Jun 12, 2021 6:10 AM
صحف

استعــجال دولي للحكومة لدرء "مخاطر كبرى" والحريري لن يخطو اي خطوة قبل التنسيق مع بري

يبدو انّ الاتصالات الجدية حول ملف التأليف قد علّقت الى اجل غير مسمّى، ما خلا مشاورات محدودة، من ضمن سياق مبادرة الرئيس بري، تبحث عن باب جديد تنفذ منه لاستئناف هذه الاتصالات.

واذا كانت الجولة الاخيرة من الاتصالات التي تولاها المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله» حسين خليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، قد راوحت في الفشل، ولم تضيق مساحة الخلاف بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، بل انتهت الى إشعال سجال عنيف بين بعبدا وبيت الوسط والفريق السياسي لكل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، أطلقت شرارته «تسريبات متعمّدة» ألقت كرة التعطيل على الرئيس المكلف، إلّا انّ رئيس المجلس، وعلى ما تؤكد اوساط قريبة منه، لا يرى أفقاً او مخرجاً للأزمة القائمة سوى عبر مبادرته. وبالتالي، لا بد من ان يبقى باب الاتصالات مفتوحاً، لأنّ على إقفاله قد تترتب عواقب وخيمة.

وفيما رفضت اوساط التيار الوطني الحر إلقاء مسؤولية التعطيل على النائب باسيل، واعتبرت انّ المسؤولية يتحملها فقط الرئيس المكلف الذي يقدّم كل يوم دليلاً ساطعاً على انه لا يريد تشكيل الحكومة. يؤكد الرئيس المكلف، بحسب اوساط قريبة منه، انه على التزامه بمبادرة الرئيس بري واستعداده للتجاوب التام مع الفرصة التي تتيحها في اتجاه تأليف الحكومة وفق الاصول الدستورية.

تؤلَّف.. ولا يؤلّفان! الى ذلك، اكدت مصادر معنية بالاتصالات لـ«الجمهورية» انها ليست متفائلة بإمكان بلوغ خواتيم ايجابية في هذه الاتصالات، ما يعني انّ تشكيل الحكومة ليس في متناول اليد في المدى المنظور، وربما الى مدى بعيد جداً، خصوصاً مع الشروط التعجيزية، التي نعتبرها تعطيلية، التي يتمسّك بها بعض المعنيين بتأليف الحكومة.

وكشفت المصادر انّ الاتصالات الفعلية متوقفة منذ الاجتماع الاخير في البياضة، وقالت: نحن نعلم ان ّهناك مَن تعمّد إفشاله، في اشارة الى باسيل، وحاول استفزاز بعض الاطراف وإلقاء الكرة في اتجاهه، في اشارة الى الاستفزاز المتعمّد للرئيس المكلف. وقالت: رغم هذه الصورة، فإنّ الخياط ما زال يعمل، وتمكّن من ان يفك مجموعة من القطب، إلّا انّ الامور عالقة الآن عند عقدة تسمية الوزيرين. فباسيل، ومن خلفه رئيس الجمهورية، يرفض أي صيغة تُتيح للحريري ان يُسمّي أياً من الوزراء المسيحيين، وفي المقابل يرفض الحريري بشكل قاطع ان يمنع على رئيس الحكومة هذا الحق.

وقالت المصادر: ثمّة قول قديم يقول: «تؤلِّف ولا تؤلفان»، ومن واقعنا الحكومي المعطل ينبثق قول مماثل يقول: «تؤلَّف.. ولا يؤلِّفان، ما يعني ان الحكومة تأليفها ممكن، لكنّ الشريكين لا يريدان التأليف، نخشى انّ كليهما لا يريان مشهد ذل الناس، بل باتا يلعبان لعبة الانتخابات النيابية. وكشفت المصادر انّ المعطيات التي بين أيدينا حتى الآن لا توحي بأن هناك جدية لتأليف الحكومة من قبل الفريقين، الا اذا استطاع احدهما ان يكسر الآخر، وهذا مستحيل. أو اذا قرر احد منهما ان يتنازل لمصلحة البلد وهذا ما لا يبدو انه سيحصل، او قرّرا سويّاً التنازل لمصلحة البلد، وهو امر مستحيل ايضاً.

وجَزمت المصادر، بناء على ما يقال في مجالس الطرفين «انّ كلا الفريقين لن يتنازلا، وكلّاً منهما لا يريد ان يخسر المعركة حتى لا تنعكس عليه انتخابيّاً. فجبران باسيل يعتبر انه من خلال شروطه التي يضعها يحقّق حقوق المسيحيين، فيما الحريري يعتبر انه صامد في وجه محاولة سلب حقوق السنّة وتجاوز موقع رئاسة الحكومة وكسر الطائف. ما يعني انّ المشكلة عقيمة وإمكانية بلوغ حل منعدمة.

بيان شديد اللهجة

وعلمت «الجمهورية» انّ الرئيس الحريري، الذي تحدثت مصادره عن قرب اتخاذ قرار يُنهي مرحلة التكليف، سيشارك اليوم في اجتماع المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى في حضور رؤساء الحكومات السابقين، حيث من المتوقع ان يصدر بيان شديد اللهجة تحت شعار صَون صلاحيات الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة ومنع التدخلات من خارج الاصول الدستورية، لأنّ مهمة التكليف على عاتق رئيس الجمهورية والرئيس المكلف دون غيرهما. وانتهت هذه المصادر لتؤكد، عبر «الجمهورية»، انّ الحريري لن يخطو اي خطوة بهذا الحجم قبل التنسيق مع الرئيس بري، واذا سجل لقاء بينهما في الساعات المقبلة تكون عناصر هذا السيناريو قد اكتملت. وتردد منتصف الليل ان الرئيس نبيه بري تدخل ليلاً للحؤول دون المشاركة في اجتماع المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى وطلب مهلة ثلاثة ايام.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o