Jul 01, 2021 7:42 AM
صحف

اجتماع اليوم.. لقاء مؤسس لدور فاتيكاني جديد باتجاه لبنان

يعقد، اليوم، اجتماع للقادة الرئيسيين للجماعات المسيحية الموجودة في لبنان، يترأسه البابا فرنسيس الذي كان قد أعلن، نهاية أيار الماضي، عن جمع هؤلاء القادة في «يوم تأمُّل حول الوضع المقلق في البلاد، وللصلاة معاً من أجل عطية السلام والاستقرار».

وتعتبر مصادر قريبة من البطريركية المارونية أن اجتماع اليوم بمثابة «لقاء مؤسس لدور فاتيكاني جديد باتجاه لبنان»، موضحة لـ"الشرق الاوسط" أن «حصر الدعوة بالقادة المسيحيين دون سواهم، مردّه، على الأرجح، إلى تفادي البابا إحراج الآخرين، لأن الوضع السياسي في لبنان قد لا يسمح بلقاء موسع، باعتبار أن قمة دينية إسلامية - مسيحية في الداخل اللبناني لا تُعقد». وتشدد مصادر البطريركية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أنه «حتى ولو لم يكن قادة الطوائف الأخرى حاضرين، فذلك لا يعني أن اللقاء لن يبحث بكل القضايا الوطنية، وكأن القادة المسلمين موجودون، خاصة أن بعض البطاركة أجروا اتصالات مع هؤلاء القادة قبل السفر إلى روما لاستمزاج آرائهم». وتضيف المصادر: «سيتركز المؤتمر حول كيفية تحرك (الفاتيكان) للمساعدة بحل الأزمة اللبنانية مع أصدقاء لبنان وأصدقاء (الفاتيكان) في العالم، وخصوصاً أوروبا وأميركا، بحكم العلاقة الخاصة التي تربط البابا بالرئيس الأميركي»، شارحةً أن برنامج اللقاء يلحظ «جلستين أساسيتين، بحيث يعرض بطريرك الأرمن الأرثوذكس آرام للوضع اللبناني بشكل عام، فيما يعرض البطريرك الراعي لوضع الكنيسة ودورها، كما لدور المسيحيين في لبنان في عملية الإنقاذ».

وتشير المصادر إلى أن «اللقاء سيتمحور حول دعوة البطريركية المارونية للحياد والمؤتمر الدولي، بما يضمن جمع اللبنانيين لإحياء وفاق وطني على قواعد ثابتة»، مرجحة أن يكون خلال القداس الذي يرأسه البابا بعد اللقاء «عظة له تتطرق للوضع اللبناني ونظرته إلى قضية لبنان، مع استبعاد إصدار بيان أو توصيات، باعتبار أن قيمة اللقاء بما سيتبعه من عمل فاتيكاني في أوروبا والعالم».

وفي سياق متصل، أشار موقع mtv الى ان مصدرا بابوياً يتعاطى بواقعية مع وضع لبنان، على اعتبار أنّ "الكلام الجدّي حول هذه المساحة الجغرافية من الشرق الأدنى مرتبط بمصير مستويين من المفاوضات: الأوّل، المفاوضات الأميركية -الإيرانية حول الملف النووي، والثاني المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحريّة، لكنّ دور دبلوماسية الفاتيكان، التي يقودها البابا فرنسيس، أصبح بمثابة تدخّلٍ طارئ لحماية اللبنانيين من مفاعيل سوء الحكم من قبل السلطة الحالية وانحلال مناعة الدولة على الأصعدة كافّةً، كي نُبقي على أرضية موجودة يُمكن التفاوض عليها حول شكل الدولة الجديدة في لبنان". 

أمّا عن الهدف من دعوة المرجعيات الروحية المسيحية إلى لقاء موحَّد في الفاتيكان، فيجزم أنّه "لا يمكن للمسيحيين الجلوس في مرحلة لاحقة على طاولة التفاوض حول العقد السياسي والإجتماعي الجديد إن لم يوحّدوا البوصلة، ولن يحصل ذلك طالما أنّ التباعد قائم بين قيادات الأحزاب المسيحية التي تعمّق الخلاف بينها لدواع غير مسؤولة لا تمثّل إرادة المسيحيين بمختلف مذاهبهم، لذلك سيرفع كلٌّ من رؤساء الكنائس للبابا تصوّره بالنسبة إلى مكانة طوائفهم في الهيكلية الرئاسية والإدارية للدولة، والتوجّه الرسميّ للسياسة الخارجية أمام مشروع الحياد المطروح من قبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، إضافةً إلى البدائل السياسية عن الطقم الحالي الذي فقد الثقة الشعبيّة والدوليّة كلياً".

ما تعمل عليه الفاتيكان بعيد المنال ولا يقف عند تسريع تأليف حكومة لن تحمل حلاًّ، إلاّ أنّ المصدر الدبلوماسي البابوي يُبدي ثقته بأنّ قضيّة لبنان المنهار فُتحت على مصراعيها من الجانب المسيحيّ الأممي، وما علينا سوى انتظار الخطوة الثانية التي ستتبع الأوّل من تموز، حين يُعرَف مصير طاولة فيينا مع نهاية هذا الصيف.

وأضاف موقع mtv: في تمام السادسة مساء اليوم، تتجه الأنظار الى بازيليك القديس بطرس في حاضرة الفاتيكان، حيث ستكون للبابا فرنسيس كلمة افتتاحية تحت عنوان تحية إلى رؤساء الكنائس الشرقية وتشجيعا لجهودهم لاحلال السلام والاستقرار السياسي والامن الاجتماعي. 

هذا اللقاء، الذي يشكّل أعمال تفكير وصلاة معا من اجل لبنان، ويشارك فيه، في ظاهرة مسكونية متقدمة، بطاركة الكنائس الشرقية الكاثوليكية الأرثوذكسية والانجيلية، يحمل مؤشرات ايمانية مسيحية كبيرة. ففي لحظات الضعف والإضطراب والخوف على المستقبل، لم يعد هناك الاّ الصلاة. خصوصاً أن الصلاة في الإيمان المسيحي تشكّل مصدر رجاء وأمل، والقدرة على تحويل المستحيل الى ممكن، إنطلاقاً من قول السيد المسيح "لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ".

من هنا، فللقاء الفاتيكاني أبعاد لبنانية، تدق جرس الإنذار في عقول وقلوب اللبنانيين، للإنصراف الى معالجة مشكلاتهم. اذ لا يمكن مساعدة أحد لا يريد ويقتنع بضرورة مساعدة نفسه أولا. 

وللقاء ايضاً ابعاد دولية، مفادها أن العالم يتحرّك الى جانب لبنان، وأن هذه البلاد لن تترك وحدها... ولكن شرط أن يقتنع قادتها بسلوك مسار الحلول، بدل مسارات الأزمات. 

وكانت للبطاركة المشاركين لقاءات تمهيدية مع عدد من مسؤولي الدوائر الرومانية المعنيين بأوضاع مسيحيي الشرق الاوسط. ومعلوم أن هذا اللقاء يأتي مواكبة من الكرسي الرسولي لتطورات منطقة الشرق الاوسط السياسية والعسكرية والاقتصادية، والتي تقود كلها إلى المزيد من هجرة مسيحيي المنطقة. 

ويناقش الآباء المجتمعون أسباب هذة التطورات وانعكاساتها السلبية على الوجود المسيحي، ويطلعون على مجموعة من التقارير والمداخلات المتصلة بهذا الامر، التي اعدها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وسواه من البطاركة ومعاونيهم، لاستخلاص توصيات من شأنها أن تقارب الحلول المنشودة للازمات القائمة، ويرتقب ان تشكل هذه التوصيات عناصر متابعة من قبل دولة الفاتيكان مع عواصم القرار الدولي. كما تشكل مادة متابعة من قبل الكنائس الشرقية مع حكومات دول المنطقة في لبنان وسوريا ومصر والعراق والاردن وسواها، إذ يتوقع أن تقوم حركة اتصالات ناشطة بين رؤساء الكنائس ومسؤولي دولهم. 

كما يدرس اللقاء سبل تطوير الخدمة الاجتماعية من خلال المؤسسات الكنسية على مستوى بلدان المنطقة والكنيسة الجامعة.

يذكر أن دوائر الفاتيكان سمحت لبعض المؤسسات العلمانية، مثل رابطة قنوبين وموارنة من أجل لبنان، بالحضور في بازيليك القديس بطرس للمشاركة في الصلاة من أجل لبنان.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o