Jun 19, 2021 7:21 AM
صحف

زحلة تستعدّ لانتخاب مُطران جديد.. تنافس سياسي على عاصمة الكثلكة

يحظى انتخاب مطران على رأس أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع الغربي باهتمام فاتيكاني ومحلي كبيرين لأنّ من يجلس على هذا الكرسي يُمسك بالقرار الروحي والاجتماعي، ويؤثر في القرار السياسي في عاصمة الكثلكة. من هذا الباب، استشرس فريقا 8 و14 آذار في دعم مُرشحين، كلّ لتنفيذ مصلحته، وفي إطار استخدام الكرسي كسلاح لخدمة المصلحة السياسية: المطران عصام درويش يريد أن يأتي من يُكمل مسيرته. تيار المستقبل يطمح إلى الإتيان بمطران مقرّب إلى خطّه تحضيراً للاستحقاقَين النيابي والبلدي المقبلَين، بحسب "الاخبار". 

يوم الاثنين المقبل، ينعقد سينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك على مدى أربعة أيام لانتخاب مطارنة جُدد في كلّ من بعلبك ــــ الهرمل، زحلة، اللاذقية، وحلب. الاهتمام سيكون مُركّزاً على هوية مطران زحلة الجديد الذي سيخلف المطران عصام درويش، علماً بأنّ ولاية الأخير انتهت مع تقديمه استقالته في العام الماضي، إلا أنّ تأجيل انعقاد السينودس حال دون تعيين مطران آخر، فبقي في منصبه عاماً إضافياً. وتحظى انتخابات أبرشية زحلة بأهمية لأنّها مركز الثقل الكاثوليكي، ولأن لأبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم المكليين الكاثوليك أملاكاً وأوقافاً كبيرة، فضلاً عن تأثير مطرانها على القرار الزحلي اجتماعياً وسياسيا.

ثمة أمثلة تُعطى دائماً لتويثق أهمية هذا الدور، أولها وجود المطران كيرلس مغبغب مع الجنرال غورو في أوتيل القادري عند إعلانه ضمّ الأقضية الأربعة تمهيداً للإعلان عن لبنان الكبير. ثانيها وقوف المطران أغسطينس فرح إلى جانب الأهالي خلال الحرب الأهلية، وفَتحه أبواب المطرانية لهم. ثالثها «أيام العزّ» في عهد المطران أندريه حداد الذي كانت له مواقف سياسية حادّة، وأعاد في عهده بناء المطرانية إلى جانب ملئه الفراغ النيابي آنذاك. كان في نية درويش السير على خُطى حداد، وحظي باستقبال حاشد عند تعيينه في عام 2011، حين أمّت إليه كلّ المدينة وسياسيّوها وفعالياتها. يومها، أقام الاحتفال الأكبر الوزير السابق الياس سكاف، تلاه استقبال من تنظيم الوزير السابق سليم وردة. للمفارقة أنّ سكاف ووردة كانا أول من اختلف معهما درويش. الأول بسبب محاولة المطران إلغاء دوره، فوقعت قطيعة دامت طويلاً، حالت دون دعوة زوجة الوزير الراحل، ميريام سكاف لدرويش إلى دفن زوجها، قبل أن يتوسط البعض بينهما فتوافق على حضوره. أما مع وردة، فتمّت القطيعة بسبب مستشفى تلّ شيحا، الذي يُعدّ وردة عضواً مؤسّساً فيه، ويعتبر أنّ المطران آثر عزله وتعيين لجنة جديدة على المستشفى، لـ«السيطرة عليه». وكَرّت بعدها سبحة خلافات المطران مع كلّ القوى والأحزاب الحاضرة في زحلة، فاختار أن يكون طرفاً منحازاً في المعارك البلدية والسياسية، من عزل المدير العام للتعاونيات غلوريا أبو زيد، إلى دعم أسعد زغيب في البلدية ضد لائحة الكتلة الشعبية، وعمله في انتخابات عام 2018 النيابية ضد كلّ من نقولا فتوش وميريام سكاف، وصولاً إلى إحداث انشقاق في المجلس الكاثوليكي الأعلى والمساهمة في تعليق عمله وتأجيل انتخابات نائب الرئيس.
ساهمت هذه المعارك في استنزاف جهود المطرانية، فكانت 10 سنوات «عجاف» على حدّ قول أحد الآباء، بسبب «غياب الإصلاحات ومراكمة المطران درويش عداوات في كل الاتجاهات». هكذا، «انحدرت المطرانية من مرجعية إلى شركة تُعاني روحياً واجتماعياً، والأهمّ أنّ الكنيسة كمؤسسة غائبة عن خدمة رعيتها في أسوأ مرحلة يمرّ بها لبنان». ويضيف أحد الآباء أنّه في الأصل «ليست العبرة في طريقة وصول المطران، فكلّ من يصل يُفترض أن يبدأ بنجاح، وبعدها إما يكون قيمة مضافة للكرسي أو ينتقص منه».
انتخاب المطران يتمّ في اجتماع سيعقده السينودس ولا يصوّت فيه سوى المطارنة

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o