May 17, 2021 6:50 AM
صحف

شكوى جديدة ضد إسرائيل ورسائل حزب الله العسكرية في الجنوب "تحت السيطرة"

في تعميم داخلي اطلعت عليه "الجمهورية"، عمّمت قيادات فلسطينية في مخيمات الجنوب وشرق صيدا رسالة على فصائلها قالت فيها إنّ "حزب الله ابلغ الى قياداتها بضرورة التنبّه الى عدم قيام اي مجموعة بأي عمل نحو الاراضي الفلسطينية المحتلة انطلاقًا من جنوب لبنان".

وتضمن التعميم تحميلاً من الحزب للقيادات الحزبية وقادة الفصائل المسؤولية عن اي حادث متهور يمكن ان يقود الى اي مواجهة مع اسرائيل في توقيت لا يريده.

اشار مصدر سياسي بارز لـ "الشرق الأوسط" الى ان حزب الله يكتفي حالياً بتشغيل محركاته لدعم التحركات الاحتجاجية وتزخيمها تحت سقف حصرها بتوجيه رسائل التضامن إلى الداخل في فلسطين المحتلة من دون أن تتطور حتى إشعار آخر باتجاه إشعال الجبهة في الجنوب لما لديه من حسابات تتجاوز الساحة اللبنانية إلى الإقليم مع استمرار المفاوضات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأميركية وبين إيران برعاية أوروبية والتي لن تتوقف في فيينا، برغم أن الاستعدادات جارية في طهران لخوض الانتخابات الرئاسية.

واكد المصدر السياسي أن "حزب الله" يكاد يكون المشغّل الأول للتحرّكات الشعبية من فلسطينية ولبنانية الوافدة إلى المنطقة الحدودية للتضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهته للاحتلال الإسرائيلي والتي تبقى تحت السيطرة بقرار من الحزب بالتنسيق مع الجيش اللبناني والقوات الدولية يونيفيل المنتشرة في جنوب الليطاني.

ولفت إلى الدور الاستيعابي للجيش اللبناني الذي سمح بالتوافد إلى ساحة الاحتجاج أمام بوابة فاطمة في بلدة كفركلا الحدودية من دون أن يترتب على ردود الفعل ما يهدد الاستقرار في منطقة العمليات المشتركة للجيش اللبناني ويونيفيل لتطبيق القرار الدولي الرقم 1701، واكد أن الجيش بالتناغم مع حزب الله تمكّن من السيطرة على الوضع ونجح في تنفيس فورة الغضب التي عبّرت عنها التجمّعات الزاحفة إلى هذه المنطقة.

وذكر المصدر السياسي أن حزب الله اعتاد في السابق على تمرير رسائل عسكرية إلى إسرائيل في ظروف أقل سخونة من الظروف الأمنية والعسكرية التي تسيطر على المواجهات في فلسطين المحتلة، وهذا ما لم يفعله اليوم مع احتدام المواجهات وتصاعدها بشكل غير مسبوق، إذا ما استثنينا صواريخ الغراد التي أُطلقت من خراج بلدة القليلة في قضاء صور والتي لم يكن لها من مفاعيل تدميرية وكانت بمثابة التعبير عن فشة خلق أراد من أطلقها تثبيت مشاركته الرمزية في المواجهات.

ورأى إن تعاطي حزب الله بهدوء من دون أن يقدم على رد فعل عسكري حيال المواجهات الدائرة في فلسطين المحتلة ينم عن أن إيران مرتاحة على وضعها التفاوضي وأن ليس هناك ما يدعوها للقلق، وإلا فإن جبهة الجنوب لكانت اشتعلت منذ أن تصاعدت المواجهات وبلغت ذروتها.

في هذا الوقت، يستعدّ لبنان الرسمي لتقديم شكوى جديدة ضد اسرائيل الى مجلس الامن بعد استشهاد محمد طحان. وعلمت "نداء الوطن" في هذا الصدد ان وزارة الخارجية تنتظر تقرير الجيش اللبناني الذي يحدّد بدقة الاعتداء الاسرائيلي الذي تعرض له متظاهرون في أثناء تظاهرة شهدتها الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية قرب السياج الفاصل على الحدود يوم الجمعة الفائت، وأدّى الى استشهاد اللبناني محمد طحان متأثراً بجروحه بعد إصابته برصاص إسرائيلي، لرفع كل المعلومات بدقة الى مجلس الامن وتقديم شكوى ضد اسرائيل.

"حزب الله"

وفيما يبقى السؤال هل سيردّ "حزب الله" على مقتل احد عناصره محمد طحان اثناء إجتيازه السياج الحدودي، يؤكد نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب الحاج محمود قماطي لـ"نداء الوطن" إن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وبعد سقوط الشهيد علي محسن في سوريا جراء غارات اسرائيلية على دمشق، قال للجيش الاسرائيلي على الحدود "وقاف على إجر ونص"، اما استشهاد طحان اليوم فله حيثيات مختلفة، والردّ يُدرس في ظروفه وحيثياته لاتخاذ القرار المناسب".

واذ يسجّل قماطي "أن قواعد الاشتباك داخل فلسطين قد تبدّلت كلياً"، يؤكد "أنّ قواعد الاشتباك المتعلقة بلبنان ومحيط فلسطين لم يتبدّل فيها شيء حتى الآن، والوضع لا يزال على حاله، فالمعركة تدور على ارض فلسطين، وليس على ارض لبنان". ويضيف: "اما اذا اعتدت اسرائيل عليه فسيكون هناك كلام آخر، و"حزب الله" بالطبع لن يكون في موقف المتفرج".

ويؤكد قماطي أن زيارته مع وفد "حزب الله" برئاسة نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم وعضوية عضو المكتب السياسي حسن حب الله، لكل من حركة "الجهاد الاسلامي" في فلسطين، وحركة "حماس" في لبنان، كانت للاستماع من الامين العام لحركة "الجهاد الاسلامي" زياد النخالة وعضو المكتب السياسي لحركة "حماس" أسامة حمدان لوقائع سير المواجهات داخل فلسطين وابدى الحزب دعمه وتأييده لمطالبهم المحقة، وقد سمع تأكيداً من"الجهاد الاسلامي" و"حماس" على ان المواجهة لن تخرج عن اطار المواجهة الفلسطينية داخل الاراضي المحتلة، ولن تنتقل لا الى المخيمات في لبنان ولا الى خارجها".

ويتحدث قماطي عن "معادلة جديدة رسمتها المقاومة الفلسطينية داخل فلسطين وحدّدت سقف المطالب، وهي تحظى بدعم محور المقاومة، وتتلخص في ان غزة تحمي القدس وحي الجراح وكنيسة القيامة والمسجد الاقصى، وغزة تحمي جميع الفلسطينيين بعدما كان الاسرائيلي يعتمد ان قوة غزة في غزة فقط بينما يستطيع هو الاعتداء على كل مناطق الفلسطينيين." ويؤكد قماطي "ان ما سمعناه من حماس والجهاد كاف وواع وهم يملكون الحكمة والقدرة على اتخاذ القرار المناسب و"حزب الله" لا يتدخل في قراراتهم".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o