بايدن يتأهب لإنهاء الصراع..فهل يبقى لبنان خارج التوافق الاقليمي؟
المركزية – كل المؤشرات تدلّ الى بوادر تغييرات تهبّ رياحها في المنطقة من نواحٍ عديدة، قد تبدأ مع التسوية من اليمن وتمتد الى كل المنطقة العربية. غير ان لبنان يشكّل على ما يبدو وضعاً استثنائياً، لأن ايران، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة على ما يدور من مفاوضات حول ملفات دول المنطقة لـ"المركزية" ، تدّعي ان حزب الله سيكون خارج التوافق او على الاقل ستكون له حظوة او وضع خاص لأنه على حدود اسرائيل، وهنا اول نقطة خلافية. أماالثانية، فستكون حول دور الحوثيين في اليمن، وحجم وتأثير هذا الدور على التسوية، والحصة التي سيحصل عليها في السلطة، خاصة وان هؤلاء يرسلون بشكل دائم طائرات مسيّرة في اتجاه السعودية ويكثفون هجماتهم على مأرب من اجل احتلالها وفرض واقع جديد في اليمن.
بالنسبة لسوريا، تتكثف الخطوات في اتجاه إعادتها الى الحضن العربي واستعادة مكانتها في الجامعة العربية. فقد شهدت العلاقات السعودية – السورية تطورا تجلّى بالزيارة التي قام بها رئيس المخابرات السعودية اللواء خالد حميدان، إلى العاصمة السورية دمشق أخيراً، التقى خلالها نائب الرئيس السوري للشؤون الأمنية علي المملوك. وتعمل السعودية على محور علاقتها مع ايران من جهة وسوريا من جهة أخرى. كما تلعب الامارات العربية المتحدة الدور الاكبر في مجال عودة العلاقات مع سوريا، هي التي أعادت فتح سفارتها في دمشق منذ العام 2018. الى ذلك، زار وزير خارجية سوريا فيصل المقداد سلطنة عُمان التي تُعتَبر مركزاً لتطوير العلاقات بين ايران والولايات المتحدة. ويلعب العراق دوراً بارزاً بالنسبة للعلاقات السورية -السعودية والايرانية -السعودية، خاصة بعد تأكيد رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح حصول اللقاءات التي لم تعد سراً بين موفدين ايرانيين وآخرين سعوديين في بغداد. كما يقف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلف هذه التطورات ويُعتبَر لولب الحركة ورائدها. وبحسب المصادر، تلعب هذه الدول الثلاث العراق والامارات وعُمان دورا محوريا في تقدّم العلاقات السعودية -السورية.
في الوقت نفسه، تشهد المفاوضات التي تجري بين ايران والولايات المتحدة الاميركية حول الملف النووي في فيينا تطوراً كبيراً حيث تمّ الاتفاق على الكثير من النقاط، رغم أن الامور غير سهلة ويواجهها الكثير من العقد، منها حجم العقوبات التي سيتم رفعها مقابل تخفيض ايران تخصيب اليورانيوم لمنعها من صنع قنبلة نووية، إضافة الى ملف الصواريخ الباليستية التي كانت ايران قررت عدم التطرق اليه، لكن الولايات المتحدة تصرّ على مناقشته نظراً للخطر الذي تشكله هذه الصواريخ على دول كثيرة في المنطقة. كما ان اسرائيل، تلعب دوراً اساسياً وسرياً، لكنها في الوقت عينه تستمر بقصف سوريا، واستهدفت مؤخراً في اللاذقية التي تُعتبر، الى جانب بانياس، منطقة نفوذ روسي كبير وايراني ايضاً.
في خضم كل ذلك، يجول وفد اميركي في المنطقة، يضم مسؤولين في وزارة الخارجية، ومجلس الامن القومي، ووزارة الدفاع، ومنسق سياسة الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي بريت ماكغورك، ومستشار وزارة الخارجية ديريك شوليت وجوي هود القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى، نائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الاوسط ودانا سترول، بتكليف من إدارة جو بايدن لوضع المسؤولين العرب لاسيما حلفاء واصدقاء اميركا في اجواء المفاوضات النووية غير المباشرة مع اميركا بحضور ممثلين عن 4+1 وايران.
وتحرص ادارة بايدن على انهاء الصراع في المنطقة وحل الازمات لينصرف الى شؤونه الداخلية بعد كورونا لاسيما الوضع الاقتصادي والملف الصيني. وقد تشمل زيارة الوفد لبنان وفق اوساط اميركية مطلعة في النصف الثاني من الجاري. وستكون المحطة المهمة في اسرائيل بعدما تبين ان نتنياهو واليمين المتطرف في اسرائيل لا يرغبان في عودة اميركا الى الاتفاق النووي وان تحصل ايران على السلاح النووي قبل تغيير اسلوبها ونهجها في رعاية الارهاب وتسليح مكونات شيعية في المنطقة للقيام باعمال شغب وضرب الاستقرار فيها والتدخل في شؤونها الداخلية.
لذلك، وفي خلاصة لكل ما سبق، حان الوقت لتشكيل حكومة في لبنان، مع الرئيس سعد الحريري او بدونه، ولكن الارجح معه، بحسب المصادر. صحيح ان الحريري خسر كثيراً لأن السعودية تخلت عنه، لكن اسمه بارز سنياً ومن الممكن ان يكون من ضمن التوافق على الحل، إذ لا يمكن للبنان ان يبقى خارج هذا التوافق الاقليمي، تختم المصادر.