May 19, 2021 1:15 PM
خاص

ربط لبنان بالعرب ليس تجاريا بل لصون الهوية والكيان

المركزية- تراكم المنظومة الحاكمة الاخطاء السياسية والامنية والدبلوماسية في حق ناسها، قبل دول الخليج. استهتارها بالعلاقات اللبنانية مع العرب وعواصم المجتمع الدولي، لا يؤثر على الاخيرة كثيرا، بل يدفع ثمنه اللبنانيون فقط، مقيمين- مقاومين للفقر في الداخل، او منتشرين هربوا من الجهنم المحلي ليبحثوا عن لقمة عيشهم في الخارج.

بحسب ما تقول مصادر  معارضة لـ"المركزية"، فإن هذا السلوك القاتل للبنان كيانا وشعبا، بدأ مع سكوت الدولة عن تصدير حزب الله مسلحيه وعناصره الى الدول العربية، من سوريا الى العراق وصولا الى اليمن، وعن اصرار مسؤوليه على توجيه الاتهامات بالخيانة والعمالة وتمويل الارهاب الى القادة العرب والخليجيين.

بعد ذلك، سكتت الدولة ايضا عن الاعتداء على سفارة المملكة في ايران وعن ضرب منشآت ارامكو السعودية من قِبل الحوثيين، مصطفة في الخندق الايراني، باعتمادها النأي بالنفس - حيث يجب الا تنأى بنفسها - محيّدة لبنان عن الاجماع العربي.

وفيما أَبعد هذا الاداء الاشقاء العرب عن لبنان، فنفضوا أيديهم منه بعد ان اعتبروه بات في ضفة ايران وتحت سيطرة الممانعين، تغاضت المنظومة على مر سنوات عن عمليات ممنهجة لنقل المخدرات الى المملكة، حتى قررت الرياض منذ اسابيع اقفال حدودها في وجه المنتجات الزراعية اللبنانية.

واذ أوجع هذا التدبير الاقتصادَ اللبناني المترنّح اصلا، حاولت المنظومة تدارك الوضع.. لكن بدل ان "تجبره كسرته"! مَن يُفترض ان يكون ابرز العاملين على خط رأب الصدع،  وزير الخارجية، أطلّ في مقابلة تلفزيونية ساخرا ومتهما دول الخليج بأبشع التهم والصفات والنعوت.. فكانت غضبة خليجية عارمة تتهدد مستقبل علاقات لبنان مع العرب كلّهم..

شربل وهبه استقال اليوم.. لكن الضرر وقع. المملكة على لسان سفيرها وليد بخاري طمأنت الى ان لا صحة لما يحكى عن ترحيل للبنانيين من المملكة، غامزا من قناة التعاطي اللبناني غير الشفاف مع المملكة بقوله ان "ما أكسب احترام المملكة للخصوم والحلفاء في المجتمع الدولي أن لديها خطاباً سياسياً واحداً في العلن وفي السر. الاخيرة سترأف باللبنانيين العاملين لديها اكثر من دولتهم التي تطاردهم حتى في الخارج بعد ان هشلوا منها، وقد سارع رجال الاعمال في دول الخليج الى اصدار بيانات استنكار لمواقف وزير خارجية بلدهم المؤذية، داعين الى اتخاذ اجراءات عقابية في حقه. لكن بحسب المصادر، ربطُ لبنان بالعرب ليس هدفه تجاريا ماليا فقط، بل هو متعلق بهوية لبنان وجذوره. فبيروت عربية، جسرُ تواصل بين الشرق والغرب، ولا يمكن ان تكون فارسية او اي شيء آخر، وإلا سقط لبنان ككيان، كما هو حاصل اليوم... فهل ستعمل المنظومة على اصلاح هذا العطب ام تمتنع؟

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o