انتخابات سوريا توتّر لبنان...استفزازات في عقر الدار واستنفار امني
مواجهات في نهر الكلب والاشرفية ..الجيش يتدخل ودعوات لاعادتهم الى "نظامهم"
رسالة عون للمجلس تتلى غدا وجلسة ثانية لمناقشتها..دولار "صيرفة" ب 12 الفا
المركزية- وكأن التوتر وعدم الاستقرار قدر مكتوب للبنان واللبنانيين الذين يعيشون كل يوم جديدا سيئاً بفعل السياسات الخاطئة واللامسؤولة لمن يفترض انهم في موقع المسؤولية عنهم. فمن حرب غزة وتداعياتها الى الصواريخ "اللقيطة" جنوبا فالاساءة "الخارجية اللبنانية" لدول الخليج والمملكة العربية السعودية التي ما زالت تجرجر ذيولها على رغم احتواء مفاعيلها بموجة الحج اللبناني الى السفارة السعودية واستنكار التعرض للدول الصديقة، وتنحي الوزير شربل وهبة، جاءت الانتخابات السورية اليوم لتزيد الى التشنج تشنجاً والى الاحتقان احتقاناً بفعل الاستفزازات التي مارسها بعض السوريين المؤيدين لنظام رئيسهم بشار الاسد في عقر الدار اللبناني الذي لم يمسح بعد اثار جراح وندوب عميقة تسبب بها هذا النظام، وما زال كثير من اللبنانيين مجهول المصير في غياهب سجونه، وسط تساؤلات عما يفعل هؤلاء في لبنان ما داموا يؤيدون النظام ومناطقهم آمنة، غير سحب اللقمة من فم اللبناني الجائع ومقاسمته رغيف خبزه المدعوم من اموال مصرف لبنان، او ما تبقى منه لم يهرّب الى دولتهم بغض طرف او بإرادة المنظومة الحاكمة الموالية لرئيسهم ومحوره الممانع.
الاعلام السورية وصور الرئيس بشار الاسد التي ارتفعت في مناطق تمثل نبض المقاومة اللبنانية ضد الوجود السوري على مدى عقود، لا يمكن ان يُقرأ منها الا الاستفزاز واستدراج ردات الفعل والممارسات العنفية، فهل هذا المقصود والمطلوب في هذه اللحظة بالذات، في حين ان النازحين السوريين في المخيمات وهم من الفريق المعارض للنظام السوري رفعوا يافطات في مخيماتهم دونوا عليها " بايعوا الاسد وباعوا سوريا"؟
انتخابات واشكالات: ففيما هدأت نوعا ما العاصفة التي هبّت على ضفة العلاقات اللبنانية – السعودية، واجه لبنان اليوم توترات جديدة تسببت بها الانتخابات الرئاسية السورية... فقد توافد المواطنون السوريون الى السفارة السورية في اليرزة، منذ الصباح، للاقتراع في إطار الانتخابات الرئاسية، والتي مُددت فترة التصويت فيها حتى منتصف الليل، الا انهم حضروا بباصات حاملين الاعلام السورية وصور الرئيس بشار الاسد ما تسبب بإشكالات متنقلة على الطرق، من شكا الى الزوق الى نهر الكلب وجل الديب وصولا الى ساحة ساسين، حيث رأى كثير من اللبنانيين في هذا السلوك، استفزازا لهم خاصة وان النظام السوري مسؤول عن قتل وخطف الآلاف في لبنان منذ اندلاع الحرب وفي ايام السلم كذلك.
عودوا الى سوريا!: وعلى وقع الفوضى التي سادت الشارع والتي استدعت انتشارا عسكريا امنيا كثيفا، رأى اكثر من طرف سياسي ان لا مبرّر لبقاء اي نازح سوري صوّت لبشار الاسد، في لبنان. في السياق، غرّد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات اللبنانية" ريشار قيومجيان عبر "تويتر"، قائلا "زايدتم علينا بالامس تفضلوا رجعوهم اليوم. النازحون السوريون الذين ينتخبون بشار الأسد ويتظاهرون تأييدا له يعني ما عندهم مشكلة سياسية أو أمنية أو قانونية تمنعهم من العودة الآمنة والكريمة الى بلادهم مع عائلاتهم. ابدأوا بهؤلاء". وأضاف "نطالب حكومة تصريف الاعمال بتفعيل عمل اللجنة الوزارية المنوط بها ملف النازحين والبدء فوراً بتنفيذ اكثر من خطة موجودة لعودة هؤلاء بينها خطة سبق وقدمتها باسم وزراء القوات اللبنانية الى الامانة العامة لمجلس الوزراء لكن لم يتم وضعها على جدول اعماله في أي جلسة". من جانبه، غرّد رئيس "حركة الاستقلال" النائب المستقيل ميشال معوّض عبر حسابه على "تويتر: "ما يجري على الأرض من استعراضات واستفزازات من مؤيدي النظام السوري بذريعة إعادة انتخاب بشار الأسد أمر مرفوض بالكامل. أوجه دعوة صادقة للجيش والقوى الأمنية لفرض الأمن ومنع الاستفزازات كما أدعو الجميع لضبط النفس وتفادي أي توترات لبنان في غنى عنها".
علي والاعتداءات: في المقابل، قال السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي في تصريح خاص لـRT، إن الاعتداء على الناخبين السوريين في لبنان مؤلم، ونضعه برسم السلطات المعنية في لبنان. أضاف أن الاعتداء على حافلات الناخبين لا يليق باللبنانيين، مؤكدا أنه يضع هذه الاعتداءات برسم السلطات المعنية في لبنان.
نازيون!: رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل،نشر عبر تويتر صورة عن القوات اللبنانية، أرفقها بالتعليق التالي: "عندما قلنا بعودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين، قلتم انّنا عنصريون! عندما وضعنا خطة حضارية لعودة آمنة وكريمة للنازحين، عارضتموها وقلتم اننا فئويون! عندما تضربون نازحين مسالمين ذاهبين للتصويت في سفارة بلدهم وتعتدون على امانهم وكرامتهم، نقول عنكم انّكم نازيّون، مع فرق واحد، انها الحقيقة".
أعد المعتقلين: وتعليقا، غرّد عضو تكتّل "الجمهورية القوية" النائب أنطوان حبشي على "تويتر" الاتي: حماية النازحين السوريين الذين هجرهم واضطهدهم نظام الاسد هي اولوية انسانية حتما. لكن أن يكون هناك سوريون يمكنهم الذهاب الى سوريا لانهم مع النظام ويبقون في لبنان، فهم ليسوا بنازحين بل مستهلكون، وبفضلكم، للمواد المدعومة المخصصة لفقراء اللبنانيين. وأيضاً يمارس سوريو الاسد الاستفزاز والتهجم وتكسير السيارات. أقله أن يوضع لهم حد. أن تستعمل قضية النازحين لتطبيع العلاقة مع نظام الاسد لاهداف سياسية سلطوية ضيقة في لبنان وعلى حساب كل الشعب اللبناني، امر مرفوض.عليك ان تعيد كل المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وتحديدًا معتقلي الجيش اللبناني بعد عملية ١٣ تشرين قبل ان تؤدي دفعة على الحساب للنظام السوري. ذر للرماد في العيون استهتار في عقول الناس وامعان بالتواطؤ والخيانة".
رسالة الرئيس: سياسيا، لا جديد في انتظار جلسة تلاوة رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى مجلس النواب حول "تأخّر الرئيس المكلف سعد الحريري في انجاز التشكيل"، المقررة غدا، والتي اشارت المعلومات الى ان سيتم الاكتفاء غداً بقراءة الرسالة على النواب ولن يُفتَح المجال لمناقشتها، على أن يُحدِّد الرئيس برّي جلسة ثانية للمناقشة الأسبوع المقبل.
مضمون تضليلي: في الاثناء، أكّد عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش على أن الرسالة ذات مضمون تضليلي وأضاف في حديث الى "صوت لبنان": "غداً ستكون حاضرة كتلة المستقبل في المجلس النيابي لكن حضور الرئيس المكلّف لم يُحسم بعد، ومضمون رسالة الرئيس عون مُختلف عن الواقع الذي يحمّل الحريري مسؤولية عدم التأليف، فيما عُرض على الرئيس عون أكثر من 15 مرّة حلول لتخطّي عقبات التشكيل لكن الفريق الرئاسي كان دائماً يعرقل من أجل مكاسب على غرار الثلث المعطّل وغيرها". وتابع"منطق مضمون رسالة الرئيس عون سيواجه في مجلس النواب لتبيان الأمور الى الرأي العام".
منصة صيرفة: ماليا، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن البنك المركزي سيقوم بعمليات بيع الدولار للمصارف المشاركة على منصّة Sayrafa بـ12 ألف ليرة للدولار الواحد.
قنابل دخانية: امنيا، على الحدود الجنوبية، أصيب عدد من السوريين الذين يعملون في الأراضي الزراعية بحريق في العيون جراء اطلاق الجيش الاسرائيلي عددا من القنابل الدخانية باتجاه سهل مرجعيون . وقامت عناصر من الجيش الإسرائيلي باقتلاع الأشجار الحرجية قرب الطريق العسكرية لمستعمرة "المطلة"، وعمدت إلى وضع سياج جديد وأسلاك شائكة، منعا لوصول المدنيين من الجهة اللبنانية إلى الحدود مع فلسطين المحتلة.