ادّعى بيطار أيضا، على قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي، مدير المخابرات السابق في الجيش العميد كميل ضاهر، العميد السابق في مخابرات الجيش غسان غرز الدين، العميد السابق في المخابرات جودت عويدات

واصدر البيطار قرارا بتخلية سبيل الرائد في الأمن العام داود فياض والمهندسة نايلة الحاج المسؤولة في الشركة المتعهدة لأعمال صيانة العنبر رقم 12 في حرم المرفأ.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o