May 24, 2021 12:51 PM
خاص

هدنة غزةهشة..و"الإعمار" بشروط العرب وتل ابيب؟!

المركزية- عقب 11 يوما من العدوان الإسرائيلي على غزة، بدأ سريان وقف إطلاق النار في القطاع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، مساء الخميس الماضي، وأعلن الجانبان قبولهما مقترحا مصريا للهدنة، في وقت تشدد القاهرة على اهمية الدفع نحو إيجاد سلام شامل وعادل.

فبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، الهدنة هذه هشة، وليست ثابتة بعد، في ظل تهديدات تتربص بها من الداخل والاقليم متعلّقة بمصالح ايران التي تُمسك بقوة بورقة "حماس". فثمة مخاوف حقيقية من امكانية عودة المواجهات بين اسرائيل وحماس في غزة، في اي لحظة، متى احتاجت طهران الى ذلك، وايضا، لان اتفاق وقف النار لم يحصل على اساس "صيغة اتفاقية" واضحة المعالم، بل هو نتيجة اتصالات تولتها مصر مع اسرائيل والمسؤولين الفلسطينيين لاسيما مسؤولي حماس والجهاد الاسلامي لوقف العمليات العسكرية.

على اي حال، تسعى القاهرة الى توطيد ركائز "الهدنة" الوليدة وتدعيمها. للغاية، بدأ وزير خارجية مصر سامح شكري، مساء أمس، زيارة إلى العاصمة الأردنية عمان، لبحث إحياء عملية السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ 2014. وذكرت وزارة الخارجية المصرية - في بيان - أن زيارة شكري ستتضمن إجراء "مباحثات معمقة" مع نظيره الأردني أيمن الصفدي حول المستجدات ذات الصلة بالمشهد الفلسطيني، و"سبل البناء على إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتعزيز التدابير اللازمة للحفاظ على استقرار الأوضاع، ووقف التصعيد بصورة دائمة في سائر الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية". وحسب البيان أيضا، ستتناول المباحثات "سبل توفير المناخ الملائم لإعادة إحياء عملية السلام بشكل عاجل، وصولا إلى تسوية سياسية شاملة تضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفق مقررات الشرعية الدولية ذات الصلة".

في موازاة هذا الجهد الدبلوماسي، بدأ تحدّي اعادة اعمار غزة المدمّرة، يفرض نفسه. وهنا، تشير المصادر الى استعداد معظم الدول العربية والخليجية للمشاركة في العملية هذه، الا انها تشترط تحجيم "حماس" ووقف دعمها او تمويلها. وتكشف ان احد أبرز بنود اتفاق المصالحة الخليجية – الخليجية، كان وقف تمويل ودعم حماس والجهاد الاسلامي، بعدما ساهمت قطر في تمويلهما، في تطوير قدراتهما، بما سمح لهما بحفر الانفاق بين غزة وسيناء. ووفق المصادر، فإن هذا الشرط "العربي"، على حاله.. وهو يترافق مع شروط اسرائيلية ايضا. فتل ابيب، دائما وفق المصادر، لن تسمح باعادة الاعمار الا وفق شروطها وبعد تنفيذ مطالبها، وقد رأت ان القطاع يشكل تهديدا جديا لأمنها، نظرا الى الاسلحة التي يختزنها والقدرات الصاروخية لحماس التي قضت مضاجع الاسرائيليين لايام.

ووفق المصادر، ستواصل اسرائيل ضغوطها لوضع القطاع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، لا حماس المموّلة ايرانيا، الامر الذي قد يحتاج الى  مصالحة فلسطينية – فلسطينية – اسرائيلية حقيقية. وفي الانتظار، هي ستراقب من كثب أعمال اعادة الاعمار، لمنع حماس من حفر الانفاق من جديد، والتي تقول انها تمكنت من تدميرها والتخلّص منها. هذه المعطيات تعني ان عملية اعمار القطاع، ستمرّ في مصفاتيّ العرب والاسرائيليين في آن، وتحت عيونهما، تختم المصادر.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o