May 24, 2021 6:18 AM
صحف

الأفق مسدود.. مبادرة بري لم تقابل بايجابية من عون وباسيل ولا وساطات بين بعبدا وبيت الوسط

اشارت مصادر سياسية لـ"اللواء" الى انه لا يبدو بالافق ما يشير الى بلورة مساعي او وساطات بين بعبدا و«بيت الوسط»، يمكن ان يبنى عليها لدفع مسار تشكيل الحكومة إلى الأمام.

وتتركز الأنظار على نتائج مناقشة المجلس النيابي لرسالة رئيس الجمهورية ميشال عون ومفاعيلها السياسية لاسيما على مسار تشكيل الحكومة الجديدة. واستنادا الى مصادر سياسية، لا يبدو بالافق ما يشير الى بلورة مساعي او وساطات بين بعبدا و«بيت الوسط»، يمكن ان يبنى عليها لدفع مسار تشكيل الحكومة إلى الأمام، وأن كل ما يحكى او يتردد عن مساع او مبادرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، لم يقابل بايجابية من عون وباسيل، بل سدت الابواب امام تحركاته بشكل عام ولم يلق ما يطرحه من تجاوب وبحث ومناقشة عملية حتى اليوم.

ةتحدثت اوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري لدى الأنباء الكويتية عن وجود مبادرة لديه، من شأنها اخراج الحكومة من عنق الزجاجة، لكنها لا تخفي شعورها بأن هناك من يريد حكومة، لكن من غير طريق رئيس المجلس.

وربما من هنا كان سعي بري، عندما علم بنية الرئيس ميشال عون رفع شكواه على الرئيس المكلف سعد الحريري، الى ثنيه عن ذلك، وتقول مصادر نيابية ان الرئيس عون اقتنع بوجهة نظر رئيس المجلس، الذي فوجئ باليوم التالي بالرسالة الرئاسية تصل على عنوان مجلس النواب مباشرة، وهذا ما أثار استغرابه الشديد، وما جعله يوافق الرئيس المكلف الحريري على نقل المناقشة النيابية لرسالة الرئاسة عبر شاشات التلفزة، كي يسمع الجواب على الرسالة غير المبررة، من به صمم.

وقللت المصادر عبر "اللواء" من اهمية ما تروجه بعض وسائل الإعلام عن  وجود مبادرة ما لاعادة تحريك ملف تشكيل الحكومة بعد جلسة مناقشة الرسالة، نافية علمها بمثل هذه المبادرة او ان ما يروج له بهذا الخصوص بانه من أجل ابقاء الأمل قائما لدى اللبنانيين برغم كل اجواء التصعيد وتعطيل ملف تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرة إلى أنه لو كانت مثل هذه الاخبار جدية والوسطات صحيحة، لما كان الرئيس المكلف سعد الحريري، غادر لبنان فور انتهاء جلسة مجلس النواب السبت الماضي إلى الخارج، وكان بقي في لبنان ليتابع مجريات اي حركة او تواصل ما لحل الازمة المستفحلة.

وفيما لم يصدر تعليق من قصر بعبدا على اجواء جلسة مجلس النواب فإن مصادر مطلعة قالت لـ«اللواء» أن التوصية التي صدرت من المجلس حول حث رئيس الحكومة المكلف على تأليف الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية تشكل نوعا من التفسير بالنتيجة وتأكيد المؤكد بالتالي. وأوضحت المصادر أن الرسالة كانت واضحة والوقائع الأساسية فيها لا تزال كما هي بالتالي  ولم يتم دحضها في الجواب المتوتر أو المتشنج وغير الإيجابي.

ولم تخف التأكيد انه كان هناك توقع بأن يخرج الرئيس المكلف عن النص ويتقدم بخطوة إيجابية تجاه الرئيس بري والتعاطي كرجل مؤسسات فيأتي الى منتصف الطريق ويقفز إلى نصف الكوب الملان ولاسيما بعد كلمة رئيس تكتل لبنان القوي ولكن الأمر لم يحصل.

وعلى جبهة فريق العهد، بدا الانفعال السياسي سيّد الموقف، وسط حديث متكرر عن رسالة من رئيس الجمهورية إلى الشعب اللبناني، أو الدعوة إلى الحوار في بعبدا، أو التحضير لاستقالات جماعية من مجلس النواب، لفرض انتخابات نيابية مبكرة..

وفي أسوأ الخيارات، تتخوف مصادر نيابية معينة من ان يقحم العهد السنة الأخيرة من حكمه في الفراغ الكبير.. تمهيداً لاحداث فراغ اجتماعي، وانهيار عام، في تلبية الاحتياجات، والتحول إلى احتكاكات بين القوى السياسية في الشارع.

وقالت مصادر مطلعة لـ"الأخبار" إن علامات الاستفهام التي تركتها الجلسة تتمحور حول الخطوة المقبلة التي سيقوم بها عون أو باسيل، خصوصاً أن الاثنين معاً لم يستسيغا أبداً ما حصل، ويعتبران أنهما "تعرّضا لخديعة". وأشارت المصادر إلى أن "عون كانَ يعلم بأن رسالته غير دستورية وأنها لم تكُن لتؤدي الى مكان"، وبالتالي فإنها "تأتي كخطوة من ضمن خطوات لاحقة يجري البحث فيها". ولفتت المصادر إلى أن "عون وباسيل قد يذهبان الى خطوات قد تفاجئ الجميع، إذ تأكد أن الحريري فعلاً لا يريد أن يؤلف حكومة وهو محكوم بضوابط خارجية لا تسمح له باتخاذ أي خطوة". وفيما لم تفصح المصادر عن نوع الخطوات التي ستتخذ لاحقاً، لفتت الى أن "كل شيء وارد، حتى الاستقالة من مجلس النواب رداً على التعطيل وعدم تحمّل أي من الأطراف مسؤوليته". غير أن أوساط سياسية استبعدت مثل هذا الإجراء، ولا سيما أن هذا المطلب يمكن أن يدفع آخرين الى استغلال الفرصة للاستقالة من مجلس النواب، كالقوات اللبنانية التي تطالب بانتخابات نيابية مبكرة، وخاصة أن استقالة أكبر كتلتين مسيحيتين من المجلس ستفقده ميثاقيته".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o