Jun 11, 2021 11:21 AM
خاص

قاآني في العراق: طمأن السلطات..وطَلَب من فصائل ايران التأهب؟!

المركزية- في توقيت سياسي مدروس يحمل في اختياره رسائل واضحة، وصل إلى بغداد الاربعاء قائد "فيلق القدس" الإيراني إسماعيل قاآني لعقد اجتماعات مع قادة "الحشد الشعبي"، ساعاتٍ عقب إطلاق سراح القيادي في الحشد قاسم مصلح الذي كان اعتقل منذ ايام اثر اتهامات، قيل إنها تتعلق بقتل ناشطين واستهداف قواعد تضم جنودا أمريكيين. وظهر مصلح حسب مقاطع فيديو، وحوله مجموعة من عناصر "الحشد" وسط العاصمة العراقية، وهم يرحبون بإطلاق سراحه، فيما وثّقت مقاطع فيديو أخرى لحظة استقبال جمعٍ غفير لمصلح وهو يدخل مرقد الإمام الحسين في مدينة كربلاء.

للتذكير، فإن مصلح يُعد من قيادات الحشد المقربة لقائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، اللذين اغتيلا في غارة أميركية مطلع العام الماضي في مطار بغداد الدولي.. وعليه، تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية"، فإن زيارة قاآني الى العراق بعد اطلاق سراحه، لها اهداف واضحة. فإيران لم تهضم قرار السلطات العراقية توقيف احد ابرز قياديي الفصائل العراقية الموالية لها. وبالتالي فإن وصول اهم قائد عسكري ايراني الى بلاد الرافدين عقب تحرير مصلح كان لعقد مشاورات ومحادثات مع السلطات العراقية اولا، للاستفسار منها حول خلفيات هذا التوقيف وأبعاده، وللسعي الى اقناعها بوقف سياسة تطويق نفوذ الجمهورية الاسلامية في العراق، على ان تُقابل ايران التهدئة بالتهدئة! ففي الآونة الاخيرة، سُجّل اكثر من تطوّر عراقي يدل الى رغبة واضحة بربط البلاد مجددا مع العرب في مقابل تحجيم التأثير الايراني فيها، الامر الذي لا تنظر اليه طهران بعين الرضى، الا ان ليس من مصلحة الاخيرة اليوم تفجير الساحة العراقية، في انتظار محادثات فيينا وما ستنتهي اليه.

في الموازاة، التقى قاآني قيادات ومسؤولي فصائل شيعية مسلّحة، منها الحشد الشعبي، لاجراء جولة افق حول المستجدات والتبدلات في العراق من جهة، ولرسم خريطة طريق للمواجهة في المرحلة المقبلة. فبينما الجمهورية الاسلامية قلقة من مطاردة حلفائها واذرعها العسكرية وقياداتها، لا ترى ان الوقت مناسب للتصعيد. وبالتالي، فإن قاآني طالب مَن التقاهم بضبط النفس والتهدئة، وبعدم اتخاذ اي خطوات والاقدام على اية افعال عسكرية او سياسية من شأنها ان تعرّضهم للملاحقة ولـ"الاضطهاد".

الا ان رواية اخرى تتحدث عن جوّ مغاير، تتابع المصادر. وهي تقول بأن قاآني تحدّث بلغة ايجابية تصالحية مع القيادات العراقية، ساعيا الى طمأنتها وإراحتها، الا انه وخلال محادثاته مع الفصائل المدعومة والمموّلة من الجمهورية الاسلامية، أبلغها بضرورة البقاء على أهبّة الاستعداد للتحرّك متى تحتاج طهران، سيما ضد اهداف عسكرية اميركية في العراق، للضغط على المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن.

على اي حال، تعرّضت مساء الاربعاء، قاعدة بلد الجوية شمال بغداد وقاعدة فكتوريا في مطار بغداد لقصف صاروخي، علماً أنهما تضمّان عسكريين ومتعاقدين أميركيين، وبذلك يرتفع إلى 42 عدد الهجمات على المصالح الأميركية في العراق منذ بداية العام.. وقد تحمل هذه العملية مؤشرات الى حقيقة ما دار بين قاآني والفصائل، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o