May 18, 2021 7:11 AM
صحف

لبنان لم يشهد في تاريخه هذه اللامبالاة واللامسؤولية... والديبلوماسيون قلقون

أشارت "الجمهورية" الى ان حال البلد، بشقيه المعطل حكومياً، والمنهار اقتصاديا واجتماعيا والمفلس ماليا، كانت مدار حديث هاتفي مطوّل بين مرجعين سياسي وديني في عطلة العيد، وصلا فيه الى خلاصة مشتركة مفادها ان لبنان لم يشهد في تاريخه هذه اللامبالاة واللامسؤولية التي تتحكم به، ان ما يجري هو جريمة فظيعة ترتكب بحق لبنان واللبنانيين، والتمادي فيها سيقذف لبنان في المجهول، وسيدفّع اللبنانيين أثماناً كارثية.

في النقاش بين المرجعين، وبحسب معلومات موثوقة، تأكيد على ان كرة التأليف في ملعب الرئيسين عون والحريري، وبيدهما وحدهما ان يحلا المسألة الآن إن شاءا ذلك، وعلى ما بات معلوما ان ثمة عقدة وحيدة ماثلة في طريق الحكومة هي عقدة الوزيرين المسيحيَّين. وهي عقدة ليست مستعصية على الحل، فثمة سبل عديدة يمكن اتّباعها لإيجاد مخرج لها. ولعل احدها وربما اكثرها قبولا هو دور مساعد يمكن ان يلعبه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في هذا المجال.

وبحسب المعلومات فإنّ المرجعين التقيا على التأكيد بان لا وجود لأي عامل تعطيل خارجي، وان كل ما قيل في هذا السياق ما هو سوى كلام واهٍ ومحاولة هروب من المسؤولية، فكما أن التأليف قرار داخلي، كذلك التعطيل هو قرار داخلي ايضا ولا دخل للخارج فيه. وهذا ما اكده الجامعة العربية ومصر، وكذلك الاميركيون والفرنسيون الذين كانوا اكثر من مشجعين في اتجاه التأليف.

(إشارة هنا الى ان مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد هيل وفي زيارته الاخيرة الى بيروت، كان في منتهى الصراحة والوضوح حيال تشكيل حكومة سريعاً برئاسة سعد الحريري، وقبله ما أعلنته السفيرة الاميركية دوروثي شيا من على باب القصر الجمهوري لجهة ان الاوان آن للتخلي عن الشروط المعطلة. وكذلك الامر بالنسبة الى الجانب الفرنسي الذي تجنّد منذ اطلاق مبادرته الانقاذية في آب 2020، لتشكيل حكومة مهمة، ولكنه فُشّل بعدما اصطدم بحائط الشروط المعطلة ما دفعه في آخر المطاف الى إبراز مخالبه واتخاذ خطوات عقابية بحق من سمّاهم معطّلو الحل في لبنان).

ولقد زاد المرجع السياسي على ما دار في النقاش بينه وبين المرجع قائلاً: من البداية قلت ان المعطلين في الداخل وليسوا من الخارج، واقاموا القيامة على هذا الكلام ولم يقعدوها، ولننظر اليوم الى الخريطة الدولية، فلا احد في العالم مهتم بلبنان، او مكترث به، وينتابني شعور بأن لبنان لم يعد يعني احداً في الخارج، لأننا سبقناه الى ذلك حينما اثبتنا لكل العالم بأدائنا المعطل وتجاهلنا لأزمتنا واسبابها ونتائجها الكارثية بأنّ بلدنا لا يعنينا.

على ان اللافت للانتباه في هذا السياق، ما اكد عليه ديبلوماسيون عربيون واوروبيون في الايام الاخيرة لجهة النأي بلبنان عن توترات المنطقة. وعكس بعض الديبلوماسيين الغربيين خشية من ان تكون التحركات التي جرت بالقرب من الحدود، والتي كان «حزب الله» حاضرا فيها مع مجموعات فلسطينية، مقدّمة لعمل ما يؤدي الى توتر على الحدود. وربطاً بذلك تحدثت مصادر واسعة الاطلاع عما سمّتها تطمينات قيل انها من صدرت من جانب «حزب الله» تفيد بأن الحزب ليس في وارد الدخول على خط التوتر الفلسطيني. وثمّة تنسيق كامل بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل لحفظ الامن في المنطقة.

ونقل في هذا السياق عن سفير دولة عربية كبرى داعمة للتفاهم الداخلي على حكومة، تأكيده على الحفاظ على استقرار لبنان، ودعوته الحثيثة الى المسؤولين في لبنان الى المسارعة لترتيب وضعهم الداخلي. وعلم ان هذا السفير ابلغ مسؤولا كبيرا قوله ما حرفيته: الوضع في المنطقة يبعث على القلق، والواضح ان الاسرائيليين عازمون على ابقاء التصعيد وثمة جهات دولية تدعمهم، بدليل ان مجلس الامن أخفق في الاتفاق على وقف لإطلاق النار. يعني ذلك ان الوضع مفتوح، ثم ان الوضع الداخلي في لبنان في ذروة انهياره اقتصاديا وماليا. كل ذلك يحتّم عليكم ان تسارعوا الى تشكيل حكومة، والمجتمع الدولي ما زال مستعدا لتقديم المساعدات لكم في ظل حكومة تباشر في الاصلاحات المطلوبة. واذا كان في لبنان من يعتقد ان في الامكان الانتظار الى حين جلاء الامور في المنطقة فهذا اعتقاد خاطىء، الحل بيدكم، ونحن ندعم التفاهم بين الرئيس عون والرئيس الحريري، وكلما تأخرتم في تشكيل الحكومة ستدفعون الثمن وحدكم.

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o