Jun 18, 2021 6:06 AM
صحف

حرب البيانات الرئاسية هدأت... الجميع يتهيب المرحلة ويحذّر

دخلت البلاد في شبه هدنة سياسية بعد حرب البيانات الرئاسية بين بعبدا وعين التينة وان استمرت عبر بعض نواب الاطراف الثلاثة («المستقبل» وحركة «امل» والتيار الوطني الحر)، ولم يحصل اي تطوّر جديد او اتصالات باستثناء تأكيدات بأن اتصالات التهدئة التي يقوم بها حزب الله وفرنسا عبر السفيرة في بيروت آن غريو ستستمر الى الاسبوع المقبل، فإن نجحت في إعادة الهدوء السياسي امكن البحث مجددا في استئناف مبادرة بري أو مناقشة الافكار التي تقدم بها الاطراف ولو بصيغ جديدة. لكن مصادر مطلعة عن كثب على الوضع العام اكدت لـ«اللواء» انه حتى الآن لا أجواء ولا اجوبة واضحة عن مسار الامور مستقبلاً، وإن كان الجميع يتهيب المرحلة ويحذر من مضاعفات ما يجري.

وأشارت معلومات "اللواء" من مصادر متطابقة مطلعة انه خلافاً لما تردد، لم يحصل اي لقاء بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا من اجل تهدئة الاجواء التي نتجت عن تبادل البيانات التصعيدية بين رئاستي الجمهورية والمجلس النيابي، وان كان هذا لا يعني انه لن تجري اتصالات لتبريد الاجواء المحمومة تمهيدا لعودة مساعي تسهيل تشكيل الحكومة.

بدورها، لفتت "الانباء" الالكترونية الى ان حدة البيانات التي استعرت بين قصر بعبدا وعين التينة خفت بعد دخول حزب الله على خط التهدئة خشية ان تذهب الأمور بعيداً بين حليفيه، وهنا يطرح السؤال عن فرص نجاح اعادة لملمة الوضع ووصل ما انقطع والافراج عن الحكومة التي باتت تشكل مدخلاً وحيداً للحل.

الجواب على هذا السؤال لخّصه عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة، بالقول إن "الرئيس نبيه بري أعلن ان مبادرته مستمرة، وهو يأمل ان تتغيّر الظروف لإعطاء اللبنانيين بعض الأمل، لأن الإعلان عن سحب يده من الموضوع ستؤول بالأمور الى أسوأ مما هي عليه، لذلك يحرص دائما على ان يبقى هناك تفاؤل بالحل، علّ المعنيين بتشكيل الحكومة يحل في رؤوسهم عقل الرحمن ويدعوا مصالحهم الخاصة جانباً والذهاب الى تشكيل حكومة مشهود لوزرائها بالخبرة والكفاءة ونظافة الكف، حكومة تكون بالحد الأدنى مختلفة كلياً عن الحكومات السابقة، والأهم من كل ذلك أن تكون متجانسة وعلى استعداد للعمل ليل نهار للتعويض على اللبنانيين ما فاتهم طيلة السنوات الماضية".

وسأل في حديث الى جريدة الأنباء الإلكترونية: "كيف يمكن يمكن لبلد يمر بوضع صعب كلبنان أن يبقى بلا حكومة؟ وما الغاية من هذا الموضوع؟ وهل المعترضون على التشكيل يسمعون أنين الناس وصراخهم ووقوفهم طوابير أمام محطات المحروقات وأمام الصيدليات والمستشفيات وفي السوبرماركت؟"، مستطردا: "السؤال المركزي هو لماذا لا تتشكل الحكومة والتي تعتبر مفتاح الحلول لكل الأزمات؟".

من جهة ثانية، استبعد عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار حصول خرقِ ما يؤدي الى تغيير الصورة والذهاب الى تشكيل حكومة "لأن الأمور ما زالت مقفلة".

الحجار رأى في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية ان "بيان رئاسة الجمهورية واضح جدا، وكما قال الرئيس بري بأن الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل لا يريدان سعد الحريري، انما حكومة طيّعة ليتمكنوا من السيطرة عليها ومن تعطيلها ساعة يشاؤون".

وعن الموقف المرتقب للحريري، قال الحجار: "لطالما اعلن بري استمرار المبادرة فالحريري يريد اعطاء فرصة لها على أمل تغيّر المواقف".

في هذا السياق ايضا، كشف عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنيس نصار ان "لا انفراجات توحي بتطور الملف الحكومي ايجابا"، مشيرا الى "وجود ضغط خارجي كبير مقابل تراخ داخلي بشأن التأليف. لكن على من تقرع مزاميرك يا داوود؟".

من جهتها، أفادت "النهار" ان حرب الرئاسات انحسرت أمس وتحديداً بين بعبدا وعين التينة، اقله في هدنة غير معلنة تولى "استكمال" بعض وجوهها نواب من "التيار الوطني الحر" و"امل" بما لا يبدل شيئا في الواقع المسدود والآخذ في التأزم وسط انطباعات تستبعد تماماً أي امل متجدد في احياء الجهود الداخلية لتأليف الحكومة. ومع ذلك لا يبدو ان رئيس مجلس النواب نبيه بري في وارد اعتبار مبادرته قد سقطت كما ان الرئيس المكلف سعد الحريري ليس في وارد الاعتذار بما يعني ان الستاتيكو الحكومي ليس مرشحاً لاي تبديل وشيك الا اذا ادت تحركات فرنسية وأوروبية تنتظرها بيروت في نهاية الأسبوع الى إعادة رسم المشهد المأزوم مجدداً.

وفي هذا السياق، بدا الرئيس المكلف سعد الحريري جازماً في الثبات على خيار التأليف حين قال لـ"النهار" امس ان الاولوية هي للتأليف قبل الاعتذار الذي يبقى خياراً مطروحاً وهو ليس هروباً من المسؤولية بقدر ما هو عمل وطني اذا كان يسهل عملية تأليف حكومة جديدة يمكن ان تساهم في انقاذ البلد. ولا يمكن اعتبار الخطوة فيما لوحصلت انتصاراً لفريق على ركام بلد.

واذ يشير قريبون منه الى انه يملك الخطة الانقاذية، والنهوض ليس مستحيلا لكنه يحتاج الى جهد والى بعض الوقت، يأسف هؤلاء لخوض معارك على حكومة لا يتجاوز عمرها العشرة اشهر، مع اجراء الانتخابات النيابية المقبلة، وينقلون عنه رفضه بشكل قطعي احتمال التمديد لمجلس النواب وقوله "اذا طرح الموضوع سنستقيل حتماً".

ورداً على سؤال عن تحالفه مع الرئيس نبيه بري و"حزب الله"، تقول مصادره انه التقى والرئيس بري في منتصف الطريق الذي يمكن ان يقود الى انقاذ الوضع، في حين انه يعتمد سياسة ربط النزاع مع "حزب الله" درءاً للفتنة، لكنه يعتب عليه لان الحياد في الازمات لا يعدّ موقفاً ايجابياً "لا يمكن له ان يقعد على جنب، هذا موقف غير مسؤول".

ويؤكد هؤلاء ان خلاف الحريري مع رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل ليس شخصياً على الاطلاق، انما يقوم على تباعد في النظرة الى مجمل الملفات، والى تجاوز الصلاحيات، واحترام الدستور من دون خلق اعراف جديدة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o