May 14, 2021 3:56 PM
خاص

مواجهات غزة لن تكتب خاتمة التطبيع والإحتمالات مفتوحة إلا على حرب شاملة

المركزية – من صدام في الشارع على خلفية طرد الإسرائيليين عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ الجراح إلى قصف بالصواريخ ومعركة مفتوحة على كل الإحتمالات. هذا التحول اخذ المواجهة الى مكان آخر والى مكان جديد للاستثمار، فمن أدار بوصلة المواجهات ومن أراد أن يأخذ المواجهات إلى حيث وصلت اليوم على الأقل، ولمصلحة من؟

الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية العميد الركن خالد حمادة أكد عبر "المركزية "أن من يمسك بدفة المواجهات هي الجهات التي تقف وراء حماس وتسيطر على قرارها وتمويلها وفي مقدمتها طهران، وقد نجحت في استدراج اسرائيل الى هذه المواجهة لانها تريد اخذ الملف الفلسطيني بكامله وتحويله الى ورقة ضغط ايرانية تستخدم في مفاوضات فيينا وغير فيينا".

والسؤال الذي يطرح، من سيستخدم هذا التراشق الصاروخي لمصلحته وهل ستستطيع ايران القول ان لن يكون هناك وقف اطلاق نار الا بشروطها وبالتالي تسجيل انتصار اضافي،  ام ستنجح اسرائيل في الطلب من المجتمع الدولي ومجلس الامن والولايات المتحدة فرض معادلة جديدة عنوانها أمن سكان اسرائيل، وهل سيكتب حي الشيخ الجراح خاتمة ملف التطبيع العربي الاسرائيلي؟

يقول حمادة:" لا اعتقد ان الخلاف سيؤثر على مسار التطبيع العربي_ الاسرائيلي مع الإشارة إلى أن في الاشهر القليلة الماضية لم يسجل اي تقدم على الوضع الذي بلغه ايام الادارة الاميركية السابقة.  قد يؤثر التصعيد في رام الله والمواجهات في الاراضي المحتلة بين الاسرائيليين والفلسطينيين على الموقف العربي والدفع نحو بذل المزيد من الضغوط على اسرائيل واقناعها بأن الاستمرار في المواجهات سيكون في مصلحة القيادة الايرانية،  ولا يمكن ابقاءه كملف عربي، وقد يكون هناك نوع من السخط الفلسطيني او الايراني على اتفاقات التطبيع التي اجريت مع اسرائيل من دون مقابل حقيقي يسهم في حل المسألة الفلسطينية وهذا ما سيعمل عليه الجانب العربي لتداركه ".

حتى اللحظة ترفض الولايات المتحدة عقد جلسة لمجلس الامن " اعتقد ان المأزق يبقى في الوصول الى مطالب تستأهل الطرح على طاولة البحث من شأنها ان تُخرج الفريقين المتنازعين وفقا لنظرية الكل يربح.  وهنا تكمن الصعوبة، وعليه يجب بذل جهد ديبلوماسي عربي لوضع مسألة الاستيطان على الطاولة وبالتالي انتزاع قبول اسرائيلي بوقف شامل للاستيطان وربما لاخلاء بعض المستوطنات، ومن شأن ذلك ان يشكل مخرجا للجانب الفلسطيني.

أما اذا بقيت الأمور على هذا المنوال، فمن المرجح أن تستمر الاشتباكات ويتخذ بعدها الصراع وجها انسانيا نتيجة ارتفاع عدد الخسائر البشرية والدمار في البنى التحتية. عندها سيكون  تدخل من مجلس الامن بطريقة ما ونوع من الذهاب الى تغليب الجانب الانساني على هذا المأزق اكثر منه على الجانب العملاني او السياسي".

إطلاق ثلاثة صواريخ من الجانب اللبناني مساء أمس فتح الباب على احتمال توسع الحرب لتشمل لبنان وربما سوريا لكن في قراءة حمادة الأمر غير وارد للأسباب التالية" اولا لان طهران تقف وراء الفلسطينيين وليست في وارد الدخول في صراع مباشر مع اسرائيل لان ذلك سيرتد عليها في فيينا وفي منابر عالمية عديدة. كما أن طهران تتلطى خلف حماس وتحاول تسويق مطالبها واضافة اوراق الى ملفها الذي تطبعه تحت الطاولة ولن يكون هناك اي تطور ميداني.

حتى الجانب الاسرائيلي ليس في وارد ذلك لأن من شانه أن يدفع بالإسرائيليين إلى فتح جبهات جديدة مما يلزمهم باتخاذ خيارات ميدانية قد لا توافق عليها الولايات المتحدة او ليست في صدد تحمل تبعاتها". ورجح أن يبقى الصراع على ما هو عليه في انتظار الوصول الى مسودة عناصر يمكن ان تشكل مدخلا لوقف اطلاق النار".

ويختم حمادة" المهم إيجاد مخرج لوقف اطلاق النار عن طريق التوصل الى مجموعة نقاط تشكل مخرجا للفريقين المأزومين لأن إطالة عمر المواجهة يعني استثمار ايران اكثر فاكثر في هذا الملف والمزيد من الخسائر العربية في هذا المجال".  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o