Jun 07, 2021 1:56 PM
خاص

هل يؤثّرسيناريو توقُّف عجلة "الحياة"على اتصالات التشكيل؟

المركزية- لم تتوقف الوساطات على خط تشكيل الحكومة يوما منذ ٧ اشهر ونيف. الخارج امسك بزمامها اولا،  حيث تولاها الفرنسيون، ثم دخل الى ملعبها الروس فالمصريون مرورا بالقطريين،  وقد حاولوا جميعهم، حث اهل المنظومة على وضع خلافاتهم جانبا والاسراع في فك أسر الحكومة لان وضع لبنان ما عاد يحتمل. وبعد ان استسلم هؤلاء امام عناد القوى المعنية لبنانيا، عادت هذه المساعي الى يد الداخل، بحيث حاولت بكركي التحرك لرأب الصدع بين بعبدا وبيت الوسط، وفشلت في ذلك، لتؤول الكرة اليوم الى ملعب رئيس مجلس النواب نبيه بري. 

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، فإن وساطة الرّجل تعرضت لفشل ذريع الاسبوع الماضي بعد ان رفضها في شكل خاص، رئيسُ التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الا ان عين التينة رفضت اعلان وفاة المبادرة وهي تصر على المضي بها. اليوم تدور اتصالات بعيدا من الاضواء للتوفيق مجددا بين الفريق الرئاسي من جهة والرئيس المكلّف سعد الحريري من جهة ثانية، يتحرك في نطاقها بري وبكركي وحزب الله والروس والفرنسيون، فهل تفلح؟

المصادر تتحدث عن عامل جديد طرأ. هو كان موجودا منذ اشهر ، الا ان تداعياته باتت اليوم كارثية ودائرةُ مفاعيله المأساوية آخذة في الاتساع. هذا العامل اسمه "الوضع المعيشي الاجتماعي الاقتصادي". فقد وصلت الامور اليوم الى الخط الاحمر، لا بل تجاوزته. كل شيء انهار. المحروقات غير مؤمنة الا بالقطارة والمحطات تقفل ابوابها باكرا لنفاد مخزونها، وآخرها اليوم محطات الايتام المنتشرة في شكل خاص في مناطق نفوذ الثنائي الشيعي، الامر الذي يُفترض ان يرفع منسوب عزيمة الحزب وحركة امل على تحقيق خرق. التغذية بالتيار الكهربائي معدومة ولا تتجاوز ساعاتُها اصابع اليد الواحدة يوميا، والجديد انضمام اصحاب المولدات الى مسار التقنين القاسي ايضا، ابتداء من اليوم، بعد ان باتوا عاجزين عن ايجاد المحروقات لموتوراتهم او قُطع الصيانة لها، الا على سعر صرف السوق السوداء.

الواقع "القاتم" هذا، لا يعني فقط ان الناس سيقبعون في الظلمة في بيوتهم، بل ان خدمات الانترنت ستتوقف، كما حذرت اوجيرو امس، ومعها التدريس اونلاين و"الأشغال" اونلاين وانظمة المصارف وانظمة الدولة التي تحتاج انترنت. اضف الى ان التقنين سيصيب المستشفيات وماكيناتها في الصميم وسـ"يضرب" البضائع والسلع التي تحتاج برادات مثلا، ومنها موجود في مرفأ بيروت... كل ذلك، فيما الادوية مفقودة والحفاضات وحليب الاطفال..

حلقة الحياة الطبيعية التي ما عادت طبيعية اصلا منذ اشهر، مهددة اليوم جديا، بالانكسار تماما، وعجلاتُها ستتوقف نهائيا. والمسألة مسألة ايام لا اسابيع. فهل يفعل هذا السيناريو المخيف فعله في اتصالات التشكيل؟ ام تستمر المناكفات فيكون الخيار ثورة شعبية غير مسبوقة تقتلع المنظومة من جذورها، من رأس الهرم الى اسفله، او انهيار لبنان نهائيا كدولة؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o