May 28, 2021 3:54 PM
خاص

زيارة بلينكن إلى المنطقة: إطفاء الحرائق ووأد التوتّر

المركزية – تحمل جولة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في المنطقة (رام الله وتل أبيب وعمان والقاهرة) العديد من الرسائل في اتجاهات مختلفة، وقد اعقبت المعارك الأخيرة في القدس، في اشارة الى الاهتمام الاميركي اللافت بأوضاع المنطقة. فماذا خلف الزيارة وماذا بعدها؟ 

رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر أوضح لـ "المركزية" أن "الرئيس الأميركي جو بايدن ينتهج سياسة جديدة في المنطقة، ويحاول بكل السبل ترميم الضرر الذي يرى أنه أصاب بلاده في العالم. حتماً بعد الاتفاق الإيراني- الأميركي عبر عودة أميركا إلى الاتفاق النووي ستبرز خريطة سياسية جديدة ومن الطبيعي أو يوفد بايدن بلينكن إلى المنطقة"، معتبراً أن "زيارته تأتي في إطار الوقوف عند آراء دول المنطقة وجمع المعلومات منها راهناً وفي المستقبل وإبلاغها في المقابل أن إدارة البيت الأبيض تنوي إطفاء العديد من الحرائق في المنطقة وتخفيف التوتّر، وهذا هو العنوان العريض"، مضيفاً "للأردن دور كبير في ما يتعلّق بحلّ الدولتين. لذا، توقيت الزيارة مناسب وكانت ضرورية". 

أما العلاقة الأميركية – الإسرائيلية، فأكّد أنّها "أبدية سرمدية وما من رئيس أميركي إلا وضمن أمن تل أبيب ومستقبلها. إلا أننا لاحظنا خلال محطتين رئيسيتين أن الإدارة الأميركية لم تخضع لإسرائيل: أوّلاً، بعد فشل الأخيرة في ثني الأولى عن العودة إلى الاتفاق النووي، وفهمت أن مصالح واشنطن ورؤيتها لعودتها إلى الاتفاق النووي أسلم لكلّ الأطراف وللعالم. المحطّة الثانية لاحظناها في حرب غزّة حيث برزت أميركا بوجه مختلف إلى حدّ كبير، إذ لم تؤيّد إسرائيل وساعدت رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في الخروج من عنق الزجاجة لكنّها كانت صارمة معه، وعلى عكس ما كان يحصل سابقاً لم يُملِ نتنياهو إرادته على أميركا بل تصرّفت معه كالأستاذ والتلميذ. أي أمن تل أبيب مضمون من واشنطن لكنها غير مضطرة لمساندة سياستها وأخطائها ورعونتها". 

وعمّا إذا كان سبب المواجهات في القدس المفاوضات النووية في سعيٍ من إسرئيل إلى نسف الاتفاق النووي، أشار جابر إلى أن "هذا ممكن أن يدخل ضمن سلسلة العمليات التي قامت بها إسرائيل لعرقلة المفاوضات النووية، وكانت على وشك اندلاع حرب في المنطقة لعرقلتها، وأُفهمت من أميركا أن "اللعب بالنار" ممنوع. إسرائيل تعلم أن مواجهات القدس لن توقف الاتفاق النووي وإيران كانت أوعى من الدخول مباشرةً وبشكل ظاهر في الصراع"، لافتاً إلى أن "تل أبيب تصرّفت بقلّة دراية وفي التوقيت والمكان الخاطئين أي خلال شهر رمضان وتم التعرض للحرمات الدينية، حيث أمعن المستوطنون فساداً وهجموا على المسجد الأقصى يوم الجمعة خلال رمضان وهو المسجد الذي يعتبر أساس الحرمين الشريفين أي تحدّت مليوني مسلم، إضافةً إلى كون الشيخ جرّاح حي مهمّ جدّاً وهذا ما أدّى إلى أن تكون غزة المبادِرة إلى إطلاق الصواريخ على إسرائيل لأوّل مرة، تضامناً مع المنتفضين في الضفة الغربية والقدس. كذلك، لأوّل مرّة تُطلق إسرائيل المستوطنين الذين وصفهم الإعلام العالمي بالميليشيا المسلّحة، وقامت بـ "العمل القذر" عبر وضع الجيش الإسرائيلي في وجه المواطنين الفلسطينيين المجرّدين من أي سلاح. بالتالي إن كانت تريد إسرائيل عرقلة الاتفاق النووي فقد فشلت وباتت بحاجة إلى من ينقذها وأكبر دليل صدور وقف إطلاق النار من جانب واحد ومن دون اتّفاق موقّع يمكن أن يخرق في أي وقت"، مستبعداً أن "تعيد إسرائيل الكرّة، بعد أن خسرت عسكرياً ومادياً وسياسياً ولم تحقق أي إنجاز في عملية غزّة".  

واعتبر جابر أن "إذا وافق الفلسطينيون على وقف إطلاق الصواريخ من غزّة يجب أن يرفعوا مطالب عدّة: الأوّل، فكّ الحصار البحري عن غزّة، وربما سماح إسرائيل بالصيد على مسافة 5 كيلومتر، فكّ حصار جزئي، والثاني أن تتعهد الأخيرة بعدم السماح لأي من المستوطنين باختراق باحة المسجد الأقصى لأنه سيخلق العديد من المشاكل. والثالث، تجميد قرار المحكمة بإخلاء السكان الأصليين من منازلهم".  

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o