May 25, 2021 10:16 AM
خاص

بين حرب غزة و"عناقيد الغضب"...قاسم مشترك ورسم معادلات جديدة؟

المركزية - في مثل هذا اليوم من العام 2000، انسحبت اسرائيل من لبنان، وجاء هذا الانسحاب نتيجة عملية "عناقيد الغضب" التي نفذها الجيش الاسرائيلي عام 1996. فبعد ان كان موضوع الانسحاب الاسرائيلي من لبنان غير متداول في الاوساط السياسية المحلية والعالمية، جاء الانسحاب بعد اربع سنوات نتيجة لعملية "عناقيد الغضب".

السفير السابق لواشنطن رياض طبارة، شبّه ما حصل في غزة بعملية عناقيد الغضب، جازما بأن لا يمكننا منذ الآن معرفة نتائج حرب غزة، فهي ستظهر لاحقاً. وقال لـ"المركزية": "ما حصل في غزة يشبه ما حصل عام 1996 في لبنان، والتي لم يكن حينها احد يفكر ان اسرائيل ستنسحب من لبنان"، مشيرا الى "ان لا يمكن ان تتبين راهناً نتائج حرب غزة، لكن ما لاحظناه هو حصول بعض التغييرات والمؤشرات التي تدل الى تبدل المعادلات، إذ لأول مرة تصدر مؤسسة "هيومن رايتس ووتش" تقريراً تقول فيه إن السلطات الإسرائيلية ترتكب الجريمتين ضد الإنسانية المتمثلتين في الفصل العنصري والاضطهاد، وهذا ليس بقليل، كما صدر تصريح لمرشح سابق للانتخابات الاميركية وهو يهودي وعضو في مجلس الشيوخ يدين اسرائيل، نجد ان هناك تطورا في التفكير اميركي على صعيد المؤسسات و في الكونغرس. فالرئيس الاميركي جو بايدن كان مسترخياً في البداية وترك اسرائيل تتمادى في عدوانها ثم غيّر فكره تحت ضغوطات حزبه، فدخل على الخط، ووضع اسرائيل في موقف حرج، لكن لم يتبين حتى اليوم ما هي نتيجة هذه المواجهة".

أضاف: ما يحصل مشابه لعملية عناقيد الغضب عام 1996، فعندما ضربت اسرائيل قانا، لم تتدخل الولايات المتحدة مباشرة وتركت اسرائيل تعتدي على لبنان، الى ان أحسّ رئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيريز أنه وقع في ورطة فطلب من الاميركيين التدخل. المهم كيف انتهت العملية، بتفاهم نيسان عام 1996 وبلجنة مراقبة في الجنوب فهدأت الاحوال وبعدها بأربع سنوات انسحبت اسرائيل".

وتابع طبارة: "بعد عملية عناقيد الغضب، طار شمعون بيريز من الانتخابات. فهل سيسقط نتنياهو في الانتخابات بسبب حرب غزة؟ ووقف اطلاق النار على اي شروط تم؟ هل ستضرب اسرائيل مجددا وهل ستتوقف عن الاعتداءات والاخلاءات؟ ما هي نتيجته على المدى المتوسط والبعيد؟ وهل ستكون لها تأثيرات طويلة الامد وايجابية على الفلسطينيين؟لا شك ان هناك تغييراً حصل في موازين القوى، أظهرت ضعف الاسرائيليين، لكن لا يمكننا ان نقول اليوم ان نقيّم نتيجة مواجهة من هذا النوع حالياً وعلينا ان ننتظر بعض الوقت".

اليوم مع وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل ضمن جولة إقليمية تركز على تثبيت وقف إطلاق النار، هل سنشهد تغييراً في منطقة الشرق الاوسط بدءا من فلسطين، فتكون الشرارة لحلّ جذري للمنطقة كما كانت عملية عناقيد الغضب الشرارة التي دفعت اسرائيل للانسحاب من لبنان؟ فلننتظر ونر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o