Jun 01, 2021 5:57 PM
خاص

السياحة الداخلية تنتعش.. نحو التكامل العربي؟!

المركزية – شارك وزير السياحة والشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال رمزي المشرفية على رأس وفد من وزارة السياحة، الأسبوع الماضي، في "الاجتماع السابع والأربعين للجنة الإقليمية للشرق الأوسط بمنظمة السياحة العالمية وافتتاح المكتب الاقليمي للشرق الأوسط للمنظمة"، ومؤتمر إنعاش السياحة بدعوة من حكومة المملكة العربية السعودية ومنظمة السياحة العالمية، والذي انتخب لبنان فيه النائب الأوّل لرئيس لجنة الشرق الأوسط لمنظمة السياحة العالمية UNWTO.  

وفي السياق، كشف مستشار الوزير مازن بو درغم لـ "المركزية" تفاصيل القمّة، مؤكّداً على "حفاوتها والاهتمام الكبير الذي لمسه الوفد اللبناني. وكان الوزير المشرفية ألقى كلمة عبّرت عن مدى الاحترام للسعودية، وشدّد من خلالها على أهمية اللقاء الأخوي الذي انعقد في دولة السعودية الشقيقة بلد الانفتاح والابتكار والتطوّر، إضافةً إلى كونها بلد العادات والتقاليد العريقة التي تفتخر فيها الشعوب العربية. وتوجّه المشرفية بخالص الامتنان والتقدير إلى المملكة والدول الأخرى جمعاء على وقوفهم الدائم إلى جانب لبنان في كلّ الظروف والمناسبات ممّا يؤكّد على عمق العلاقات التاريخية بين لبنان والدول العربية الشقيقة لا سيّما السعودية وهي علاقات متجذّرة تحكمها روابط الأخوّة والعروبة والاحترام المتبادل". 

ولفت إلى أن "النتائج كانت ممتازة لا سيّما وأننا تمكّنا خلالها من الالتقاء بجميع وزراء السياحة العرب دفعة واحدة على هامش المؤتمر إلى جانب  الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز ووزير السياحة السعودي، كذلك كان لنا اجتماع بالوزير اليوناني، حيث نعمل على توقيع اتفاق سياحي عبر قمّة تجمع بين وزارات السياحة في لبنان واليونان وقبرص من المرجّح عقدها في أيلول المقبل.  

كما بحثنا مع وزير السياحة المصري تنظيم قمّة نحضّر لها لجمع القطاع السياحي في البلدين، بهدف تبادل السّياح والمشاركة عبر خلق packages bundle تسمح للسائح بزيارة البلدين ومثلاً يمكنه ممارسة التزلج في لبنان والغطس في مصر. إضافةً إلى ذلك، تمّ توقيع مذكّرة تفاهم سياحي مع العراق خصوصاً أن البلدين يتّكلان على بعضهما في السياحة الطبية والدينية".  

وأوضح بو درغم أن "الوزير المشرفية تطرّق إلى العديد من النقاط الأساسية خلال القمّة، مركّزاً على ضرورة تطوّر العلاقة العربية – العربية ووجود السياحة الداخلية بين البلدان العربية ما يجعل منها بلدا واحدا فيه تداخل سياحي، ويؤدي إلى جذب السياح الأجانب في ظلّ التكامل العربي".  

وأشار إلى أن "لبنان يجب أن يتّكل على السياحة المشتركة، كون مليوني سائح يزورونه سنوياً في حين أن في البحرين مثلاً يبلغ العدد 12 مليونا و500 ألف سائح، أما في اليونان فـ30 مليونا... التحالفات السياحية تسمح باستحواذ ولو جزء بسيط من سياح البلدان الأخرى ما يساهم في دعم الاقتصاد".     

ماذا عن السياحة داخلياً؟ على صعيد آخر، ووسط الانتعاش الكبير الذي تشهده العديد من المناطق اللبنانية لا سيّما البعيدة عن العاصمة، اعتبر بو درغم أن "منذ 17 تشرين وقبل الأزمة السياسية وارتفاع سعر صرف الدولار كان التركيز على مدينة بيروت أما الانتعاش في المناطق الأخرى فكان شبه معدوم واليوم تعاني الأولى من ضائقة في الحركة والعديد من المؤسسات السياحية فيها أقفلت أبوابها، لذا اتّجهت السياحة من المدينة إلى الأرياف وازدهرت مناطق جديدة"، متابعاً "السياحة الداخلية ناشطة وهذا يبرز من خلال جولة على بيوت الضيافة والمسابح والشاليهات والفنادق في مختلف المناطق أكثر مما هي ناشطة داخل بيروت".  

وتابع بو درغم إلى أن "غلاء الأسعار وعدم قدرة اللبنانيين على شراء تذاكر السفر لا سيّما مع قرار تسديد ثمنها بالدولار نقداً قد يكونان السبب خلف ازدهار السياحة. كذلك، للمغتربين اللبنانيين دور أساسي في تنشيطها أكثر من السياح الأجانب، إذ عادت الحركة الاغترابية بعد أن باتت الأسعار في لبنان زهيدة بسبب فرق سعر صرف الدولار، بالتالي تحوّل فرق العملة إلى عامل جاذب للسياح، رغم أنه قاسٍ  وموجع بالنسبة إلى الداخل. تضاف إلى هذه العوامل زيارة العرب لا سيّما العراقيين الذين يقصدون لبنان للسياحة الطبية خصوصاً مع تراجع أعداد الإصابات بكورونا.  

لذا، حكماً السياحة الداخلية تزدهر أكثر فأكثر والدليل زيادة أعداد منازل الضيافة المرخّصة في الوزارة من 19 إلى 50 والمنتشرة في المناطق كافة من أنفه إلى بيت الدين وفقرا ودير القمر وصور والنبطية... هذا إلى جانب الاتّجاه نحو السياحة الطبيعية وازدهار زيارة الدروب مثل درب الجبل، درب النهر وافتتاح العديد منها".  

وختم "الاستقرار السياسي والأمني يشكّلان الجاذب الرئيسي للسياحة، وهذان مقوّمان أساسيان لإنمائها في اي بلد. والسياحة الركيزة الأساسية التي بني عليها الاقتصاد اللبناني في الفترات السابقة. يعتبر العرب لبنان بيتهم الخلفي ولمسنا حبّهم له ولجوِّه ومقوّماته. البلاد العربية كلّها تعمل على تنشيط السياحة وجذب السياح، وكلّها تتوافر لديها صناعة السياحة على عكس لبنان إلا أنها تفتقر إلى مقوّمات السياحة على غراره مثل الطقس وحسن الضيافة والعديد من الأسس الداخلة ضمن ثقافة اللبنانيين".  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o