May 15, 2021 3:45 PM
مقالات

من زمن النضال العربي بالدم إلى زمن الإتجار الفارسي بالدم العربي

كتب محمد سلام في "كلام سلام":

قبل 53 سنة سقط لنا أول شهيد لبناني في صفوف الثورة الفلسطينية، المناضل في حركة فتح الأخ خليل عز الدين الجمل، في معركة تل الأربعين بغور الأردن ضد مجموعة من الجيش الإسرائيلي قتل فيها 10 من أصل 75 جندياً وأستشهد مع الجمل  الأخ الفلسطيني علي عبد القادر حيان.

نعش الشهيد الجمل حمل على الأكتاف في كل بلدة لبنانية مر بها بعد عبوره نقطة المصنع، قرعت له أجراس الكنائس وصدحت المآذن حتى وصوله إلى الجامع العمري الكبير ببيروت. جنازته إلى مدافن الشهداء شارك فيها 100 ألف شخص وكانت محرك مشاركة الشعوب العربية في الثورة الفلسطينية.

نعاه الراحل غسان تويني بعبارات أقوى من أي سلاح : " «"من زمان لم يمت منا شهيد.. شهيد حقيقي.. شاب يُحلّ الوطن في مقام أعلى من الحياة. من زمان لم يعتبر شاب منا أن ثمة ما هو أثمن من الحياة، هو فداء الحياة. من زمان لم يكتب لنا أحد بدمه رسالة حرية.... خليل عز الدين الجمل، تعود إلينا ولم نعرفك. كأنك ما متّ إلاّ لتعرفنا بما فينا. بأن فينا إرادة الحق حتى الموت والإيمان حتى الشهادة"».

يومها كان الدم العربي يناضل في معركة عربية على أرض عربية. اليوم، الدم العربي يسال  في مسرحية فارسية على أراض عربية لنصرة فيلق قدس مزعوم لا يشارك في معارك القدس، بل يستغل العرب لقتل العرب.

حركة فتح، ما غيرها، التي ناضل الشهيد الجمل وكثر غيره في صفوفها، منعت أنصارها من المشاركة في الدعوات المشبوهة للتجمع على الحدود اللبنانية «تحت طائلة المحاسبة».

في مقابل هذا الوعي والإدراك الفلسطيني واللبناني لحقيقة مسرحية الإتجار الفارسي بالدم العربي أطلق نائب أمين عام حزب-الله نعيم قاسم معادلة " «كل من يقول اليوم بأنه مع فلسطين يجب ‏أن يكون مع المقاومة، من لا يكون مع المقاومة ليس مع فلسطين، حتى لو ألقى الخُطب الرّنانة، لأن ‏فلسطين تتطلب جهاداً وشهادة وعطاءات».

لماذا لا يطلب قاسم من فيلق قدسه المزعوم أن يكون مع المقدسيين في القدس بدل أن يأخذ شباب العرب ليسقطوا ضحايا في معارك ضد العرب ومهرجانات مسرحية فارغة في لبنان وسوريا والأردن والعراق واليمن والسعودية وغيرها؟؟؟؟؟

هل يعي أهلنا في لبنان ومخيمات لبنان أن مسرحية الإحتشاد على الحدود ومحاولة إجتياز الشريط الحدودي الشائك ما هي إلا مسرحية مبكية لحرف النظر عن فضيحة عدم مشاركة فيلق القدس المزعوم في مواجهات القدس؟؟؟؟؟

هل يدرك "بعض" مسيحيي لبنان أن سعي حزب إيران لتحريك المخيمات التي يمسك هو بمداخلها ومخارجها ما هو إلا محاولة لإيقاظ كوابيس حرب أهلية دفنها اللبنانيون عام 1990 واعتذر بعضهم عن أخطاء إرتكبها خلالها وندم جميعهم على دم بذل خلالها في حسابات خاطئة؟؟؟

اللبنانيون ليسوا بحاجة إلى شهادة لا من قاسم ولا من هيكل أسياده كلهم ليثبتوا بأنهم مع لبنان وفلسطين والقدس وليسوا أدوات تستخدم لسفك الدم العربي على أرض العرب لخدمة مؤامرات فيلق قدسه على العرب والعالم.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o