Jun 18, 2021 6:55 AM
صحف

بين جهوزية التلامذة وتمنيات الاساتذة.. هل تذهب الامتحانات الرسمية في مهب الريح؟

ينتظر تلاميذ الشهادات "على نار" أيّ خبر جديد يعني الإمتحانات الرسميّة التي لم يشهد لبنان ظرفاً مُشابهاً للظروف التي يعيشها المعلّمون والتلاميذ اليوم.

وفي وقت كان تحدّث وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب عن توجّه إلى تسهيل مضمون الإمتحانات، يجزم رئيس رابطة التعليم الثانوي نزيه جباوي، في حديث لموقع mtv، أنّ "الإمتحانات الرسميّة لن تكون شكليّة بل مبسَّطة ومُسهَّلة وفقاً للبرنامج المُعتمَد الذي تمّ تقليصه إلى حدود النصف كي يكون عادلاً مع الوضع النفسي والتعليمي للتلاميذ".

وأعلن جباوي أنّه "اتُّفق على أن يكون الأسلوب المعتمَد في الإمتحانات الرسميّة هو الأسئلة الإختياريّة تبعاً للفصول التي حُدّدت في كلّ مادّة".

أمّا عن مستقبل التعليم في لبنان في ظلّ هذا الوضع، فحذّر من أنّه "لن يكون هناك عام دراسي مقبل في حال بقي الوضع الإقتصادي على ما هو عليه"، مُفيداً بأنّ "5 آلاف معلّم غادروا لبنان من القطاعين الرسميّ والخاص، وهذا الرقم مرشّح للإرتفاع مع حلول العام القادم".  

وفي المقابل، أوضح مدير عام وزارة التربية فادي يرق، في حديث لموقع mtv، أنّ "اجتماعات عدّة ستُعقَد في الوزارة مع بداية الأسبوع المقبل حيث سيصدر في حصيلتها التوجّه العام المناسب الذي يُراعي مصلحة 70 ألف تلميذ"، مشدّداً على أنّه "لن نتسرّع في اتّخاذ القرار في شأن الإمتحانات إلاّ بعد دراستها جيّداً".

الى ذلك، أشارت "الاخبار" الى ان بالنظر إلى العثرات التي رافقت العام الدراسي والأوضاع النفسية والتربوية للطلاب الممتحنين وغياب الفرص المتساوية للتعليم وتقليص المنهج إلى الربع، لماذا تجرى الامتحانات الرسمية وما الجدوى منها؟ فيما رأى التفتيش التربوي في قرار تقسيم المواد إلى إلزامية واختيارية "خرقاً لتكافؤ الفرص ومسّاً بعدالة الامتحانات"، ما يجعلها عرضة للطعن.

أحد الحلول التي وضعتها وزارة التربية لتدارك عثرات العام الدراسي وضمان السير في امتحانات الثانوية العامة بفروعها الأربعة، بعد تقليص المنهج إلى الربع، هو تقسيم المواد إلى إلزامية واختيارية، وهو ما أدرجه التفتيش التربوي في خانة "خرق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص، ومس بعدالة الامتحانات وجعلها عرضة للطعن من أي متضرر، ذلك أن الامتحانات العادلة تضع جميع الممتحنين في ظروف موحدة بكل شروطها وعناصرها".

وفي تعليق على رأي التفتيش التربوي، أشارت مصادر تربوية لصحيفة "الاخبار" إلى أن البيان "ذهب بعيداً في الحديث عن المخالفات القانونية للقرار، وكأن ليست هناك ظروف استثنائية في البلد."
 
ولفتت المصادر إلى أن "التفتيش محق في الحديث عن المعدلات المختلفة، وكان يجب أن يدرس الأمر أكثر بين المركز التربوي للبحوث والإنماء ووزارة التربية لضمان تكافؤ الفرص". 

استطلاع رأي: من جهة أخرى، أفادت "الاخبار" ان نحو 60 في المئة من المعلمين يرون أن الامتحانات الرسمية ستكون شكلية، ويقول 46 في المئة منهم إنها ستكون خسارة للوقت وهدراً للمال العام، في حين يشير نحو 23 في المئة إلى أنها ستكون ظالمة، ويعتقد نحو 22 في المئة أنها ستكون عادلة ومنصفة.

هذه الأرقام أظهرها استطلاع رأي الكتروني موجه إلى معلمي صفوف الشهادات الرسمية استجاب له 618 معلماً ومعلمة كعينة تمثيلية (260 أستاذ ثالث ثانوي و358 معلم صف تاسع) في القطاعين الرسمي (296 معلماً)، والخاص (322 معلماً) من مدارس في مختلف المناطق اللبنانية.

الاستطلاع بيّن أن نسبة حضور التلامذة لدى 23 في المئة من المعلمين في الصفوف المتزامنة خلال التعليم عن بعد كانت أقل من 50 في المئة (أقل من نصف الصف) في جميع صفوف الشهادات (تاسع وثالث ثانوي)، وسجلت نسبة بين 50 و75 في المئة لدى 30 في المئة من معلمين اخرين، فيما كانت نسبة حضور تلامذة صف التاسع الاساسي في التعليم الرسمي خلال الحصة التعليمية المتزامنة أقل من 50 في المئة، بحسب 50 في المئة من معلميهم، وأكثر من 75 في المئة حضور لدى 14 في المئة من المعلمين فقط، في حين اشار 65 في المئة من اساتذة التعليم الخاص إلى أن نسبة حضور التلامذة في صفوفهم لم تقل عن 75 في المئة من عدد تلامذة الصف، بينما قال 12 في المئة منهم إن نسبة الحضور في صفوفهم كانت اقل من 50 في المئة.

أما في ما يخص استبدال الامتحانات الرسمية بالمدرسية فقد أيد 87 في المئة من المعلمين ذلك في حين أكد نحو 64 في المئة ضرورة اجراء امتحانات رسمية لصفوف الثانوية العامة. أما معلمو الصف التاسع الاساسي الرسمي تحديداً، فأيد 92% منهم استبدال الامتحانات الرسمية بامتحانات مدرسية، في دلالة واضحة على عدم جهوزية تلامذتهم وخوفهم من خوض هذه الامتحانات.

وعن مدى تحقق الاهداف التعليمية عند التلامذة، أظهر الاستبيان أن مستوى التحقق كان منحفضاً لدى نحو 41 في المئة من المعلمين، ومنخفضاً جداً لدى 5.8 في المئة منهم، في وقت تبين أن 74 في المئة، وهي نسبة مرتفعة ومقلقة، من معلمي صف البريفيه الرسمي يعتبرون أن الاهداف التعليمية المشروحة عن بعد لم تتحقق بفعالية عند تلامذتهم او انها لم تتحقق على الاطلاق.

وحول مدى جهوزية التلامذة لخوض استحقاق الامتحانات الرسمية في المادة التي يدرسونها، أشار نحو 42 في المئة من المعلمين (ثانوي وتاسع) إلى أن درجة جهوزية تلامذتهم متوسطة، ونحو 38 في المئة منهم رأوا انها منخفضة، ي حين اعتبر 6.5% منهم انها منخفضة جداً. اما معلمو التاسع الاساسي الرسمي فقد لفت 60 في المئة منهم إلى عدم جهوزية تلامذتهم لاجراء امتحانات رسمية، في حين أكد 66 في المئة من معلمي التعليم الخاص جهوزية تلامذتهَم لخوض الاستحقاق الرسمي.

اما لناحية الوسيلة او التقنية المستخدمة في التعليم، فبين الاستطلاع أن نحو 61 في المئة من المعلمين استخدموا تقنية microsoft teams و27 في المئة استخدموا تقنية zoom، و11 في المئة تقنية google meet، وقد أفصح نحو 37 في المئة من المعلمين عن أنهم استعانوا بالواتساب بشكل كلي او بشكل مساعد لتقنيات أخرى.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o