May 20, 2021 6:38 AM
صحف

رسائل الجنوب تتكرر... وتخوّف من تفاقم الوضع

بقيت ساحة الجنوب محط الأنظار مع استمرار عمليات اطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة، حيث أعربت مصادر أمنية عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية عن قلقها مما يجري وتخوفها من تفاقم الوضع ونقل المواجهة الى الجنوب اللبناني بعد ان هدأت العمليات نسبيا في قطاع غزة، سائلة: "أين موقف حزب الله مما يجري، وما هو دور قوات الطوارئ الدولية بعد ان ثبت ان معظم الصواريخ التي أطلقت تقع ضمن نطاق عملها؟".

من جهتها، اشارت "الجمهورية" الى ان لبنان يشهد مثلثاً متفجراً، موضحة ان في الضلع الاول له أزمة اقتصادية ومالية حارقة، واختناق معيشي واجتماعي تذكّي ناره مجموعة من الفاشلين، تجاهلوا نكبة البلد ولطّخوه بأوساخهم وموبقاتهم وضيّعوه في مجاهلهم السياسية والشخصية، واثبتت التجربة المريرة مع نهجهم التخريبي، ان ليس من بينهم من هو أهل للتربّع على عرش المسؤولية والقرار، وليس منهم من يفلت من العقاب والحساب والسجن.

وفي الضلع الثاني، تتبدّى مراهقة سياسية متخلّفة قاصرة في ادارة شؤون الدولة، ولعلّ احد أمثلتها الرديئة يكمن في العبوة التي فجّرها شربل وهبة في علاقات لبنان الخارجية، وأهان فيها الاصدقاء والاشقاء وأصابهم في الصميم، ولا يبدو انّ الجروح العميقة التي سبّبها من النوع الذي يُمحّى بسهولة، ويُدمَل بتقزيم هذه الإهانة الى مجرّد اعتبارها خطأ عفوياً وغير مقصود في التعبير، او زلّة لسان!

واما في الضلع الثالث لهذا المثلث، فتتربّع الرسالة الرئاسيّة إلى مجلس النوّاب، غير المسبوقة في مضمونها، الذي "يضع النواب امام مسؤولياتهم حيال تكليف الرئيس سعد الحريري"، بما جعله عبوة سياسية موقوتة توحي الأجواء المحيطة بها انّها ستنفجر حتماً في الجلسة النيابية العامة التي حدّدها رئيس المجلس النيابي نبيه بري غداً الجمعة، لتبليغ الرسالة الرئاسية الى النواب واجراء المقتضى حولها. ويحوّلها الى ما يشبه جلسة تصفية حساب بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف.

على انّ ما هو اخطر من كل ذلك، هي الصواريخ المجهولة والمريبة والمشبوهة، التي دأب على اطلاقها من يُسمّون بالأشباح العابثة بالأمن، من خلال سعيهم الى ان تُمدّد النار المشتعلة في فلسطين المحتلة الى لبنان عبر اطلاق صواريخ من الاراضي اللبنانية في اتجاه المستوطنات الاسرائيلية، وآخرها امس، حيث أحدث ذلك حالة من التوتر على الحدود الجنوبية، وهو الامر الذي يرسم اكثر من علامة استفهام حول معنى هذا الاستهداف، وحول الجهات التي تقف خلفه ومراميها، خصوصاً وانّ هذه الجهات المجهولة الهوية لا تجرؤ ان تعلن عن نفسها.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o