Jun 30, 2021 2:05 PM
خاص

سعي اغترابي لإنقاذ لبنان...ولوبي عالمي على الطريق

المركزية – في مسعى منها لتنسيق جهود وتحرّكات المغتربين اللبنانيين الداعمة لبلدهم والباحثة عن حلول غير موقتة لبلد ينهار أمام ناظري شعبه المتألم ومسؤوليه غير الراغبين بإنقاذه، وبالتوازي مع التحركات الاحتجاجية والثورة، نظّمت منظمة Shields Of United Lebanon (SOUL)  "دروع لبنان الموحّد" مؤتمراً في فندق Grand Hyatt في واشنطن على مدى ثلاثة أيام، من 23 إلى 25 حزيران الجاري تحت عنوان SOUL For Lebanon، وناقشت خلاله ما يجري في لبنان على الصعد السياسية والأمنية والمالية والاجتماعية وسبل الدعم التي يمكن للانتشار اللبناني – لا سيّما في الولايات المتحدة الأميركية – أن يقدمه للبنان وشعبه في ظل الظروف المؤلمة وغير المسبوقة التي يرزح تحتها. كذلك، أخذت تداعيات انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي ومسبباته حيزاً كبيراً من الاهتمام، خصوصاً وأن التحقيقات لم تصل إلى نتائج بعد لتحقيق العدالة. وواكب المؤتمر آخر مواز عقد في فندق "بادوفا" في سن الفيل.  

قبل إعلان توصيات المؤتمر، كشف رئيس SOUL بيار مارون لـ "المركزية" عن لمحة منها، مشيراً إلى أن "على الصعيد المالي-الاقتصادي سيتبنّى المؤتمر خطّة تعاف اقتصادي. كذلك، إذا لم يعد لبنان تموضعه خارج المحور الإيراني من غير الممكن الحصول على أي مساعدات خارجية للمنظومة الحاكمة من دون إصلاحات جدية على المستويات كافة، خصوصاً أن المجتمع الدولي على دراية بكلّ الفساد والسرقات ولا يمكن التحايل عليه، ولن يقبل بها بعد اليوم. بالتالي، المطلوب إصلاحات جدية يطبّقها اللبنانيون ولا يمكن لدولة أجنبية القيام بذلك، إلا إذا وضعت الأمم المتّحدة لبنان تحت الفصل السابع في حين أن إجراء مماثلا غير مقبول وغير وارد كونه يرتّب العديد من المتطلبات على الأمم المتّحدة تأمينها وهذا ليس بالأمر السهل"، مضيفاً "اللبنانيون قادرون على تبنّي القرارات الدولية مثل الـ 1559، 1701، 1680 والعمل على تطبيقها من دون تدخّل مجلس الأمن. وعبر اعتماد سياسة الحياد يمكن للبنان أن يصبح دولة حيادية من دون اعتراف دولي رسمي بذلك... وطبعاً ستصدر توصيات مرتبطة بفصل السلطات تعزيزاً للمحاسبة وغيرها رغم أن الأمل بالسلطة ضئيل إلا أن من واجبنا تقديمها لها". 

وكشف مارون أن "في المؤتمر طالبنا "حزب الله" أو السلطة، لأنهما واحد، بملاقاتنا للتواصل في جنيف، وهذا ليس بهدف إطلاق حوار بين أهل السلطة الفاسدين وأهل السلاح لا بل نبغى أن تتحدّث السلطة والميليشيا التي تحكمها مع اللبنانيين إن كانوا ثوارا أو معارضين في لبنان والاغتراب"، لافتاً إلى أن "الأولوية دائماً للحلول السلمية. ورغم أن قرار "حزب الله" في طهران وليس في بيروت، يفترض أن يكون لقيادته موقف شجاع، وإعلام طهران أن الشعب اللبناني ومن ضمنه الطائفة الشيعية لم يعد يحتمل، لأن انتهاء البلد بات وشيكاً"، سائلاً "إلى متى سيبقى أهل السلطة على كراسيهم من دون تحمّل مسؤولياتهم تجاه البلد"، موضحاً أن "لا يمكن مطالبة مجلس الأمن مباشرةً بتطبيق القرارات الدولية قبل الطلب من الحزب محاورة اللبنانيين، لا سيّما من تزال له القدرة على الاستمرار مثل لبنانيي الاغتراب القادرين على اتّخاذ مواقف صلبة وصارمة أو المنظمات غير الحكومية، كون معظم الشعب يشعر بالتلف وعندما يكون الشخص فقيرا وهمّه تأمين معيشته لا تكون له القدرة على التحاور... وإذا لم يتمّ التجاوب مع المطلب هذا تفسّر الرسالة بأن الحزب يعتبر أنه وحده في البلد ولا يرى أي طرف آخر، حينها لن يتركوا خيارا للثوار والمعارضين والمغتربين سوى التوجّه إلى مجلس الأمن". 

وفي ما خصّ الخطوات المقبلة، شرح مارون أن "في المؤتمر حققنا العديد من الغايات: أوّلاً، إيصال الصوت اللبناني إلى واشنطن. ثانياً، توحيد المعارضة مع الثورة. وأعطى كلّ طرف رأيه من المنصّة نفسها، وهذا دليل الى أن اللبنانيين قادرون على التواجد في المكان نفسه رغم اختلاف الرأي، ومن الآن فصاعداً سنرى أن المعارضة داخل وخارج المجلس ستعمل سوياً. ولا يمكن تجاهل أي شخصية أو حزب أو جمعية تريد لبنان افضل من دون العمل معها، فنحن بحاجة إلى كلّ صوت يناشد ويسعى للإصلاح. الهدف الثالث كان تأليف اللوبي اللبناني الذي سيكون عالمياً، وبدأنا في الولايات المتّحدة، وخلال المؤتمر عقدت جلسات مغلقة بعيداً من الإعلام لمناقشة تأليف لوبي ينشط فيه أميركيون من جذور لبنانية ولبنانيون مهاجرون والموجودون في لبنان الذين يعتبرون مراقبين ويقدّمون لنا التوجيهات حول الشأن الداخلي اللبناني. ووُضعت ورقة عمل في السياق وتتم مناقشة 6 مبادئ لدراسة كيفية التعاون كلوبي لبناني مؤلّف من حوالي 7 مجموعات وستوقّع الورقة قريباً لتكون انطلاقة اللوبي اللبناني من أميركا وبعدها الامتداد إلى أوستراليا وأوروبا وبلدان أخرى. من هنا، حققنا أهدافا كبرى والخطوات المقبلة ستكون على صعيد مجموعة الضغط في الأمم المتّحدة والكونغرس الأميركي وفي الوقت نفسه مع الاتّحاد الأوروبي وأوستراليا. وطبعاً ستكون هناك حلقات نقاش حول مواضيع مختلفة ولن نتوقّف وسنمد اليد إلى المزيد من الشخصيات الممكن أن تساعد في مختلف المجالات". 

واعتبر أن "التنسيق بين الداخل والخارج شديد الأهمية. المغتربون ينظرون إلى لبنان من منظور شامل من دون زواريب أي نرى سلطة فاسدة مع أحزاب مسلّحة تظلم شعبا مقهورا محروما من أبسط حقوقه ونقف معه ضدّها ، إلا أن لا قدرة لنا على التفرقة بناءً على التفاصيل"، مردفاً "في الوضع الذي وصل إليه لبنان الدور الأكبر لإنقاذه في المرحلة المقبلة سيكون للمغتربين لأن بات صعباً على اللبناني النهوض بمفرده. فإذا استمرّ لبنان بالمسار الانحداري سينتهي حتّى لو لم يتخلّ عنه المجتمع الدولي كدولة ديمقراطية متعدّدة الطوائف، لذا نرى الاغتراب يتدخّل وبقوّة ويرفض عدم المشاركة مع الثوار في أي طاولة حوار داخل أو خارج لبنان، لأن محاورة الفاسد للمسلّح مضيعة للوقت". 

وختم مارون "سيخلق لبنان جديد يشبه جميع أبنائه لا علاقة له بأي طائفية سياسية، لأن المتديّن والملحد سيضع يده في الجردة كي يخرج لبنان جديد. ومن غير المسموح بعد الآن أن تتحكم طائفة واحدة بمصير البلد وتطبق عليه ثقافتها. لبنان لن يقوم إلا إذا شارك مختلف أبنائه بتأليفه".  

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o