May 20, 2021 12:58 PM
خاص

"فيينا" لا تتأثر بالتصعيد الاقليمي.. تقدُّم ملموس!

المركزية- فيما المنطقة تغلي والاراضي المحتلة تشهد مواجهات دامية منذ اسابيع، والمعاركُ في اليمن مستمرة، تماما كما اعتداءات الحوثيين على السعودية.. لا تبدو مفاوضات فيينا لمحاولة "إحياء" الاتفاق النووي وإعادة الولايات المتحدة اليه، متأثّرةً بهذه الاجواء الملبّدة الداكنة، بل على العكس.

فقد أعلن المشاركون في المفاوضات امس عن تسجيل "تقدم ملموس" في المحادثات. وأشار رئيس اللجنة المشتركة للاتفاق الدبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا في ختام هذه المحادثات إلى ظهور مؤشرات لـ"اتفاق بدأت ترتسم ملامحه".

بدورها، أكدت دول الترويكا الأوروبية المشاركة في الاتفاق (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) أن "أُطر ما قد يكون عليه الاتفاق النهائي، ترتسم"، معلنةً أن "المعطيات مُختلفة عما كانت عليه لدى مغادرتنا في المرّة الماضية". إلّا أن الدّول الثلاث بدت حذرة، وشددت، في بيان مشترك، على ضرورة "عدم التقليل من شأن التحديات المُقبلة" نظراً إلى "مدى تعقيد بعض المسائل التقنية".
من جانبه، أعلن المبعوث الروسي إلى فيينا، ميخائيل إليانوف، تحقيق تقدم "جيد" أو "مهم" في الجولة الرابعة. وأكد أن اتفاقية باتت "في متناول اليد"، آملاً أن تكون الجولة الخامسة هي الجولة النهائية.

غير ان ايران، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، تبدو متفائلة بقوة ومرتاحة جدا الى مسار المحادثات وتتحدث عنها بلغة ايجابية وأكثر! فكبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، اعلن في ختام جولة المحادثات الرابعة، التوصلَ إلى "إطار عمل وهيكلية اتفاق"، موضحاً أنه "تمّ إعداد النص الرئيس والمرفقات". إلّا أن عراقجي أشار إلى أن المسودة لم تنته بعد، آملاً أن "تكون الوفود قد اتخذت قراراتها للتوصل إلى اتفاق، في الأسبوع المقبل، عندما نستأنف المُحادثات". من جانبه، تحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني امس في خطاب متلفز عن إنجاز "خطوات كبيرة" وفق ما نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا"، متعهدا بأن بلاده ستخرج "منتصرة" من المفاوضات.

لكن الافراط في التفاؤل بحسب المصادر، ليس في مكانه، وتبدو ايران – او الفريق الاصلاحي فيها في شكل خاص - تريد تصريفه في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي العتيد خلال اسابيع. فحتى الساعة، وبينما الهدف من مفاوضات فيينا "رفعُ العقوبات عن طهران التي فرضتها إدارة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب، مقابل التزام إيران بالتقيد من جديد بمضامين الاتفاق النووي لعدم امتلاك سلاح نووي"، لا تقدّم في هذا الخصوص، اذ ان طهران لا تزال تشترط رفعا مسبقا للعقوبات قبل ان تعود الى بنود التفاهم، الامر الذي يرفضه الجانب الاميركي.

وقد تحفّظت واشنطن عن "ايجابية" ايران امس، اذ اكتفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جالينا بورتر بالتشديد على أن "جولتي المحادثات الأخيرتين ساهمتا في بلورة الخيارات التي يتعين اتخاذها على السواء من قبل إيران والولايات المتحدة من أجل عودة الطرفين للاتفاق النووي"...

ما بين سطور هذه المواقف كلّها، يمكن قراءة رغبة حقيقية بالتوصل الى تفاهم يُحيي الاتفاق النووي. ورغم شد الحبال الحاصل بين طهران وواشنطن، فإن التوصل الى هذا التفاهم، لن يتأخّر، تختم المصادر.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o