Jun 25, 2021 4:02 PM
خاص

رئيسي لن يفاوض على حزب الله اليد اليمنى لخامنئي... الوضع إلى الاسوأ

المركزية – كان بديهياً أن تسفر نتائج الإنتخابات الرئاسية في إيران عن فوز المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي بنسبة 61،95 في المئة من الأصوات علما أن  نسبة المشاركة في عملية الإقتراع لم تتخط ال 48،8 في المئة وهي الأدنى في تاريخ الجمهورية الإسلامية منذ تأسيسها عام 1979. عودة المحافظين الإيرانيين إلى السلطة بعد 8 أعوام من حكم الإصلاحيين يعني تبدلاً في طريقة حكم البلاد لكن التداعيات الأبرز تبقى متعلقة بأذرع إيران في المنطقة لا سيما حزب الله الذي يشكل الذراع الأيمن لمرشد الثورة علي خامنئي وصاحب اليد الطولى في عملياته العابرة للقارات. فهل تكون ورقة لبنان على طاولة المفاوضات الأميركية الإيرانية حول ملف النووي أم يكون الورقة التي لن يضحي بها رئيسي ويتحول لبنان إلى جزء لا يتجزأ من المشروع الإيراني؟

"تدرك الولايات المتحدة الأميركية أن أيا يكن إسم الرئيس الإيراني أو صفته محافظا كان أم إصلاحيا  فهي تحاور مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي". بهذه النظرية يبدأ رئيس لجنة تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان طوني نيسي كلامه لـ"المركزية" ويضيف: " ثمة نظريتان تتحكمان بأطر الموضوع. الأولى تعتبر أن التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي في ظل وجود رئيس متشدد يكون أكثر فعالية لأن القرار سيكون في النهاية لمرشد الثورة. فإذا حظي بموافقة خامنئي ورئيسي فهذا يعني أن لا عقبات تحول دون تقيد إيران بالإلتزامات. أما النظرية الثانية فتؤكد استحالة الوصول إلى اتفاق مع خامنئي، وإذا حصل فدونه الكثير من العقبات وشد الحبال".

مع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض افترض الإيرانيون أنه سيتخذ قرارا رئاسيا بشأن رفع العقوبات عن إيران والعودة إلى الإتفاق الموقع عام 2015..في هذا السياق يوضح نيسي لـ"المركزية": " مشكلتان أساسيتان استجدتا على ساحة المفاوضات حول الملف النووي: الصواريخ الباليستية وأذرع إيران التي باتت عابرة للقارات ووصلت إلى أميركا". فهل ترضخ إدارة بايدن لضغوطات الرئيس المحافظ؟ وما هي التعديلات التي تريد الولايات المتحدة إجراءها على الملف النووي؟

يؤكد نيسي أن "لا عودة عن الإتفاق النووي على رغم شعار التغيير الذي حمله الرئيس الأميركي جو بايدن. وهناك إصرار أميركي على  إدخال تعديلات جوهرية على مسار المفاوضات تتعلق أولا بأذرع إيران في المنطقة بدءا من الحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان الذي ينشط في عمليات تهريب المخدرات وتبييض الأموال. أما التعديل الثاني فمرتبط بالصواريخ الباليستية وتطالب الولايات المتحدة بإضافة هذه النقطة على ملف المفاوضات".

واضح أن إيران مع وصول رئيسي لاحظت أن نوايا العودة عن العقوبات غير واردة وقد تجلى ذلك من خلال قصف المنطقة الخضراء في العراق، كذلك الأمر في سوريا التي شهدت تصعيدا عسكريا في عدد من المناطق والمحافظات، وفي إسرائيل حيث تجددت الإشتباكات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في غزة. كل ذلك لتثبت إيران أن لديها القدرة الكافية للمناورة والمطلوب العودة عن الإتفاق النووي.

في لبنان ثمة كلام آخر. "فحزب الله الموضوع على لائحة الإرهاب سيبقى خطا أحمر لإيران كونه المنفذ الرئيسي لسياساتها خارج إيران. والتخلي عنه يعني تعريض الجيش الثوري الإيراني للخطر ونهاية نفوذ إيران في العالم".

مقدمة لا تخلو من إشارات خطيرة كما يؤكد نيسي. ويضيف:"طالما لا بديل حتى اللحظة لهيمنة الإحتلال الإيراني على لبنان لن نصل إلى طاولة المجتمع الدولي. والوضع في الداخل اللبناني ذاهب إلى الأسوأ مع التناغم الحاصل بين رئيسي وخامنئي مما يعني تعزيز نفوذ الحزب عسكريا في المنطقة والعالم وسياسيا في لبنان".

" قد تفاوض إيران على بعض الخلايا في المنطقة لا سيما تلك التي تشكل خطرا على الحدود مع الولايات المتحدة لكنها لم ولن تتخلى عن الحزب ولن تضعه على طاولة المفاوضات". ويختم نيسي:" من هنا ضرورة الإسراع في خلق نواة ثورة ومحاورة المجتمع الدولي على التغيير الحقيقي لأن لبنان لا يشكل معادلة استراتيجية في المفاوضات".  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o