May 19, 2021 2:05 PM
خاص

معارك غزة وقود للتسوية الكبرى..ضغط متعاظم على المعرقلين للتسليم!

المركزية- ليس المشهد الفلسطيني- الاسرائيلي، على مأساويته والارواح البريئة التي تزهق في معاركه، سوى وجه من وجوه التسوية السياسية الجاري العمل عليها في اروقة المقار الدولية وبعض من عدة العمل المطلوبة لبلوغ لحظة نضوجها. فالدماء التي تهرق والاحياء التي تدمّر والعائلات التي تقتل وتتشتت في غزة، ليست الا وقودا للمسار التغييري في الشرق الاوسط من ضمن مخطط مدروس للوصول الى تنفيذ مشروع السلام الشامل وحمل الاسرائيليين على الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين بعد ضم منطقة ابو ديس اليها.

وجهة النظر هذه لمسؤول عربي يعرب عن اعتقاده، بحسب ما تنقل عنه اوساط سياسية لبنانية لـ"المركزية" ان ما يجري بين الاسرائيليين والفلسطينيين سواء في القدس في حي الشيخ الجراح او في غزة من قصف ومواجهات عسكرية يأتي من ضمن مسيرة التغيير في المنطقة، ومسار المفاوضات سواء في فيينا او في العراق او سوريا. ويقول ان نتائج  الاجتماعات التي عقدت في المنطقة اخيرا وفي عواصم غربية شكلت ضغطا على الاطراف لاسيما على الاسرائيليين والفلسطينيين لسلوك طريق السلام الحقيقي، بعدما تمكّن الفلسطينيون من قصف مدن داخل اسرائيل وشل الحياة فيها وتعطيل الملاحة الجوية وخلق مناخ من الرعب في اوساط السكان الذين باتوا معرضين للخطر في منازلهم يفتقدون للآمان والاستقرار، بما يؤكد  قدرة الفلسطينيين وسعيهم لقيام دولتهم القابلة للحياة وفق مشروع الدولتين الذي لا تزال اسرائيل ترفضه ، بحيث بات امرا واقعا لا مفر منه، ومعارك غزة ستفتح بابه.

وفي السياق، تقول الاوساط  ان الشعب الفلسطيني يسأل اليوم قادة حماس والجهاد عما فعلوا لغزة واهلها بعد دمرت اسرائيل مقارهم ، خصوصا ان معظم قادة حماس والجهاد وعائلاتهم خارج غزة وبعضهم حاول التوجه الى مصر.  وتضيف" ان اسرائيل لن توقف عملياتها العسكرية قبل القضاء على القوة العسكرية لحماس والجهاد وقادتها وقد دمرت انفاق المترو الذي كان يستخدم لنقل الذخيرة والسلاح الى حماس من البحر ومعبر رفح وسائر المناطق التي تستخدم للغاية.

وفي معرض تأكيد وجهة نظرها، تستغرب الاوساط احجام محورالمقاومة في دول الطوق عن المشاركة في مواجهة اسرائيل الى جانب حماس والجهاد الاسلامي في غزة لتخفيف الضغط عن هذه الجبهة، مشيرة الى ان عدم فتح المقاومة جبهة جنوب لبنان لالهاء اسرائيل، يؤكد ان هدف المواجهات ليس فقط المقاومة انما يُستخدم في اطار مشروع التسوية لفرضها على من يرفضها حتى الساعة ويرفع شروطه في وجهها.

الايام المقبلة كفيلة بتظهير الصورة واهداف عملية غزة تختم الاوساط، فالسلام في الشرق الاوسط لن يبقى بعد اليوم مشروعا انما سيتحول الى واقع، شاء من شاء وأبى من أبى ومسار التطبيع الشعبي، بعد الرسمي، انطلق.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o